في ذروة فصل الصيف يعاني فلسطينيون يعيشون في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة نقصاً في المياه مما يثير حرباً كلامية بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن المسؤول عن ذلك. يقول الفلسطينيون: إن الاحتلال يحرمهم من الحصول على مياه كافية بسعر معقول ويشيرون إلى أن المستوطنات الإسرائيلية القريبة تتمتع بإمدادات مياه وفيرة. ويزعم الاحتلال أن الفلسطينيين خُصص لهم مِثْلَا الكمية المقررة لهم بموجب اتفاق سلام مؤقت لعام 1995 وترفض مناقشة أي حلول للمشكلة الحالية. وقال الفلسطيني محمد عيسى وهو من سكان قرية مسافر يطا قرب الخليل: إن نقص المياه مشكلة كبيرة. وأضاف: «يعني العيلة لحالها بدها في النهار تانك غير المواشي... الحمير.. الكلاب، بدك تمسك وتحط لكن مفيش. هادي المية علينا مشكلة قوية». وبالنسبة لنضال يونس رئيس مجلس بلدية قرية مسافر يطا أصبح الحصول على المياه باهظ التكلفة. وقال وهو يهز رأسه أسفاً: «تكلفة الكوب بتصل المواطن هنا بـ12 ضعف مقابل السعر الطبيعي، ممكن لو بدي أشتريه.. لو أي مواطن من يطا بيشتريه.. إذا توفرت شبكة مياه الكوب ب 4 شيكل (1 دولار) واصل إلى المنزل، هون الكوب بيوصلنا بـ50 شيكل (13 دولاراً)». وتتناثر مستوطنات الاحتلال على سفوح التلال حول مسافر يطا وهي قرية مبنية من الأحجار منخفضة على أرض صخرية جافة، والمستوطنات ذات الحدائق والزروع تحصل على الماء من مرفق المياه الإسرائيلي عن طريق خطوط أنابيب مخصصة لها. وقال يونس: إنه كانت هناك مياه جوفية قرب قريته التي يقطنها نحو 1600 شخص والعديد من الحيوانات، لكنه أضاف: إن سلطات الاحتلال منعت القرويين من الوصول إلى المياه بحرمانهم من الحصول على تصاريح لحفر الآبار. واتصل القرويون بسلطة المياه الفلسطينية التي قالت: إنها وجهت نداءات إلى الإسرائيليين لكن طلباتها لم تلق ردّا فيما يبدو. وقال المنسق الإسرائيلي لأنشطة الحكومة في الأراضي المحتلة وهو فرع في الجيش يدير الشؤون المدنية الفلسطينية: إن إسرائيل توفر 64 مليون متر مكعب من المياه للفلسطينيين سنويا رغم أن اتفاق السلام المرحلي الذي وقع في عام 1993 يلزمها بتوفير 30 مليون فقط. وقال مازن غنيم رئيس سلطة المياه الفلسطينية: إن الفلسطينيين أوقفوا مفاوضات المياه مع إسرائيل قبل خمس سنوات؛ لأن الاحتلال لم يجمد بناء المستوطنات. وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التي تعمل مع السلطة الفلسطينية وهيئة المعونة الإيطالية (جي في سي) على توفير المياه للمناطق الفقيرة من أن نحو 35 ألف فلسطيني مهددون بسبب نقص المياه. وقال جريجور فون ميدياتسا مدير برنامج اليونيسيف للمياه: إن الحد المتفق عليه دولياً والمنصوص عليه في معايير منظمة الصحة العالمية فيما يخص استهلاك المياه هو 100 لتر لكل فرد يومياً، وعندما لا يتوفر هذا الحد فإن ذلك يمثل خطراً على الصحة العامة.;
مشاركة :