ارتفاع مفاجئ في المخزونات الأمريكية يزيد الضغوط على أسعار النفط

  • 8/25/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت أسعار النفط الخام تراجعاتها السعرية لليوم الثالث على التوالي في ضوء بيانات عن زيادة غير متوقعة في المخزونات النفطية الأمريكية، ما جدد المخاوف بشأن تفاقم تخمة المعروض كما أن عدم وضوح موقف إيران من المشاركة في اجتماع المنتجين بالجزائر عزز القلق من إمكانية نجاح الاجتماع وتمرير اتفاق تجميد الإنتاج. وأسهمت بيانات عن تحقيق نمو اقتصادي جيد في ألمانيا خلال الربع الثانى في تجديد الآمال في تجاوز الاتحاد الأوروبي تداعيات الخروج البريطاني ومن ثم ارتفاع مستوى الطلب على الطاقة في الدول الصناعية. في سياق متصل، أوضح محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن صناعة النفط العالمية ما زالت تواجه الكثير من التحديات والأوقات الصعبة وأنه من المهم لجميع أصحاب المصلحة العمل معا من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق النفط. وقال باركيندو إن اجتماع منتجي النفط في إطار منتدى الطاقة الدولي في الجزائر نهاية الشهر المقبل يجيء في الوقت المثالي للتباحث بين المنتجين وتبادل وجهات النظر حول الحالة الراهنة للسوق، منوها إلى أن الاجتماع يجمع كلا من المنتجين والمستهلكين على السواء ويسهل الوصول إلى تفاهمات كثيرة تدعم استقرار السوق. وأضاف باركيندو – في لقاء مع فوزية مباركي سفير الجزائر في فيينا – أن اجتماع الجزائر معقود عليه آمال كبيرة في ظل الوضع الحالي المتذبذب لسوق النفط معربا عن تقديره لدعم الجزائر المستمر لمنظمة "أوبك"، مؤكدا أنه يتطلع إلى التعاون المثمر مع الجزائر ومع جميع الدول الأعضاء في منظمة "أوبك"، في السنوات المقبلة. وذكر باركيندو أنه على مر السنين كانت "أوبك" قادرة على التغلب بنجاح على جميع التحديات التي تواجه صناعة النفط والغاز واعتمدت في ذلك على التعاون الوثيق بين جميع الدول الأعضاء في المنظمة، مشيرا إلى أن أنظار العالم تركز حاليا على "أوبك"، وتنتظر لترى ما ستفعله "أوبك" في الخطوات المقبلة، مضيفا "لذا يتعين علينا أن نرتفع إلى مستوى الحدث. من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، لاديسلاف جانييك مدير شركة سلوفاكيا للنفط "سلفونفط"، أن إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن بلاده لم تصل إلى إنتاج النفط الكافي والملائم لقدراتها وتأكيده أنها لم تحقق الحصة السوقية الكاملة لها يمثل مؤشرا قويا على استمرار التسابق الإنتاجي بين كبار المنتجين وذلك على الرغم من أن العراق حققت أخيرا مستويات قياسية في تصدير النفط الخام وكانت المسبب الأول لعودة حالة تخمة المعروض واستمرار انخفاض الأسعار. وأضاف جانييك أن نفي طهران تحديد موقفها النهائي من اجتماع المنتجين في الجزائر عزز حالة القلق في السوق خاصة مع تصاعد الاحتمالات بغياب إيران عن الاجتماع واستمرار تعطيلها لمشروع تجميد الإنتاج وتكرار الإخفاق الذي حدث في الدوحة في نيسان (أبريل) الماضي. من جهته، أشار لـ "الاقتصادية"، ديف سانيال مدير الطاقة البديلة في عملاق الطاقة بريتيش بتروليوم "بي بي"، إلى أن بقاء أسعار النفط حول 50 دولارا للبرميل يتطلب التركيز على تحقيق أفضل الهوامش مع زيادة القدرة التنافسية في إنتاج النفط، مضيفا أن الشركة البريطانية تنبهت لهذا السباق في مرحلة مبكرة وتم العمل على خفض التكاليف باستمرار على مدار عدة سنوات مع تطوير نظم الإدارة والإنتاج ورفع مستويات الكفاءة وسلامة الأداء. وقال سانيال إن مشروعات المصب في "بي بي" تسير في المسار الصحيح وستتمكن من تحقيق 2.5 مليار دولار