تحدت تايلاند جميع الصعاب ووصلت إلى الدور الثالث من تصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA. حققت التعادل مرتين مع العراق، بطل آسيا السابق وأحد الفرق المرشحة للوصول إلى روسيا، لتتصدر مجموعتها التي ضمت أيضاً فيتنام والصين تايبيه. وكانت آخر مرة وصلت فيها تايلند إلى مرحلة التصفيات الحاسمة لبطولات كأس العالم قبل عقد ونصف من الزمن، وذلك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم كوريا واليابان2002. حقق المنتخب التايلندي أكبر مفاجأة بوصوله إلى الدور الثالث في الطريق إلى روسيا. وكان العامل الحاسم في ذلك الانجاز الهدّاف الرئيسي تيراسيل دانجدا الذي تألق في كافة المباريات التي لعبها منتخب بلاده ليقوده إلى الدور النهائي من التصفيات. فقد أنهى دانجدا، البالغ من العمر 28 عاماً والذي يلعب مهاجماً في فريق موانج ثونج يونايتد، الدور السابق من التصفيات كأفضل هداف في فريقه برصيد ثلاثة أهداف، معززاً موقعه كأحد أكبر الهدافين في تاريخ البلاد، حيث أحرز 34 هدفاً في 73 مباراة دولية. الآن يستعد المنتخب التايلندي لمواجهة صعبة في المملكة العربية السعودية ضد منتخب يتقدم عليه 59 مرتبة حسب تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي. بيد أن دانجدا يعتقد أن فريقه جاهز لأي مواجهة. ويقول دانجدا في هذا الصدد لموقع FIFA.com: "لا نخشى منافسينا. نحن لم نجتز الدورة السابقة بالقرعة. كنا جاهزين للتقدم. تدربنا وعملنا بجد للوصول إلى مجموعة الـ12. وفي الواقع هذه هي المرة الثالثة التي نصل فيها إلى الدور الثالث في تصفيات آسيا، ولم يأت ذلك عن طريق الحظ. لقد تم إقصائنا من مراحل المجموعات في السابق، لكننا تعلمنا وعملنا على إصلاح أخطائنا. لقد خططنا لكل شيء، سواء تعلق الأمر بالطعام أو مدة التدريب وحتى تاريخ وصولنا إلى مباريات الذهاب. لم ننتظر حتى اللحظات الأخيرة كما في السابق. وقد ركزنا على كل مباراة بذاتها، وبالتالي لم يكن إنجازنا مفاجئاً في الواقع." التقدم تحت قيادة الأسطورة يعتبر دانجدا أن التأهل للدور الثالث هو خير دليل على التقدم الحاصل تحت إدارة الأسطورة كياتيسوك سيناموانج، المدرب البالغ من العمر 43 عاماً والذي يطلق عليه المعجبون لقب "زيكو". سجل سيناموانج الرقم القياسي باعتباره اللاعب التايلندي الأكثر خواضاً للمباريات الدولية، حيث سجّل ظهوره في 134 مباراة. ومنذ تولي سيناموانج القيادة عام 2013 نجح المنتخب التايلندي في تسجيل سلسلة من النجاحات. حيث توّج الفريق الجديد بطلاً لكأس سوزوكي 2014 قبل أن يصل إلى الدور الثالث من تصفيات آسيا. وفي هذا الصدد، يقول دانجدا مظهراً احتراماً واضحاً لسيناموانج: "إن كنت لاعب كرة في السابق، فستبقى دائماً لاعب كرة قدم. هو يعرف تماماً عادات وأفكار الشعب التايلندي ووسائل لعب كرة القدم. إذا نظرت إلى كل موقع على حدة فستجد أن لاعبي المنتخب ليسو كلهم الأفضل في تايلند. لكن لماذا نلعب معاً بشكل جيد؟ نحن أقوياء عندما نكون معاً. يعرف مدربنا كيف يتحدث معنا. وبالتالي أعتقد أن التقدم الكبير الذي أحرزناه هو نتيجة لعملنا الجماعي." أثبت المنتخب التايلندي تاريخياً قدرته على تجاوز النكسات التي تصيبه أحياناً، على الرغم من تعثره في المناسبات الكبيرة. هذا الأداء غير المتسق كلّف المنتخب الكثير خلال التصفيات إلى البرازيل 2014، حيث خسر مبارياته الثلاث الأخيرة وخرج من التصفيات رغم أنه أظهر أداءً جيداً في المراحل الأولى. ولكن تحت قيادة سيناموانج، ظهر المنتخب بصورة مختلفة. فبعد أن كان متأخراً بهدفين في مباراة الإياب مع العراق تمكن من تحقيق التعادل قبل أن يقاتل ويهزم منتخب الصين تايبيه بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة حقق دانجدا فيها هدف التعادل. يقول دانجدا الذي لعب مرة لفترة وجيزة مع مانشستر سيتي وألميريا: "لقد غيّر سيناموانج الطريقة التي نلعب بها. فقد أشار إلى مزايا وعيوب كل لاعب وبيّن الصورة الكاملة للمنتخب، كما ركّز على قدرات ومهارات اللاعبين وقادنا لنكون على أعلى مستوى." ويضيف: "اتبعنا تكتيكات المدرب بحذافيرها، حتى عندما كنا متأخرين. أحياناً ترى لاعباً بديلاً ينزل إلى الملعب ليفتتح باب التسجيل لنا. هذه تكتيكات المدرب. طبعاً يعود الفضل إلى اللاعبين أيضاً لإتباعهم إرشادات المدرب." طموحات متزايدة برز دانجدا، الذي كانت أخته تانيكام ضمن المنتخب الوطني التايلندي في بطولة كأس العالم للسيدات FIFA العام الماضي، بشكل واضح خلال حملتي التأهل السابقتين لنهائيات كأس العالم. ففي الطريق إلى البرازيل 2014 افتتح التسجيل ضد أستراليا في مباراة كاد فيها المنتخب التايلندي أن يصيب الأستراليين بالصدمة. بعدها فاز المنتخب على عمان بنتيجة (3-0). وفيما يستعد المنتخب الآن لجولة جديدة من التصفيات، يسعى الهداف التايلندي لتحقيق اختراق جديد. حيث ختم دانجدا حديثه قائلاً: "آمل في تحقيق مفاجأة، وهي حجز مقعد في كأس العالم. سيكون هذا صعباً، لكننا بدأنا نتعلم على المستوى العالمي، أي بما يتجاوز حدود آسيا. كما سيستفيد الجيل القادم أيضاً من لعبنا. لن يكون هذا سهلاً، ولكننا سنبذل كل جهد ممكن، ولا أحد يمكن أن يتكهن بما سيحدث. نعم، نفكر أحياناً أنه يمكن الوصول إلى كأس العالم، رغم علمنا بأن فرصنا ضئيلة. لكن دائماً لدينا أمل، لأنه إن لم يكن لدينا أمل، فلماذا نلعب أصلاً؟"
مشاركة :