الحر شديد وخانق.. والرمل يعلق على كل شيء.. وجوه الأطفال تكتلت عليها قذارة يبدو تنظيفها مستحيلاً حتى إذا وُجدت المياه. داخل هذه الخيمة، توجد أم ورضيعها تعرفنا عليهما قبل فترة قصيرة، وهما إحدى الحالات الصعبة جداً هنا. الرضيع عمر يبلغ عمره تسعة أشهر، وهو مصاب بالإسهال والجفاف والفتور كما تقول والدته.. مياه الشرب الوحيدة التي يملكوها تأتي من بئر، وتسبب المرض للجميع. وصلوا إلى هنا قبل أكثر من شهر.. بعدما مشوا لساعات. هذه المرأة تحتفظ بصورة ابنها المتوفي.. قتله تنظيم "داعش" قبل عامين لأنه كان في القوات الخاصة العراقية. الناس عطشة.. والوضع غير محتمل خاصة في هذا الجو الحار. طعامهم هو العدس والفاصوليا مرتين في اليوم. يتلقون وعوداً بقدوم منظمات عالمية، أو بمساعدة الحكومة العراقية، لكن هذه الوعود لا تُشعرهم بالراحة.