إماراتيات تحدين الصعاب بمهن فاقت التوقعات

  • 8/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: فدوى إبراهيم بمهنهن تخطين الحواجز ورفعن راية شعارها لا حدود لقدرات المرأة الإماراتية، فبصمت أناملهن على صفحة التاريخ علامات مضيئة خلدت اسم المرأة الإماراتية، فلم يعد جدار يعزلها ولا صعوبة تكسر طموحها. عملت كل منهن في مجال مختلف وصعب، وفوق تصور المجتمع، لكنهن أثبتن بالإرادة والعزيمة والطموح قدرات فاقت التصورات. إنهن إماراتيات شغوفات متميزات نسلط عليهن الضوء خلال الأسطر التالية.. بدايات المرأة الإماراتية مع العمل الشاق الذي يبرز قدراتها المكنونة ليس وليد العهد، فهي منذ البدايات عصب البيت وصاحبة المبادرة، والمربية الفاضلة والمسؤولة عن كل ما تحتاج أسرتها ومنزلها، ولا يستثنى من ذلك العمل الشاق الذي كان منوطاً بها من أعمال الخوص والسدو وحلب المواشي وإنتاج الزاد. وبعد التطور الذي شهدته الدولة وإعلان قيام الاتحاد، فتحت المرأة الإماراتية عينها على العديد من المجالات التي يمكنها الإسهام بها إلى جانب الرجل، فلم تقف أنوثتها حاجزاً أمامها، بل حافظت عليها وعلى كل ما يمتّ للعادات والتقاليد بصلة لأجل أن تبرز قدراتها وتشارك المجتمع احتياجاته. * أبرز الأمثلة على ذلك أول شرطية والملقبة أم الشرطيات تفاحة سالم خميس الحامض، التي التحقت بالعمل الشرطي في دبي عام 1960، وتعتبر أقدم شرطية في دبي، وكان لها الفضل في سن الزي الشرطي النسائي بشكله الحالي، وكانت بذلك مثالاً يحتذى به لنساء جيلها؛ إذ شجعهن وجودها على الالتحاق بالعمل الشرطي. استطاعت الحامض بفضل قدراتها وإرادتها أن تعمل في مجالات كثيرة في العمل الشرطي، وبالأخص ما يتعلق بالنساء من خلال تفتيش المنازل والقبض على المجرمات والمهربات وما إلى ذلك. * موزة محمد سيف نكحان، تعتبر أول إماراتية تقود سيارة بعد أن حصلت على الرخصة في عام 1976، وكانت نكحان تجول بالسيارة إمارات الدولة، وتقضي احتياجات الأسرة بها، ليس ذلك فحسب بل كانت تجري صيانة المركبة بنفسها، فتصلح إطاراتها وتغيّر الزيت، ولم تكتفِ بقيادة نوع من المركبات، بل تنوعت مهاراتها لتقود عدة أنواع من السيارات. * تعتبر سلمى الكعبي من أوائل اللاتي امتهن مهنة الرماية بعد أن كانت بدايتها المهنية في عام 1991 مع مدرسة الشرطة النسائية لدى القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وفي عام 1997 التحقت بدورة إعداد المدربات في الشرطة، فكانت من خريجات الدفعة الأولى، وحصلت على شهادة مدرب مشاة وأسلحة معتمد، وفي عام 2000 تخصصت كمدرب رماية وواصلت عملها في هذا المجال حتى عام 2014، إذ زاولت العمل في تلك الفترة في ميدان الوثبة (الحفار)، ومن ثم زاولت عملها في منتجع الفرسان الرياضي الدولي كمدرب للجنسين، وما زالت الكعبي تعمل برتبة ضابط رماية أثبتت للمجتمع أن العمل حينما يكون ضمن حدود ونطاق العادات والتقاليد لن يعود على صاحبه ولا على مجتمعه إلا بالفخر. واليوم تلقى الكعبي القبول الكبير والإقبال من الإماراتيات على تعلم فنون الرماية، مشيرة إلى أن أبرز مكتسبات تعلمها قوة الشخصية، الانتظام والنظام، والدقة، وتلبية حاجة الوطن التي