مدير الشؤون الصحية بمنطقة الباحة سعد عوض قليل قال إن ما تم إنجازه من مستشفى بلجرشي الجديد خلال الفترة الماضية والتي لا تتجاوز الشهرين يعادل ما تم إنجازه خلال العامين الماضيين، حيث عملت الشؤون الصحية بالباحة خلال الفترة الماضية على مدار الساعة والاجتماعات لم تتوقف حتى تم الانتهاء تقريبا من جاهزية المستشفى. ولم يكشف لنا مدير الصحة عن سبب هذا الإنجاز المتسارع حتى تحقق خلال شهرين من الإنجاز ما لم يتحقق خلال سنتين، كما لم يفسر لنا سر هذا النشاط المفاجئ للشؤون الصحية حتى عملت على مدار الساعة ولم تتوقف اجتماعاتها حتى تم الانتهاء تقريبا من جاهزية المستشفى. مدير الشؤون الصحية لم يكشف لنا عن هذا كما لم يفسر لنا ذاك، غير أن مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة الدكتور عبد العزيز الغامدي قدم لنا تفسير ذلك كله حين كان بصدد التأكيد على أنه ليست هناك أي عوائق يمكن لها أن تحول دون افتتاح المستشفى مبديا إعجابه بالجهود المبذولة في سبيل ذلك «منذ زيارة وزير الصحة للمستشفى مؤخرا». ورغم أن ذلك يفسر لنا سر هذا الإنجاز الذي تحقق من شهرين فقط إلا أن ما نحن بحاجة إلى معرفته لا يتمثل في كيف أنجز في شهرين ما لم ينجز في سنتين وإنما كيف لم ينجز في سنتين ما يمكن إنجازه في شهرين، وما نحن بحاجة إلى معرفته يتمثل فيما إذا كنا بحاجة إلى زيارة المسؤول الأول في قطاع الصحة لكل مشروع من مشاريعها كي تدرك الجهات المسؤولة عن تلك المشاريع أهميتها فتنجز في شهرين ما تعجز عن إنجازه في سنتين لا يزورها خلالهما ذلك المسؤول الأول. ما حدث في مستشفى بلجرشي العام يحدث في كثير من مشاريع وزارة الصحة، وما يحدث في كثير من وزارة الصحة يحدث في مشاريع أكثر الوزارات، فزيارة المسؤول الأول في هذا القطاع أو ذاك هي المحرك الأول لإنجاز المشاريع، وليس بمثل تلك الزيارات تتحقق التنمية وإنما بإيجاد آلية يشعر المسؤول في كل قطاع أنه هو المسؤول الأول تجاه ما أسند إليه إنجازه، وبدون تلك الآلية ستبقى كافة القطاعات تعاني من الترهل الذي يجعلها عاجزة عن أن تنجز في سنتين ما يمكن لها أن تنجزه في شهرين.