يبدو أن الحد من استهلاك السعرات الحرارية عبر تناول أغذية مناسبة يساهم في إطالة العمر وتأخير ظهور الاضطرابات المرتبطة بالسن، من خلال تخفيف ما يُسمّى «أنواع الأكسجين التفاعلية» في الجسم. أثبتت الأبحاث أن حصر السعرات الحرارية يغيّر مستويات الهرمونات وأيض الدهون والطاقة. لكن لا يعرف العلماء حتى الآن التغيرات البيوكيماوية الدقيقة التي يمر بها الجسم خلال مرحلة الحد من السعرات، ولم يحدد أحد آثارها على المدى الطويل. بدأ هورو تانغ ويولان وانغ ويونغ ليو وزملاؤهم التحقيق بالتفاعلات الأيضية لدى الفئران التي التزمت بحميات قليلة السعرات لفترة طويلة. قسّم الباحثون الفئران إلى أربع فئات غذائية (فئة قليلة الدهون، فئة قليلة الدهون مع حصر السعرات المستهلكة، فئة كثيرة الدهون، فئة كثيرة الدهون مع حصر السعرات المستهلكة) وراقبوها لأكثر من سنة. ثم استعملوا التحليل بالرنين المغناطيسي النووي لفحص الآثار الأيضية في عيّنات الدم والبول. اكتشف الباحثون أن الحد من السعرات يؤثر على النتائج الأيضية أكثر من كمية الدهون في الحمية. سجّلت الفئران التي اتّبعت حميات كثيرة السعرات إجهاداً مؤكسداً متزايداً واضطرب لديها أيض الدهون وقُمِع تفكيك الغلوكوز وتغيّر مسار أيض الميكروبات المعوية مقارنةً بما حصل للفئران التي طبّقت نظاماً قليل السعرات.