تقع على رأس أولويات تلك المكتسبات، وتشير إلى أنه على الرغم من تشجيع والديها لها في بداية مسارها في دخول المجال الشرطي أولاً، فإن حلمها وطموحها لم يتحققا إلا بفضل الدعم الكبير الذي تلقته المرأة الإماراتية من قبل حكومتها، وتؤكد أن دعم عدد من العناصر الشرطية القيادية من الرجال لها كان له الفضل في مواصلتها وتحقيق نجاحها. * القاضية خلود الظاهري، التي تشغل اليوم منصب قاضٍ في محكمة الاستئناف بدائرة القضاء أبوظبي، أدت اليمين القانونية كأول قاضية إماراتية في 2008، وبدأت في ذلك الحين مهامها في السلك القضائي في قضاء أبوظبي، وفي قيادة قطاع الحلول البديلة لفض النزاعات، عملت الظاهري لثماني سنوات في مجال المحاماة بعد تخرجها في كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات، حيث كانت سنوات حافلة بالمعارف والخبرات بحسب الظاهري. لقب أول قاضية إماراتية وأصغر قاضية عربية تعتبره الظاهري تتويجاً لمكانة المرأة الإماراتية، ومسؤولية مضافة، ومحط أنظار المجتمع للمرأة في سلك القضاء، ورغم ذلك تجد الظاهري كل التقدير في مجال عملها كقاضية من قبل المجتمع، وتعتبره مطلباً ضرورياً لتحقيق التكامل في المنظومة القضائية بالدولة، ونوعاً من الاستثمار البشري للمؤهلات والقدرات والخبرات، وترسيخاً للكفاءة. آمنت الظاهري منذ الوهلة الأولى بأهمية التعلم المتواصل واكتساب الخبرات من كل مناحي المنظومة القضائية والقانونية، فكانت حريصة بذلك على أن تتدرج وتنوع خبراتها في المجال، فعملت في المحاماة وفروع قانونية محددة، مثل الجنايات والقضايا الشرعية والقضايا التجارية بأنواعها والشؤون الأسرية وحقوق الطفل والمرأة، بينما كان انتقالها لدور القاضية يشكل تحدياً من نوع آخر يتجسد في تحول دورها من دور الدفاع عن المتقاضين إلى دور الفصل بينهم. * في المجال الشرطي نجد اسم المقدم خبير مريم أحمد القحطاني يتخذ موقعه في مجال حساس، ألا وهو رئيس قسم الأحياء الجنائية والبصمة الوراثية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، فالقحطاني عملت بداية كفنيّ برتبة مساعد خبير كأول منصب في عام 1995 في فرع الأحياء الجنائية، فكانت أول امرأة إماراتية تعمل بهذا التخصص في شرطة أبوظبي، وبعد عدة دورات تدريبية خارج الدولة في التخصص، ترقت لتصبح مدير فرع قاعدة البيانات في قسم الأحياء الجنائية أي جمع المعلومات عن القضايا التي ترد في هذا المجال، حتى ترقت لتصل إلى منصبها الحالي، هذا بالإضافة إلى ترقيها في رتبها من رتبة نقيب ثم رائد ثم مقدم. تشير القحطاني إلى أن نجاحها في مجال عملها يعود بجزء كبير منه إلى الدعم اللامحدود من القيادة الشرطية للمرأة الإماراتية في المجال الشرطي، وذلك من خلال دعمها بدورات تدريبية على أعلى مستوى داخل وخارج الدولة، فحصلت على ترقية في العام 2005 منحتها لقب خبير؛ نظراً لعطائها في العمل، وأثمر اهتمام القيادة بتحفيز وتطوير القيادات النسائية إلى ابتعاثها إلى بريطانيا لدراسة الماجستير في البصمة الوراثية، فأتمتها وعادت في عام 2006، ما أهلها بعد دراستها للتركيب الوراثي لكروموسوم الذكورة في الكشف عن عدد من جرائم قضايا الاغتصاب وإثبات النسب وتجميع