أمير المدينة المنورة يشدد على ضرورة اهتمام الدعاة بإيضاح قيم التسامح والتعايش

  • 8/24/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، خلال استقباله رؤساء بعثات الحج الرسمية من الدول العربية والجاليات الإسلامية، إن «حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لا تدّخر جهدًا في سبيل تسخير الإمكانات والموارد كافة لراحة ضيوف الرحمن، وتحرص على تطويع التقنية الحديثة لتمكين الحجيج من أداء نسكهم بيُسرٍ وسهولة»، مشيرًا إلى أن عناية السعودية ببيت الله الحرام والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، التي هي من أحبّ البقاع إلى الله، هي من صميم رسالة ملوك السعودية بداية من عهد الراحل المؤسس الملك عبد العزيز حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وشدد الأمير فيصل على ضرورة اهتمام دعاة المسلمين في مختلف بقاع الأرض بإيضاح قيم التسامح والتآلف والتعايش السلمي «التي دعا إليها ديننا الإسلامي الحنيف، وكانت محطّ اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم عند تأسيس الأمة الإسلامية الوليدة في عاصمة الإسلام الأولى: المدينة المنورة، فكانت أولى خطواته هي وضع وثيقة تنظّم علاقة أفراد المجتمع». وأشار الأمير فيصل بن سلمان إلى أن «الظروف حينها كانت تقتضي حماية هذا المجتمع الوليد، وهو في بداياته غضًا طريًا، وأدرك القائد الفذّ، والسياسي الحصيف، نبي الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أنه لن يحمي المجتمع سوى قيم التسامح والتآلف والتعايش السلمي بين مختلف مكوّناته؛ فليس هناك تعايش سلمي أفضل من أن تعي الدولة الإسلامية في مهدها خصوصيات كلّ فئة من فئات المجتمع بزعامتها، ومشكلاتها، وأعرافها، وتقاليدها». وأضاف أن معاهدة المدينة المنورة التي أبرمها النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته كشفت بما تضمّنته، قيم الرحمة، وحفظ الأرواح والممتلكات، والتعاون والتناصح لحماية الوطن، وسيادة العدل والتكافل الاجتماعي، الواقع الذي التزم به الحاكم وجميع أفراد دولته. ولفت إلى أنه منذ بزوغ فجر الإسلام والمدينة المنورة تطبيق عملي لتعاليم الإسلام في حسن التعايش مع الآخرين، ودليل على أن الإسلام دين يقبل الآخر ويحترمه، ويقرّ بالاختلاف بين الناس في أشكالهم وألوانهم ومعتقداتهم. وختم الأمير فيصل بن سلمان كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة بقوله: «هذه هي قيمنا الإسلامية الصافية، التي لا يشوبها شيء، ولا يمكن أن نلصق بها ما يمارسه بعض المجرمين من عنف وتطرف وإرهاب باسم الإسلام، وهم لا يمتّون إليه بصلة»، مشددًا على أن مثل هذا السلوك ليس ناتجًا عن دافع ديني أو إنساني، وإنما هو سلوك إجرامي لا يعرف الرحمة، وعقل لا يأتمر إلا بهواه. واستشهد الأمير فيصل بن سلمان في هذا الإطار بالتوجيهات الحازمة والحاسمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما أكد أن «أكبر تحدٍّ تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية، وأمل مستقبلها، وهم الشباب، من المخاطر التي تواجههم، وبخاصة الغلو والتطرّف واتّباع الدعوات الخبيثة المضلّلة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية»، مبديًا حزنه من موقف هؤلاء المنتسبين إلى الإسلام الذين يحاولون العبث بالأماكن المقدسة، فيروّعون الحجيج والمعتمرين والزوار.

مشاركة :