قمة مجموعــة العشـــرين في مدينـــة هانغتشـــو تسهم في دفع التعاون الاقتصا

  • 8/24/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سينضم للرئيس الصيني شي جين بينغ يومي 4 و5 سبتمبر القادة الآخرون من مجموعة العشرين ودول ضيوف ومسؤولون من منظمات دولية وذلك في مدينة هانغتشو لمناقشة سبل دفع التعاون الاقتصادي والتنمية العالمية حول العالم. وسيدير العالم أنظاره لمجموعة العشرين وللصين ولمدينة هانغتشو. ينظر لمجموعة العشرين على نطاق واسع باعتبارها المنتدي الرئيسي لحوكمة الاقتصاد العالمي. ويُمكن توضيح ذلك بشكل جيد من خلال الأرقام التالية: تُمثل حسابات مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم وتشكل 60% من مساحة الأرض الإجمالية و85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي و80% من حجم التجارة الدولية. ومن ثم فمن الانصاف القول أن أداء اقتصاديات مجموعة العشرين له تأثير مباشر على رفاهية وتقدم الاقتصاد العالمي وأن التعاون فيما بين دول العشرين يُقرر مستقبل التعاون الاقتصادي الدولي. كما تختلف مجموعة العشرين عن آليات التعاون السابقة. وبالتالي تجلس الدول المتقدمة والبلدان النامية على نفس الطاولة كشركاء متساوين وسيناقشون ويُقررون في المسائل الاقتصادية العالمية على قدم المساواة. ويعكس ذلك التغيير الكبير في النمط الاقتصادي العالمي ويُشكل تقدمًا تاريخيًا بما يتماشى مع التوجهات السائدة في زمننا هذا. عقدت مجموعة العشرين حتى الآن عشر قمم. ومن المُقرر أن تستضيف الصين قمة مجموعة العشرين هذا العام. ويمر الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي بفترة تحول حاسمة مع الفرص والتحديات على حد سواء. أولا: أصبح النهج القديم لتحفيز النمو فقط من خلال السياسات النقدية والمالية أقل فعالية. ثانيًا: تباينت سياسات الاقتصاديات الكبرى في العالم بشكل واضح، مما يجعل من الصعب توحيد أوجه التآزر. ثالثًا: بدأ مبدأ حماية التجارة والاستثمار في الظهور ولا تزال الحاجة لبناء اقتصاد منفتح يُشكل مهمة طويلة وشاقة. رابعًا: لا يزال الاقتصاد العالمي، على الرغم من وجود بعض الأزمات التي يمر بها، ذا نمو ضعيف ويخضع لضغط مستمر نحو الأسفل. وفي هذه المرحلة الحاسمة، فان لدي المجتمع الدولي الكثير من التوقعات حيال قمة مجموعة العشرين هذا العام، على أمل أن تسهم نتائج قمة هانغتشو في إعادة تنشيط الاقتصاد العالمي. وباعتبارنا الدولة المضيفة لقمة العشرين فإننا نعلم تمام العلم وندرك المسؤوليات الثقيلة الملقاة على عاتقنا. لقد ركزت الصين هذا العام، وعلى الرغم من استمرار تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، على استكشاف نماذج جديدة للتحكم الكلي والإصلاح الهيكلي القوي والمتقدم وتتركز جهودنا هذا العام على إنشاء محركات جديدة للنمو مع تحديث المحركات التقليدية في الوقت ذاته. لقد نما الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 6.7% في النصف الأول من هذا العام مما يوضح أن الاقتصاد الصيني قد حافظ على استقراره بصفة عامة ولا يزال بمثابة محرك هام لنمو الاقتصاد العالمي. لا يزال الاقتصاد الصيني يمر بمرحلة حاسمة من الانتقال من محركات النمو القديمة إلى المحركات الجديدة ومرحلة التحول الاقتصادي والارتقاء بها، لكنه هو الأفضل من الناحية التنظيمية؛ ونوعية الاقتصاد الصيني في تحسن مستمر ويجري حالياً اكتساب قوة دافعة أقوي. فلقد بقيت العوامل الأساسية في الاقتصاد الصيني كما هي دون تغيير، لكن السياسات الكلية ستحافظ على الاستمرارية والاستقرار. لن يتجه الاقتصاد الصيني نحو الهبوط الحاد وستكون