بالسرعة نفسها التي بات يخسر بها تنظيم داعش الإرهابي الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، مني التنظيم بخسائر فادحة في مجاله الحيوي في الفضاء الإلكتروني، عندما حظرت شركة تويتر، مئات الآلاف من الحسابات التابعة لأنصار التنظيم في محاولاتها لطرد الإرهابيين خارج موقع التواصل الشهير. وكانت الشركة أعلنت في عطلة نهاية الأسبوع إيقاف 235 ألف حساب لمخالفته سياسة الموقع المتعلقة بالإرهاب منذ فبراير/شباط الماضي 2016، وبذلك يصل العدد الكامل للحسابات المحظورة إلى 360 ألفاً، منذ بدء الحملة على التنظيم في وسائط التواصل الاجتماعي. وقالت الشركة إن وتيرة عملها اليومية في متابعة وحظر المتطرفين على الموقع ارتفعت إلى 80% ب،حسب بيانها الذي جاء فيه نحن نتقدم بشكل جيد ونستعرض بلاغات المشاركين على كشف الحسابات الإرهابية على مدار الساعة، كما أننا نتعاون مع المنصات الإلكترونية التي تساعدنا، ونتبادل معها المعلومات لتحديد حسابات الإرهابيين على الموقع. وكانت تويتر صعدت من جهودها بعد أن خسرت الدعوى التي رفعتها أرملة لويد فيلدز كارل الذي كان أحد مستخدمي الموقع، وقتل على يد داعش، مدعية في الدعوى التي رفعتها في يناير/كانون الثاني الماضي، أن تويتر كان مسؤولاً جزئياً عن وفاة ابنها، لأن الموقع وفر فرصة لجمع الأموال وتجنيد المقاتلين، وجادل الموقع بأنه منصة محايدة، ولكنه خسر القضية في وقت سابق من هذا الشهر. ويقول الباحث المختص بمتابعة التنظيم على تويتر جي إم بيرقر، لمجلة الدفاع الأول الأمريكية، إن البحث الذي أجراه مع عالم اللوغاريثمات جونثان مورغان، وجد أن أعضاء التنظيم الناشطين يمكن أن يصلوا إلى 90 ألفاً، ولكن يقف خلفهم متابعون كثر، وإنهم يلجؤون إلى إنشاء حسابات عدة بأسماء وهمية لاستخدامها متى ما أغلق الحساب، أو لكسب متابعين أكثر لكل حساب منفصل، وطالب بالتركيز على حسابات نشر الدعاية الرسمية لأنها الأكثر خطورة. وكانت وسائل الإعلام الاجتماعية الأخرى مثل الفيس بوك ويوتيوب وظفت آلة تعلم على الفور لكشف علامات الرضا التي يضعها المتطرفون على الصور والفيديوهات قبل نشرها، وذلك بفضل برنامج مشروع مكافحة التطرف والإرهاب، وهي مجموعة غير ربحية تعنى بتبادل المعلومات والبحث عن المتطرفين، في المركز الذي أنشأته في مقر شركة تويتر شهر مارس/آذار الماضي، ومع ذلك قال موقع تويتر إنه لا توجد لديه إلى الآن خوارزمية سحرية لكشف حسابات التنظيم، وإنهم يسعون لشراكات إضافية مع الهيئات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم لمواجهة المتطرفين. وأشار تويتر إلى أن المستخدمين كان لهم دور كبير في التمكن من حظر كل هذه الحسابات الإرهابية، بفضل الإبلاغ المستمر، إضافة إلى التعاون مع المنصات الاجتماعية الأخرى، بحيث يمكن تبادل المعلومات حول الحسابات التي تحتاج إلى أن تكون محظورة. إضافة إلى استخدام أشكال أخرى من التكنولوجيات، مثل أدوات مكافحة البريد المزعج، ومراجعة بلاغات المستخدمين، فضلاً عن التعاون مع المنظمات التي تعمل على مكافحة التطرف عبر الإنترنت. وكانت شركة تويتر حذرة في التعامل مع حكومة الولايات المتحدة، وفي مايو/أيار الماضي قال مسؤول في الاستخبارات الأمريكية إن الشركة كشرت عن أنيابها لمجتمع الاستخبارات عندما طلبوا منها الوصول إلى الداتاماينر للموقع، لتحليل التيارات العامة، ورصد الاتجاهات الناشئة. لكن العلاقة عادت للتعاون بين تويتر وحكومة الولايات المتحدة والمؤسسات غير الربحية في جميع أنحاء العالم المتشاركة في إخراج داعش من الفضاء الإلكتروني، ووصف مايكل مبكين مدير المركز التشاركي العالمي الجديد في البنتاغون في يونيو/حزيران الماضي، العلاقة مع شركات وسائط الإعلام الاجتماعية بما في ذلك تويتر، بأنها جيدة وقال إنه قرار سليم لأعمالهم، وأضاف إنهم كانوا يفعلون شيئاً خاطئاً وإن هذه الصناعة (الأعمال) تحتاج لأن يعمل الجميع معاً.
مشاركة :