الأعضاء أثناء الكوارث وغيرها. * سلمى سعيد الكعبي كرمت من قبل القيادة العامة لشرطة أبوظبي؛ لكونها الإماراتية الوحيدة التي تخصصت في تدريب الكلاب في عملها، بدايتها في تدريب الكلاب كان في قسم المتفجرات، ثم متابعة القضايا الجنائية ثم الإنقاذ، ثم مكافحة المخدرات، بالإضافة إلى كلاب الاستعراض، إلا أن تخرجها في كلية القانون جعل من تدريبها كلاب القضايا الجنائية العمل الأقرب لها. عملت الكعبي بداية بعد تخرجها الجامعي كإدارية في إدارة أمن المنافذ والمطارات بأبوظبي ثم العين، ثم في إدارة التفتيش الأمني كمدربة كلاب أثر بأبوظبي، كما عملت بفريق الإمارات للبحث والإنقاذ الدولي، قبل أن تنتقل حالياً للعمل في مجال التحقيق الجنائي. * بنت الصحراء سارة عبدالله اختارت أن تنقب عن كنوز بلادها في مهنة رغم مشقتها وتصنيفها بأنها من المهن الرجالية، فعبدالله منقبة آثار حاصلة على شهادة البكالوريوس في التاريخ وعلم الآثار في جامعة الإمارات، بدأت عملها تطوعياً في مجال عمليات التنقيب والترميم في الشارقة لمدة عام، ثم التحقت ببلدية دبي في إدارة التراث العمراني، وعملت في مواقع عدة في الدولة في التنقيب عن الآثار، من أبرزها حصن خور كلباء وحصن خورفكان ودبا الحصن وساروق الحديد. وتعمل عبدالله في هذا المجال بحسب نوعه وتصنيفه فيتم التعامل مع المواقع بالكشف المسحي بالأجهزة الحديثة، ومن ثم يتم العمل اليدوي للتنقيب باستخدام عدد من الأدوات المخصصة لذلك، ورغم صعوبة العمل لأسباب عدة تتعلق بحرارة الطقس والعمل اليدوي بالنسبة لامرأة والمشقة، فإنها تتذكر دائماً أنها تعمل في أرض دولتها؛ لأجل تميزها ورفعتها والكشف عن ماضيها لأجل ازدهار حاضرها. * اخترقت الإماراتية سلمى البلوشي الأجواء بعد أن نالت لقب أول سيدة إماراتية تعمل كمساعد طيار، فالبلوشي طيار أول شركة الاتحاد للطيران، انضمت بعد إنهاء تدريباتها الابتدائية في مجال أساسيات الطيران والملاحة الجوية وغيرها في أكاديمية الأفق الدولية للطيران في العين، إلى الاتحاد للطيران في عام 2007، في إطار انضمام المجموعة الثانية من الطيارين المتدربين، وانطلقت على متن أول رحلة لها من أبوظبي إلى أثينا في 2011، وتمت الإشارة لها ضمن كتاب أعظم 100 امرأة في مجال الطيران. مهام ميكانيكية تعد سعاد الشامسي أول إماراتية تعمل مهندسة طائرات، وتحديداً في مجال صيانة وإصلاح الإطارات والمكابح، حيث زاولت عملها في طيران الإمارات بعد أن تقدمت بعمر 16 عاماً لنيل بعثة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله إلى بريطانيا لدراسة هندسة الطيران، وكانت حينها الفتاة الوحيدة بين 13 شاباً من المتفوقين. وفي فصلها الدراسي كذلك كانت الوحيدة بين 160 طالباً هناك، إلا أن التزامها بزيها الذي يحافظ على تقاليدها، وإصرارها على تحقيق حلمها قادها إلى المواصلة في ظل التحديات، فحصلت على امتياز لتكون ضمن فريق مشروع صناعة طائرة حقيقية في جامعة كوفنتري التي أتمت فيها درجة الماجستير كذلك ودرجة الدبلوم العالي في هندسة الطيران من جامعة هارتفوردشير البريطانية. ورغم صعوبة العمل المهني من ناحية ثقل الأجزاء التي تتعامل معها، حيث يصل وزن الإطار إلى 150 