وزير الخارجية: قطر حريصة على حل النزاعات الدولية سلمياً

  • 8/24/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، أن دولة قطر مصممة على أن تكون قوة للخير في العالم، وأن تضطلع بدور فعال في تعزيز السلام. وقال سعادته، في الكلمة التي ألقاها أمام الملتقى السنوي لسفراء النرويج العاملين بالخارج المنعقد بالعاصمة «أوسلو»: «إن السياسة الخارجية لدولة قطر تستند على أربعة مرتكزات رئيسية، تتمثل في تعزيز السلم والأمن الدوليين من خلال تشجيع الحل السلمي للنزاعات الدولية، ودعم حق تقرير المصير، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتعاون مع جميع الدول الساعية للسلام». نوه سعادة وزير الخارجية بدور النرويج في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، قائلا: «النرويج ليست فقط موطناً لجائزة نوبل للسلام، لكن بلدكم كان لاعبا رئيساً في حل النزاعات على مدى عقود». وأشار إلى بعض الأدوار الهامة التي قامت بها دولة قطر لتعزيز الأمن وحلحلة الأزمات في المنطقة، ومنها التوسط بنجاح في إبرام اتفاقية الدوحة بين الأحزاب اللبنانية المتنافسة عام 2008، والدور القيادي الذي اضطلعت به دولة قطر في عام 2010 في جهود السلام في السودان، وما انتهت إليه باستضافة الدوحة لمؤتمر دولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور. وتطرق سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى جهود دولة قطر لتعزيز السلام في ليبيا، مشيراً إلى أنه في الآونة الأخيرة توسطت قطر بنجاح بين قبائل «التبو» و»الطوارق» في ليبيا، مما نتج عنه توقيع اتفاقية السلام والمصالحة في الدوحة. وقال سعادته: إن دولة قطر ساعدت أيضا في حل النزاع الحدودي بين أرتريا وجيبوتي في عام 2010. الأبواب المفتوحة وأكد سعادة وزير الخارجية أن دولة قطر، وفي كل جهود الوساطة، حافظت على أبوابها مفتوحة لجميع الفرقاء في النزاع لأجل تحقيق سلام دائم. وشدد على حاجة منطقة الشرق الأوسط لجهود السلام، وقال: «أعتقد أنه من الواضح لنا جميعا أن أهمية صنع السلام وجهود التصالح في الشرق الأوسط لم تكن أكثر إلحاحا مما هي عليه اليوم»، مشيراً إلى الكثير من القضايا الملحة في المنطقة. وأكد سعادته في هذا الإطار، أن دولة قطر كانت ولا تزال داعماً قوياً للقضية الفلسطينية. ودعا سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية إلى وضع حد للاقتتال الدائر في أكثر من بلد عربي، وقال: «إن القتال في سوريا والعراق وليبيا واليمن يجب أن توضع له نهاية، لأنه كلما طال القتال كلما كانت التضحيات أكبر في العنصر البشري، وسيحرم المزيد من الأطفال من حقوقهم في التعليم». محذرا من أنه كلما طال القتال، كلما زاد احتمال تطرف الشباب من الرجال والنساء، وزاد إغراؤهم نحو معسكرات المتطرفين نتيجة لليأس وفقدان الأمل. وقال سعادة وزير الخارجية: «إن شعوب الشرق الأوسط لم تختر بأن تعيش في بيئة إرهاب وعنف طائفي، والتاريخ يشهد بأننا نؤمن بالتسامح والتعايش بغض النظر عن خلفيتنا المختلفة من حيث الأعراق أو الأديان أو المذاهب»، مؤكدا أنه يجب في الشرق الأوسط تشجيع ثقافتنا العريقة التي تعزز التسامح، وقاعدة هويتنا على المواطنة المشتركة، وليس على الاختلافات الطائفية. كما أكد سعادته على ضرورة «أن نقدم لشعوب الشرق الأوسط فرصة ليؤمنوا لأنفسهم مستقبلاً أفضل»، وأضاف: «شعوب الشرق الأوسط تستحق حكومات تستجيب لآمالهم واحتياجاتهم، وبأن تكون حقوقهم محمية، وشعوب الشرق الأوسط تستحق بأن تعيش في مجتمعات تضمن العدالة، بدلاً من عدم المساواة». وفي هذا السياق، أكد سعادة وزير الخارجية أن دولة قطر وضعت خططاً لتمكين الشباب ودعم المبادرات التي تعزز خلق فرص العمل على نطاق واسع، وتنظيم المشاريع، وإشراك الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقال: «لقد حققنا التزاماً جريئاً في التعليم، لأننا نؤمن بأن التعليم هو شرط مسبق ضروري للتمكين الاجتماعي والاقتصادي». وشدد سعادته على أهمية التعليم لتعزيز التنمية والوقاية من التطرف، وقال: «نحن نستثمر في التعليم، ونعتبره حقا من حقوق الإنسان، وأداة لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة، ومقتنعون بأن التعليم هو أفضل تدبير وقائي يمكن أن نتخذه ضد تهديد التطرف والإرهاب»، مضيفا: «لهذا السبب، نحن أيدنا برامج تصل إلى الملايين من الأطفال خارج نطاق التعليم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والهدف هو حماية المنطقة والعالم من ارتفاع وتيرة التطرف العنيف». وأوضح أن استثمارات دولة قطر في المعلمين وغرف التعليم منحت أكثر من 600,000 طفل في مخيمات اللاجئين السوريين الفرصة للاستمرار في دراستهم، وقال: «جنباً إلى جنب مع شركائنا، نسعى إلى استبدال الأسلحة بالأقلام، واليأس بالأمل، والجمود بالابتكار». وأضاف سعادته: «كبلد حباه الله بالثروة والموارد الطبيعية، فإننا نعتقد أنه من مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية مساعدة من هم أقل حظا منا.. كما تم التأكيد على التزام دولة قطر بتقديم هذه المساعدة للمحتاجين في كل مكان مهما كانت جنسياتهم أو معتقداتهم». وقال: «إن الأكثر أهمية هو أن نلتزم في كل من قطر والنرويج بالمشاركة في السلام، وتفضيل الدبلوماسية والمفاوضات كوسيلة لحل النزاعات بدلاً من الحرب وسفك الدماء، وأعتقد أن هذا هو المجال الذي يمكننا من خلاله إقامة شراكة دائمة». وختم سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية بالقول: «يمكن أن نعمل على تعزيز سبل الحوار، وتشجيع حل النزاعات وتعزيز المصالحة.. وبذلك، أعتقد أنه يمكن للنرويج وقطر أن تصبحا بحق شريكين من أجل السلام».;

مشاركة :