وفورات من برامج كفاءة التشغيل بحلول نهاية عام 2017، كما نخطط لخفض التكاليف في عمليات الاستكشاف والإنتاج بنحو أربعة مليارات دولار بين عامي 2014 و2017 - وهو ما يعادل انخفاضا بنسبة 30 في المائة. من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، فلاديمير نكراسوف نائب رئيس شركة "لوك أويل" لشؤون التسويق والتكرير، إن "لوك أويل" تعمل جديا على تحقيق التوازن بين كميات الاستخراج وأنشطة التكرير، ومن هذا المنطلق تعطى اهتماما كبيرا لتطوير المصافي القائمة، مضيفا أن الهدف الاستراتيجي للشركة هو تعظيم القيمة المضافة لمنتجاتها وربحية عملياتها، وزيادة مساهمة أنشطة تكرير النفط في رفع قيمة الشركة، مشيرا إلى أنه عندما تم إنشاء شركة "لوك أويل"، كان لديها اثنتان فقط من المصافي مع إجمالي الطاقة الإنتاجية للنفط الخام سنويا بحجم 24 مليون طن يوميا. وأوضح نكراسوف أن الشركة تملك حاليا أربع مصاف كبيرة واثنتين من المصافي الصغيرة في روسيا، فضلا عن اثنين من المصانع في الخارج (في بلغاريا ورومانيا)، ولها أسهم في مجمع تكرير النفط في إيطاليا وهولندا مشيرا إلى أن "لوك أويل" لديها الآن إجمالي الطاقة التكريرية السنوية تبلغ 77.7 مليون طن نفط. من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، فقد زادت عقود النفط الأمريكي خسائرها أمس إلى أكثر من 3 في المائة عند 46.47 دولار للبرميل بعد نشر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ما جدد القلق بشأن وفرة الإمدادات في السوق. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة ارتفعت 2.5 مليون برميل الأسبوع الماضي في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 500 ألف برميل، مع قيام المصافي بخفض الإنتاج في حين زادت مخزونات البنزين ونواتج التقطير زيادة متواضعة. وبحسب "رويترز"، فقد هبطت أسعار عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط لأقرب استحقاق 1.37 دولار أو ما يعادل 3 في المائة إلى 46.47 دولار للبرميل، بينما انخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 1.06 دولار أو 2.12 في المائة إلى 48.90 دولار للبرميل. وأشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن المخزونات الإجمالية عند أعلى مستوى أسبوعي على أساس موسمي منذ 2011، مضيفة أن استهلاك الخام بمصافي التكرير تراجع 186 ألف برميل يوميا، حيث انخفض معدل تشغيل المصافي نقطة مئوية واحدة، وزادت مخزونات الخام في نقطة تسليم العقود الآجلة في كاشينج في ولاية أوكلاهوما 375 ألف برميل. وارتفعت مخزونات البنزين 36 ألف برميل بينما كان من المتوقع في استطلاع أجرته رويترز أن تنخفض 1.2 مليون برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 122 ألف برميل مقابل توقعات بأن تزيد 400 ألف برميل، وزادت واردات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي 449 ألف برميل يوميا. وقال جون كيلدوف من صندوق التحوط أجين كابيتال في نيويورك إن التقرير يدفع للمراهنة على انخفاض الأسعار وبخاصة قياسا إلى التوقعات وبقيادة الزيادة في مخزونات النفط الخام من جراء تراجع معدلات تشغيل مصافي التكرير وزيادة كبيرة في الواردات. وتظهر البيانات الأسبوعية صعود مخزونات البنزين في الساحل الأمريكي على خليج المكسيك إلى مستوى موسمي مرتفع لم تبلغه منذ 2013، ما يشير إلى انخفاض النشاط بسبب تراجع الطلب. وأشار تيم إيفانز محلل الطاقة لدى "سيتي جروب" في مذكرة إلى أن الزيادة المفاجئة في البنزين تبقي على فائض مخزون كبير نسبته 8.5 في المائة على أساس سنوي بينما يقترب الموسم الصيفي للسفر بالسيارات من نهايته.

مشاركة :