كغم، ووزن المكابح إلى 80 كغم، وتعاملها اليومي والدائم مع الرجال في مهام تعد صعبة لامرأة، إلا أن الشامسي أصرت على مواصلة حلمها. * مريم درويش اخترقت مجال ميكانيك السيارات التي تعد من مهن الرجال، ولكنها بفضل إرادتها كسرت هذه النظرة والتصنيف، فالتحقت بدورة تدريبية على المهنة لتتمكن منها وتثبت للمجتمع أن المرأة الإماراتية قادرة على اختراق جميع المجالات المهنية، ورغم صعوبة المهنة وإحباط العديد لها من جدوى أو قدرتها على مزاولة المهنة، وعدم تقبل عدد من أفراد المجتمع لها، إلا أن درويش لم تقبل الجدال في الأمر بل استمرت بعملها، واستطاعت الحصول على ثقة المتعاملين معها في إصلاح المركبات من الأعطال الميكانيكية بمجرد الاستماع لأعراض العطل. وحرصت على تطوير نفسها في مجال إصلاح الأعطال من خلال المتابعة لأحدث المستجدات في المجال، وتعمل درويش بيديها، وتتحمل ثقل وخشونة طبيعة العمل لحبها له ورغبتها في إثبات وجودها فيه. وقد انتقلت درويش لهذا العمل بعد أن عانت مشاكل أسرية قمعتها نوعاً ما حتى استطاعت أن تشق طريقها وتعمل في هذا المجال في أحد وكالات السيارات في الدولة، فتعاملت مع عملها ليس على أنه مصدر رزق لها فقط، بل هو طريقها نحو الاستقالية وإثبات الذات بعد سلسلة من الظروف العصيبة التي مرت بها. منتخب الإمارات للسيدات أسست كل من حفصة العلماء وندى الهاشمي، منتخب الإمارات لكرة القدم للسيدات، الذي أضحى بعد جهد كبير استطاعتا فيه أن يواجهن تحديات مجتمعية كثيرة، منتخباً وطنياً في العام 2009-2010م، وعضواً في اتحاد الكرة ومجلس أبوظبي الرياضي، وتشغل العلماء رئيسة لجنة الإمارات لكرة القدم للسيدات، والهاشمي منصب عضو مجلس إدارة ومديرة فريق كرة القدم للسيدات في نادي أبوظبي. طرحت حفصة العلماء فكرة تأسيس فريق نسائي لكرة القدم قبل 3 أعوام من تأسيسه الفعلي على زميلتها ندى الهاشمي، وكانت نواة الفريق موجودة بالفعل في نادي أبوظبي الرياضي منذ العام 2004 بحسب الهاشمي، من حيث وجود لاعبات، إلا أن صعوبة تقبل المجتمع الإماراتي لفكرة فريق كرة قدم نسائي كان أحد أبرز التحديات التي واجهتهما، إلا أنهما استطاعتا، من خلال المحافظة على العادات والتقاليد وتوجيه الفريق بارتداء الملابس الرياضية اللائقة وعدم التقليد، كسر أول تحد، بينما تحديات أخرى رافقتهما من أهمها استقطاب عدد أكبر من اللاعبات. الاهتمام والتشجيع اللذين لقيتاهما من القائمين على الرياضة كان الباب الذي من خلاله استطاعتا تشكيل لجنة كرة القدم للسيدات، وإطلاق أول استراتيجية لكرة القدم، ومن ثم تشكيل أول منتخب للإمارات تحت سن 16 و14، والمشاركة في البطولات الإقليمية والعربية والخليجية، وإنشاء أول أكاديمية لكل الفئات العمرية. الاهتمام الذي أولته العلماء والهاشمي للمنتخب لم يكن مجرد اهتمام نحو رياضة ما، بل هو اهتمام ممنهج يقصد منه حشد عدد كبير من الرياضيات ليعكسن صورة إيجابية عن المجتمع الإماراتي في ما يخص رياضة كرة القدم النسائية، فهي رياضة تحتاج إلى التنظيم الجيد والتكاتف بروح الفريق وعكس اللياقة البدنية لدى السيدات وغرسها لدى النساء في المجتمع، وبالتالي رفع اسم الدولة في هذا المجال.

مشاركة :