اعترفت القوات الحكومية الأفغانية بسيطرة «طالبان» على منطقة في ولاية تاخار المحاذية لولاية قندوز، حيث حققت الحركة تقدماً في القتال الدائر هناك منذ أيام عدة. وأعلنت مصادر وزارة الدفاع الأفغانية سقوط مديرية خواجا غار في ولاية تاخار بأيدي مقاتلي «طالبان»، وأكد ذلك الناطق باسم والي تاخار سنة الله تيموري، غير أن وكالات محلية نقلت عمن أسمتهم مواطنين أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على المديرية، فيما وردت أنباء عن تقدم مسلحي «طالبان» وسيطرتهم على مديرية قلعة زال بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية التي تراجعت معنوياتها مع تقدم معارضيها في عدد من المناطق وانقطاع طرق الإمداد الخاصة بها، إثر سيطرتهم على العديد من الطرق المؤدية من كابول إلى الشمال الأفغاني. وأفادت وكالة أنباء موالية للحكومة الأفغانية بأن «طالبان» نسفت جسراً رئيسياً يصل ما بين قندوز وتاخار، وذلك للحيلولة دون إحراز القوات الحكومية أي تقدم في المعارك الدائرة في المنطقة، إضافةً إلى نسف عدد من الجسور الواصلة بين ولايات الشمال الأفغاني وميناء شير خان على نهر جيحون الفاصل بين أفغانستان وكل من أوزبكستان وطاجيكستان، وذلك لمنع وصول إمدادات من دول وسط آسيا إلى القوات الحكومية الأفغانية. واعترف قائد القوات الحكومية في قندوز الجنرال شير عزيز كمال وال بأن جسر التشين الواصل بين الولاية والحدود الطاجيكية تم تدميره نهائياً من قبل «طالبان» بحيث لا يمكن لأي آلية عبوره الآن. ويصل طول الجسر أكثر من 300 متر فوق نهر جيحون. كما اعترف القائد الحكومي بسيطرة «طالبان» على مديرية خان أباد على رغم المحاولات الحكومية لاستعادتها. في المقابل، أعلنت حركة «طالبان» في بيانات على موقعها الرسمي أن مقاتليها واصلوا تقدمهم في قندوز باتجاه مديرية علي آباد بعد سيطرتهم على عدد من الحواجز العسكرية للقوات الحكومية، فيما أحكمت الحركة سيطرتها على الطريق الرئيس الواصل بين كابول وقندوز حيث جرت اشتباكات عدة بين الجانبين. وأضاف بيان للحركة من قندوز أن مسلحيها صدوا هجمات للحكومة لكسر الحصار عن حامية عسكرية حكومية في مدينة إمام صاحب شمال قندوز، حيث يواجه أكثر من 180 من الجنود الحكوميين حصاراً قاسياً قطع عنهم كافة طرق الإمداد منذ 15 يوماً. وتواصلت الاشتباكات بين «طالبان» والحكومة الأفغانية في ولاية وردك وسط أفغانستان وعدد من الولايات الأخرى حيث وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في ولاية ساريبول شمال أفغانستان. وأشارت بيانات «طالبان» إلى فشل القوات الحكومية الأفغانية في فك الحصار عن مدينة لشكر جاه مركز ولاية هلمند الجنوبية، كما فشلت القوات الحكومية حتى الآن ووفق اعتراف وزارة الدفاع الأفغانية وحاكم قندهار في إعادة فتح الطريق الواصل بين قندهار وولاية هلمند مما يمنع وصول أي إمدادات حكومية للقوات الحكومية الأفغانية في ولاية هلمند. من جهة أخرى، أعلن الجيش الباكستاني قتل ستة أشخاص في واد أقصى شمال غربي البلاد قرب الحدود الأفغانية في هجوم جديد على المتشددين الإسلاميين هناك. وأفاد الجيش في بيان بأن كل القتلى الذين سقطوا في الهجوم على منطقة خيبر «إرهابيون». وشن الجيش عمليات جوية وبرية في وادي راج غال على بعد نحو 90 كيلومتراً غرب مدينة بيشاور الأسبوع الماضي، في أحدث مرحلة من هجوم استهدف حركة «طالبان باكستان» وحلفاءها وبدأ عام 2014. في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دعم حكومته للحكومة الأفغانية، وذلك في حفل افتتاح أحد القصور الرئاسية في العاصمة كابول بدعم مالي من الهند. وخاطب مودي المحتفلين عبر اتصال تلفزيوني من نيودلهي، مشيراً إلى أن الهند ستبقى إلى جانب الحكومة الأفغانية. وكانت الهند قدمت منذ إطاحة حكومة «طالبان» مساعدات زادت عن بليوني دولار للحكومة الأفغانية، شملت إقامة طرق ومستشفيات وتدريب قوات أفغانية في الهند، إضافةً إلى مساعدات عسكرية، وإقامة عدد من السدود المائية.
مشاركة :