أكد مثقفون وأكاديميون الحاجة الماسة لغرس قيم الوسيطة والاعتدال في النشء والشباب، ونشر التسامح والاعتدال بين أفراد المجتمع لمواجهة الأفكار الضالة وظاهرة التشدد والغلو التي يسعى البعض لتكريسها. ويرى المثقفون، أن البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات (فطن) عبر مبادرة تعلم وتميز والذي يفعل الاستفادة من القدوات والنماذج الناجحة في المجتمع السعودية، خير من يحصن الشباب ويوجه طريقهم في الاتجاه الصحيح لخدمة دينهم ومجتمعهم وبلادهم. وأوضح حمد بن عبدالله القاضي عضو مجلس الشورى السابق والأديب المعروف، أن القدوة نهج إسلامي نص عليه القرآن الكريم بالإقتداء بالرسول -عليه الصلاة والسلام-، وأضاف «نحن الأولى أن نتبع تعاليم ديننا في القدوة ليقتدي بنا الآخرون وتكون القدوة حسنة». ولفت القاضي إلى أن مجال التربية والشباب لا يؤثر عليهم مجرد خطاب النصح أو كلمات الوعظ، مشيرًا إلى أن الأثر الأكبر عليهم وربما على غيرهم هو أن يكون المربي قدوة لهم سوء كان أبًا أو معلمًا أو مديرًا أو إمام مسجد. من جانبه، أكد الدكتور سعيد الأفندي المشرف العام على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية، أن من أعظم ما يعزز القيم الأخلاقية في قلوب الشباب وعقولهم وتفكيرهم القدوات الصالحة والحسنة. ولفت إلى أن المجتمع السعودي وخلال مسيرة دولته لنحو 70 عامًا أبرز قدوات صالحة في سلوكها وتصرفاتها وعملها الجاد والمثمر وكان ينبغي على جهة أن تأتي وتلفت النظر إلى هؤلاء وتقول للشباب انظروا لهؤلاء تستطيعون أن تصلوا لما وصلوا إليه من أعمال في حياتهم. ورأى الدكتور سعيد، أن البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات (فطن) بمبادرة تعلم وتميز وفق في هذه الإستراتيجية، وقدم نموذج رائع للدكتور عبدالله الربيعة كشخصية وطنية بارزة في مجالها وأدت أعمال جليلة لبلادها، وجزم الأفندي بأن البرنامج سيكون له تأثير كبير جدًا على الشباب عندما يستمعون إلى قصص هؤلاء القيادات المتميزة وكيف شقوا طريقهم وتعلموا وأفادوا مما وفرته الدولة من إمكانيات ولن ينصرفوا للإشاعات. في السياق ذاته، أشار الدكتور محمد السليمان الأستاذ في جامعة شقراء أن فكرة مبادرة تعلم وتميز برنامج (فطن) جميلة جدًا، وتعزز دور القدوة لدى الشباب الذين يتأثرون بالقدوة أكثر من أي أمر آخر لاسيما إذا كان القدوة قريب من المجتمع واللغة بحيث يكون وصول الرسالة مؤكدا وبالشكل المطلوب ظاهريًا وداخليًا. واقترح السليمان، أن يتمخض عن مبادرة تعلم وتميز برامج أخرى على المستويات الخاصة في المناطق عبر إدارات التعليم والمدارس تحكي تجاربها وقدواتها بحيث تنتشر هذه الثقافة بشكل أكبر كما شدد على أهمية تواجد العنصر النسائي وفي معرض تعليقه على استضافة الشيخ الدكتور صالح بن حميد في البرنامج، قال الدكتور محمد السليمان: إن الشيخ بن حميد يعتبر قدوة للكثير من الصغار والكبار وهو امتداد لما كان عليه والده رحمه الله.
مشاركة :