لديه القدرة على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحددة لهذا العام. ونود في قمة هانغتشو هذا العام التركيز على التحديات الأساسية والقضايا العالقة التي تواجه الاقتصاد العالمي والعمل مع كافة الشركاء على إيجاد حلول مشتركة وعلى اسهام الحكمة الصينية. نهدف لتحقيق الاستقرار في النمو على المدي القريب من خلال المعالجة والتصدي للأعراض وإضافة القوة الدافعة على المدى الطويل من خلال معالجة الأسباب الجذرية. ونريد أن يتم تسهيل عملية تحول مجموعة العشرين من آليات الاستجابة للأزمات إلى الآليات التي تركز على الإدارة والحوكمة على المدى الطويل وذلك لنمو الاقتصاد العالمي بطريقة أفضل وتحقيق التعاون الاقتصادي الدولي. ومع وضع هذه الأهداف في الاعتبار، فإننا نعمل مع جميع الأطراف لتحقيق ثلاث نتائج رئيسية وهي: أولا- سنقوم بصياغة مجموعة من المحفزات الجديدة لتعزيز النمو القوي والمستدام والمتوازن للاقتصاد العالمي من خلال الدعوة للابتكار. وتم وضع استحداث طريق جديد للتنمية باعتباره البند الرئيسي على جدول الأعمال لقمة هذا العام. وستكون هذه المرة الأولى لمجموعة العشرين التي تركز فيها على القوة الدافعة لنمو الاقتصاد العالمي على المدى المتوسط إلى المدى الطويل. ومن المهم ملاحظة أن المبادرة الصينية قد حصلت على قبولًا متزايدًا من أعضاء مجموعة العشرين. ففي اجتماعات الابتكار والتحول الجديد ناحية التصنيع ومجموعة عمل الاقتصاد الرقمي التي عقدت في شهر مايو، وافق الأعضاء من حيث المبدأ على خطة نمو مدفوعة بالابتكار التي يتعين الالتفات إليها. لن تحتوي هذه الخطة على القوة الجديدة الدافعة لنمو الاقتصاد العالمي فحسب، بل ستُحدد خطط العمل الخاصة التي يُمكن من خلالها تعزيز الابتكار وثورة صناعية جديدة وتنشيط الاقتصاد الرقمي. وسيُمكن ذلك مجموعة العشرين من العمل معًا نحو وضع رؤية مشتركة لفتح مسار جديد للنمو العالمي مع اتخاذ إجراءات ملموسة من خلال الآليات المحددة. ثانيًا- سنقوم بتقديم مقترحات جديدة لحل الصعوبات المتنوعة التي واجهتها القطاعات الاقتصادية والمالية الحالية من خلال دفع عجلة الإصلاح الهيكلي. فقد تم التوصل لاتفاق بشأن المجالات التسع ذات الأولوية لإجراء الإصلاحات الهيكلية في مجموعة العشرين ومجموعة من المبادئ التوجيهية ونظام المؤشرات الذي يجري العمل به لمراقبة ورصد التقدم المحرز والتأثيرات الفعلية. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ مجموعة العشرين الذي يتم فيه القيام بذلك. ان ذلك يمثل التركيز على القوة الدافعة على المدى القصير والمدى الطويل لدفع عجلة النمو. وفي الوقت الذي نستمر في استخدام السياسات المالية والنقدية لمواجهة التحديات الفعلية، يُمكننا منح الأولوية للإصلاحات الهيكلية باعتبارها وسيلة لإطلاق العنان لإمكانيات النمو على المدى المتوسط وعلى المدى الطويل. ثالثًا- سنقوم باستكشاف آفاق جديدة في قيادة التنفيذ العالمي لجدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 من خلال تعزيز التعاون. تحرص الصين باعتبارها أكبر الدول النامية على رؤية قضايا التنمية وهي تلقى اهتمامًا كبيرًا واسهاما من مجموعة العشرين. ونأمل أن ترتبط هذه القمة بإنجازين يتحققان للمرة الأولي فهي المرة الأولى التي تحتل فيها مسألة التنمية مكانة متميزة وبارزة في إطار السياسات العالمية الكلية والمرة الأولى التي يتم فيها وضع خطة عمل لتنفيذ جدول أعمال التنمية المستدامة لسنة 2030. ونأمل أن يتم اتخاذ الإجراءات الجماعية والفردية من جانب مجموعة العشرين لمنح القوة الدافعة القوية لجدول أعمال الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. بالإضافة إلى النتائج سالفة الذكر، تتميز قمة هانغتشو بالمزايا الثلاث التالية: - الميزة الأولى هي الأحداث والفعاليات الغنية والنابضة بالحيوية التي سيتم ترتيبها. فعند ما تأتي آلية صاعدة كمجموعة العشرين إلى الصين، سيتردد صداها مع حضارة عريقة. وسيتزامن عقد القمة مع منتدى مجموعة العشرين للأعمال، وهو المنتدى الأكبر من نوعه الذي يبحث في كيفية تعزيز النمو العالمي. وسيلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة رسمية في منتدى مجموعة العشرين للأعمال وكما سيتم عقد اجتماع غير رسمي قبل القمة لدول البريكس قبل انعقاد القمة. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك فعاليات ثقافية ذات الطابع الصيني المتميز للترحيب بالقادة الأجانب والمشاركين. ونحن نعتقد أن ضيوفنا سيغوصون في الحضارة الصينية الغنية وسيشعرون بحيوية البلاد التي ازدادت نتيجة للإصلاح والانفتاح. وستتاح لهم الفرصة للتمتع بالطابع الفريد لثقافة هانغتشو وكرم ضيافة شعبها. وعند العودة لبلادهم فنحن على يقين بأنه ستكون لديهم بعض الذكريات التي سيأخذونها معهم لبلادهم. - الميزة الثانية تتعلق بأسلوب العمل المنفتح والشامل في استضافة القمة. من المهم لنا اكتساب الحكمة والاستماع لجميع الأطراف إذا كنا نريد نجاح القمة. تعطي الصين أهمية لجميع الآراء واحترام كافة الأصوات. عملت الصين عن كثب مع الدول الأعضاء الآخرين في مجموعة العشرين وكذلك الدول الضيوف والمنظمات الدولية والتي عمقت التفاهم المتبادل وتمهيد الأرض للتعاون. يتم عقد ست فعاليات وهي مجموعات العشرين للأعمال والنساء ومنظمات العمل ومنظمات المجتمع المدني والشباب ومراكز البحث. ونأمل مشاركة مختلف الطوائف الاجتماعية في هذه الفعاليات وتوسيع قاعدة الأساسات المشتركة. - الميزة الثالثة هي المشاركة من قِبل معظم البلدان النامية. تتحمل الصين باعتبارها أكبر البلدان النامية المسؤولية والالتزام بتأمين وتوسيع حقوق ومصالح البلدان النامية العادلة. وتحقيقًا لهذه الغاية، دعت الصين لاوس ورئاسة الآسيان وتشاد ورئاسة الاتحاد الأفريقي والسنغال ورئاسة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا واثنين من ممثلي البدان النامية الكبرى وكازاخستان ومصر لحضور قمة هانغتشو. ستكون قمة هانغتشو أكثر تمثيلية بمشاركة معظم الدول النامية في تاريخ مجموعة العشرين وشاملة في تكوينها. تأمل الصين أن يتم نقل رسالتها التي تفيد أن مجموعة العشرين لا تنتمي فقط إلى الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، بل للعالم أجمع، وأن مجموعة العشرين تهتم ليس بشأن مصالحها الخاصة فقط، بل بالتنمية المشتركة لجميع دول العالم. غالبًا ما يقول الصينيين أن النار تزداد اشتعالًا عندما تقوم جميع الأيادي بإضافة الخشب إليها. لن يكون نجاح القمة ممكنًا دون الحصول على دعم وتنسيق قوي من الدول الأعضاء. ستستمر الصين في العمل مع الدول الأعضاء بطريقة مفتوحة شاملة وشفافة، وستزيد من مستوي التنسيق والتواصل معهم لضمان نجاح القمة، وهذا من شأنه تحقيق النتائج المرضية لجميع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين وستساعد في دفع الاقتصاد العالمي خطوة أخرى نحو النمو القوي والمستدام والمتوازن. والصين مستعدة في الوقت الراهن ويعتقد أن القمة ستنجح وستحوز على المزيد من ثقة الشعوب وستجلب العديد من المفاجآت للشعوب وكذلك الآمال للعالم. وبهذا تنطلق قمة مجموعة العشرين في هانغتشو وتتفتح فصولها تباعا وبهذه المناسبة نتطلع للترحيب بجميع الأصدقاء على ضفاف البحيرة الغربية في شهر سبتمبر!

مشاركة :