كل الوطن- الخليج اون لاين :في خطوة قد تشكل منعطفاً جديداً في المشهد السوري، دخلت تركيا -للمرة الأولى منذ 5 سنوات، هي عمر الصراع في سوريا- على خط النار بشكل مباشر وعلني؛ وذلك في مسعى منها لطرد تنظيم داعش من بلدة ومعبر جرابلس، آخر المناطق التي يسيطر عليها التنظيم على الشريط الحدودي مع تركيا. فجر الأربعاء، بدأت وحدات قوات خاصة تركية، مدعومة بطائرات حربية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية درع الفرات في شمالي سوريا؛ للقضاء على عناصر تنظيم داعش على الحدود التركية السورية، وفق وكالة الأناضول للأنباء. كما دخل نحو 10 دبابات تركية الأراضي السورية، وفتحت النار على مواقع لتنظيم داعش في مدينة جرابلس، وفق رويترز. وعقب ساعات من انطلاق العمليات العسكرية في تركيا، قال الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان،) في مؤتمر صحفي له في أنقرة: جيشنا بدأ عملية ضد تنظيم داعش الإرهابي، وتنظيم ب. ي. د (حزب الاتحاد الكردي) الإرهابي شمال سوريا، تمام الساعة الرابعة فجر اليوم. وأضاف: نفد صبرنا تجاه التنظيمات الإرهابية التي تستهدفنا من داخل سوريا، وبدأنا عملية ضدها، موضحاً أن تركيا لن تقبل الخوض في أي عملية داخل سوريا، ولو احتاج الأمر فسنقوم باستخدام كافة قواتنا للحفاظ على وحدة الأراضي السورية. -تطهير غرب الفرات أحمد الحمادة المتحدث باسم الفرقة الشمالية، إحدى فصائل الثورة السورية المقاتلة إلى جانب الجيش التركي، كشف لـالخليج أونلاين أن العملية لن تنتهي إلا بتطهير منطقة غرب الفرات من الفصائل الكردية الانفصالية، المتمثلة بـ قوات سوريا الديمقراطية، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بالإضافة إلى تنظيم داعش. وأضاف: إن العملية التركية -بالتعاون مع الفصائل- سوف تسهم بإنشاء منطقة آمنة بطول 70 كم، وعمق 20 إلى 25 كم داخل الأراضي السورية، وهي خطوة تم التوافق عليها مع الجانب الروسي خلال زيارة الرئيس التركي إلى روسيا في التاسع من الشهر الجاري، وسيبحث تنفيذها خلال لقاء الرئيس أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في أنقرة، واعتبر الحاج جاسم أن الاسم الذي أطلقته تركيا على العملية العسكرية درع الفرات، هو رسالة واضحة غير معلنة، بأنه لا تغيير بالخارطة الديمغرافية والجغرافية السورية لكل الأطراف، وفي إشارة إلى مطالبتها الانفصاليين الأكراد بالتراجع إلى ما وراء غرب نهر الفرات. ووصف الخبير في العلاقات الدولية الخطوة التركية بـ المتأخرة، مبيناً أنه في الوقت الذي أخذت قوى انفصالية إرهابية التمدد لقطع أوصال سوريا، وتهديد الأمن القومي التركي مباشرة. وأوضح: يمكن تفسير تأخر الخطوة التركية بأن تركيا لم تكن ترغب في القيام بأي تحرك عسكري خارج أراضيها بدون غطاء دولي، وعرقل ذلك أيضاً التوتر التركي-الروسي الذي ساد خلال 8 أشهر، لكن مسارعة الإرهاب الانفصالي الكردي لتحقيق مشروعه باستغلال الفوضى التي تجتاح سوريا، جعل أنقرة تجد أن لا مفر لها إلا التدخل بشكل مباشر.
مشاركة :