أقسم لك بالله عزيزي القارئ أنني لم أضع عنوان هذا المقال كي ألفت انتباهك، فهناك أشياء أهم تحتاج منك الانتباه والتركيز مثل أوضاعك الداخلية، ولكني فعلاً أريد منك ألا تقرأ كي لا تغضب، ورغم أني أعلم أن هذه المقدمة لا فائدة منها، وأنك ما زلت تقرأ الآن، فسأدخل في الموضوع مباشرة حيث قرأت مقالاً لأحد الكُتاب شعرت وأنا أقرأه أن الكاتب سيخرج من المقال (متحزماً) من الوسط وهو يرقص أمامي على طريقة رقص الجواري في الخلافة العثمانية، وهذا بسبب كمية (التطبيل والتزمير) وهو يبرر لتركيا تنازلاتها الأخيرة فيما يخص القضية السورية وقبولها ببقاء الأسد حتى ولو كمرحلة انتقالية في مقابل ضرب الأكراد. وقرأت مقالاً آخر لكاتب آخر ذي بعد آخر، وما إن وصلت لآخر المقال حتى شعرت أن الكاتب سيخرج من المقال (متحزماً) بحزام ناسف ليفجر الجميع ويخون الجميع وهو يدافع عن إيران وتنازلاتها وارتمائها في أحضان روسيا حتى ولو كمرحلة انتقالية رغم أنهم الآن يتلاعنون. ولذلك اسمح لي أيها القارئ النحرير ذو العقل المستنير أن أخرج لك من المقال وأنا أرتدي زي المهرج (متحزماً) بالألوان الأساسية في سلم الألوان، فلا هي ألوان مائعة تغضبك ولا هي ألوان فاقعة تزعجك، ولكن اسمح لي أيضاً أن أخرج لك لساني بحكم المهنة كمهرج (مع احترامي الشديد لك) فقط من أجل أن أطمئنك على نفسك وأخبرك أن هناك مجانين حولك يجعلونك تقارن نفسك بهم لتكتشف أنك عاقل ولله الحمد، وأنك بينما تقرأ هذه السطور ستكتشف أن كاتب المقال هو أولهم. ولكن أرجوك إذا كنت ستحكم علي بالجنون لأني أخرجت لساني كمهرج في زمن عبوس، فقل لي بالله عليك عن حكم من ملأ الدنيا ضجيجاً كي يرحل بشار ثم بعد ذلك يطالب ببقائه، وهو ذاته من ملأها صراخاً ضد إسرائيل لنكتشف أنه أكثر لهفة للتطبع معها! وحكم من رفع شعار (أميركا الشيطان الأكبر) لنكتشف أنهم ينامون في سرير (المد الأحمر)، وهم ذاتهم من ينكرون تصدير الثورة لنكتشف أنهم يصدرون الفوضى، وحكم الجماعات الإسلامية بمذاهبها المختلفة والتي تنام على أسرة الجميع، وهم ذاتهم من يعتقدون أنهم على (منهاج النبوة)، بينما واقعهم يقول إنهم على منهاج (العبوة) وهذا يعني يا سادة أننا نعيش بين طرفي المقص حيث غش الساسة وجهل الشعوب. وحاول عزيزي القارئ أن تعود للخلف بظهرك واحذر من أن تصطدم بأول المقال حيث قرأت مقالاً لأحد الكُتاب وشعرت وأنا أقرأه أن الكاتب سيخرج من المقال (متحزما) من الوسط وهو يرقص أمامي... فيبدو أن المقال سيعيد نفسه بشكل روتيني وممل تماماً مثل أيامنا وأخبارنا وكمية الأكاذيب التي تمارس علينا، وعدد الأطفال الذين لم يظهر لهم في الإعلام صور رغم أنهم في حالة أسوأ من عمران وأيلان وعدنان وعلي وعمر. وإذا وصلت لهذا السطر وشعرت أن المقال غير متراكب المعاني ولا مضبوط الإيقاع، فهذه غلطتك من البداية لأنك قررت أن تدخل لمقال عنوانه (لا تقرأ هذا المقال)، ولكنك دخلت وقررت أن تستمر في قراءة مقال يكتبه كاتب مجنون، فأنا أسف!... ولكن عذرك الوحيد أنك العاقل الذي يشاهد الكثيرين ممن يفترض فيهم أن يكونوا النخبة والسادة والنبلاء والعقلاء والمثقفين يخرجون لنا ألسنتهم ليل نهار.. ورغم ذلك فنحن لا نشك إلا في... أنفسنا. وحاول الآن أن تأخذ خطوة للأمام واحذر من أن تتعثر في وسط المقال حيث إننا يا سادة نعيش بين طرفي المقص ما بين غش الساسة وجهل الشعوب.. فنصيحتي لك أن تخرج الآن قبل أن يعيد المقال نفسه. **** ابتهال: هو الله.. والله أكبر.. أكبر من أقمارهم الاصطناعية ومن غرف عملياتهم ومن كيدهم في الغرف المغلقة، هو الله.. والله أرحم.. أرحم على الابن من أمه، وأرحم على شعب سورية من سواه.. فاكتب لنا الخير وارضنا به. كاتب كويتي moh1alatwan@
مشاركة :