بنغازي - (أ ف ب): رفض مجلس النواب الليبي ومقره في طبرق شرق البلاد أمس منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في جلسة رسمية حضرها مائة نائب ونائب، وفق الناطق باسم البرلمان آدم بوصخرة. وقال بوصخرة لفرانس برس: «رفض أغلبية الحاضرين اليوم منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني». ورفض 61 نائبا منح الثقة، في حين منحها نائب واحد، وامتنع الباقون عن التصويت في الجلسة، وهي الأولى منذ خمسة أشهر التي يتحقق فيها النصاب، وفق بيان نشر على موقع البرلمان المنتخب الذي يحظى باعتراف دولي. وحضر الجلسة عقيلة صالح رئيس البرلمان الذي يؤيد حكومة أخرى منافسة لحكومة السراج. وتتولى حكومة الوفاق التي نشأت عن اتفاق بين الليبيين رعته الأمم المتحدة ووقع في ديسمبر 2015 في الصخيرات في المغرب، إدارة شؤون البلاد لكنها غير قادرة على فرض سلطاتها على مجمل المناطق، وخصوصا بسبب معارضة الحكومة المنافسة في الشرق. وترفض حكومة الشرق تسليم سلطاتها قبل التصويت بمنح الثقة لحكومة السراج وتقول إنها تتبع لسلطة البرلمان. ورغم الصعوبات السياسية والأمنية والتضخم ونقص الخدمات العامة نجحت حكومة الوفاق في شن حملة على جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس وحققت فيها تقدما منذ 12 مايو. فقد تقدمت قوات حكومة الوفاق الليبية في وسط سرت وسيطرت على مواقع كان تنظيم الدولة الإسلامية يحتلها لكن الجهاديين يبدون مقاومة في معاقلهم الأخيرة، وفق مركز إعلام «عملية البنيان المرصوص». وقال المركز الإعلامي في بيان أمس «سجلت قواتنا اليوم انتصارا جديدا على فلول داعش في سرت حيث تمكنت من تمشيط مناطق جديدة وإحكام السيطرة عليها أمام مقاومة يائسة». وأوضح أن «قواتنا أحكمت اليوم السيطرة على حي 200 وحدة سكنية بمركز المدينة، بعد قصف بالمدفعية الثقيلة، حيث تقدمت بالمدرعات إلى الحي وتعاملت مع قناصة حاولوا إعاقة تقدمها». وأضاف أن «أهم المواقع التي سيطرت عليها قواتنا اليوم هي مقر الأمن الداخلي سابقا الذي كان داعش يستخدمه سجنا، كذلك مقر ديوان الحسبة، وحي الناقة، وشارع دبي، وبعض المواقع الأخرى. أحبطت قواتنا تقدم سيارتين مفخختين باتجاه خطوطنا الأمامية، حيث قامت قواتنا على الأرض بتفجيرها من دون خسائر في صفوفنا». وقال البيان: «إن طيران الدعم الدولي نفذ ضربتين جويتين على مواقع للقناصة» في إشارة إلى الطيران الأمريكي. ولا يزال الجهاديون يسيطرون على عدة أحياء بينها الحي 1 في شمال المدينة على الساحل والحي 3. أوقعت هذه المعارك 12 قتيلا على الأقل و85 جريحا في صفوف قوات حكومة الوفاق وفق مصادر طبية في مستشفى مصراته التي تقع على بعد 200 كلم إلى الشرق من طرابلس، حيث يوجد مقر قيادة العمليات. ولم يعرف حجم الخسائر لدى الجهاديين. بدأت قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في 12 مايو عمليتها لاستعادة المدينة التي سيطر عليها الجهاديون في يونيو 2015. وبحسب القيادة الأمريكية لإفريقيا (افريكوم) فقد شن سلاح الجو الأمريكي 65 غارة منذ بداية تدخله في معركة سرت في مطلع اغسطس حتى 19 منه. وقبل حملة سرت بأشهر تحدثت مصادر فرنسية وأمريكية عن وجود ما بين خمسة وسبعة آلاف مسلح تابعين للتنظيم الجهادي في كامل ليبيا. وفي أغسطس قدر مساعد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكي جوردون تروبريدج أنه لا يزال هناك «بضع مئات من الجهاديين في سرت» ونحو «ألف إلى بضعة آلاف» في ليبيا بأسرها.
مشاركة :