لم تتوقف تدخلات طهران في اليمن عند حدود تهريب السلاح والمدربين وعناصر حزب الله، فحسب، وكشفت مصادر مطلعة في لندن قيام عدد من العناصر الإيرانية بعقد ندوات متتالية، مهمتها تزييف الحقائق وتشويه دور تحالف دعم الشرعية، وأضافت أن لقاءات عديدة تعقد بين عناصر إيرانية وأخرى موالية لحزب الله تعقد في لندن، ومعظم هذه العناصر لا تعرف عن اليمن شيئا، ويتم تزويدها بصورة لاعتداءات الحوثيين على الأطفال وتفجيرهم لمنازل اليمنيين، وقصف المستشفيات والمدارس، وادعاء أن هذه الأعمال تمت بواسطة التحالف لتشويه سمعته. وأضافت المصادر أن هذه اللقاءات لا يشارك فيها إلا القليل من اليمنيين الموالين للانقلاب، مشيرا إلى أن العناصر الإيرانية عندما عجزت عن استمالة أبناء الجالية اليمنية بلندن، لجأت إلى حشد عناصر من دول أخرى، مثل لبنان وسورية والعراق، وبعض المعارضين البحرينيين، بهدف تكوين تحالف هدفه الأساسي الإساءة للتحالف العربي وتشويه صورته في تلك البلدان، مشيرة إلى أن خبراء وإعلاميين إيرانيين قاموا بتدريب الكثير من العناصر في ذلك المجال، كما استمالوا بعض الشخصيات البريطانية، بحكم الصداقات والعلاقات لحضور تلك الورش والندوات وإبداء الرأي الذي يوافق توجهاتهم ورغباتهم. ردود أفعال مدروسة نفى السفير اليمني في لندن، الدكتور ياسين نعمان، معرفته بمن حضر هذه اللقاءات من اليمنيين، وأضاف أن ما حدث في لندن لا يستحق أن يسمى مؤتمرا، وأضاف "هي لقاءات إعلامية أقيمت في فنادق أو قاعات، وعملها الدبلوماسي في السفارة، سياسيا وإعلاميا، غير محكوم بردود الفعل، بل يجب أن يبنى على خطة سياسية واضحة المعالم وهذا ما نعمل بموجبه". بدوره، قال السفير اليمني السابق في سورية، عبدالوهاب طواف، إن الإيرانيين يعملون في كل المجالات لتشويه صورة التحالف العربي، وأضاف "وضعنا الميداني حاليا ممتاز، وإيران تعمل إعلاميا وعلى كل الجبهات، وعملهم يتم عن طريق مؤسساتي منظم، وهو ما يوجب أن يكون أسلوب مواجهتهم موحدا، وطهران لها مشروع كبير ضد المنطقة بأسرها، وهو أمر واضح، يهدف لتدمير المنطقة وإدخالها في صراعات داخلية". أساليب المواجهة مضى طواف بالقول "ما يدور في سورية والعراق حاليا هو من تدبير إيران التي تستخدم قواتها المسلحة والمرتزقة والعملاء والإعلاميين، وتنشط خلاياها بشكل كبير في عدد من الدول الغربية، لأنهم يحاولون خلق رأي عام دولي بأن هذه المعركة ضد داعش والقاعدة، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن التنظيمات الإرهابية هي أذرع خفية للمشروع الإيراني، ويستعينون بعناصر متطرفة من سورية واليمن، وترصد لها ميزانية ضخمة، ويتوزع مجال عملها على أكثر من صعيد مثل الندوات والمؤتمرات وورش العمل". وتابع "المخطط الإيراني خطير بكل المقاييس، ومن حضروا من اليمن قليل، لذلك تسعى عناصر طهران إلى استقطاب موالين لهم من دول أخرى، لاسيما التي تدور داخل المسار الإيراني، وكذلك بعض أبناء الجاليات الغربية الذين يحاولون تشويه صورة التحالف العربي لدعم الشرعية، وادعاء أن غاراته تقتل المدنيين في اليمن، من أجل تهييج الرأي العام العالمي، لذا أعتقد أن من المهم حاليا دارسة الموضوع وإعداد خطة سريعة توضح للرأي العام ما تفعله طهران، وما ترتكبه من تجاوزات والحرائق التي تشعلها في المنطقة. ومن المهم الاستعانة بكافة وسائل الإعلام، لأنها أكثر قدرة على الوصول".
مشاركة :