الأكراد يتراجعون إلى شرق الفرات استعداداً للرقة وأنقرة تتقدم لمنع حلم انشاء «كردستان سورية» - خارجيات

  • 8/26/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - أعلنت القيادة العامة لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، أنها أنهت مهامها في تحرير مدينة منبج في حلب، غرب نهر الفرات، وعادت إلى مواقعها، منذ منتصف الشهر الجاري. وأضافت في بيان أمس، أن قوات الوحدات العاملة ضمن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) «أنهت مهامها بنجاح في حملة تحرير منبج وعادت إلى قواعدها بعد أن سلمت القيادة العسكرية إلى مجلس منبج العسكري، كما سلمت الإدارة المدنية إلى المجلس المدني في المدينة في الخامس عشر من أغسطس (الجاري)». وأكدت القيادة الاستعداد التام «لمؤازرة المجلس العسكري لمنبج مرة أخرى في حال تعرض المدينة لأي هجوم أو اعتداء من أي جهة كانت». من جهته، أكد التحالف الدولي ضد «داعش» تراجع المسلحين الأكراد إلى شرق الفرات «للاستعداد للتحرير النهائي لمحافظة الرقة» معقل تنظيم «داعش» في سورية. كما أعلنت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بانسحاب الأكراد. بدوره، أفاد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن من السويد أمس، بأن «الأتراك مستعدون للبقاء في (شمال) سورية ما لزم الأمر للقضاء على داعش». وقال للصحافيين: «أعتقد أن هناك تغيرا تدريجيا في الرؤى... في تركيا مع إدراك أن الدولة الإسلامية تمثّل تهديدا وجوديا لتركيا». وكانت «قسد» تحركت إلى الغرب من نهر الفرات في إطار عملية مدعومة من الولايات المتحدة وأخرجت «داعش» من منبج، وتعهّدت واشنطن لأنقرة حينها، أن تعود «قسد» إلى شرق الفرات عقب تحرير المدينة. وبعد أن لاحظت أنقرة مماطلة الأكراد بالانسحاب إلى شرق الفرات، نشرت، أول من أمس، عشر دبابات على الحدود مع سورية، وشنّت غارات جوية على مواقع «داعش» في مدينة جرابلس الحدودية شمال سورية، في إطار عملية «درع الفرات»، التي أطلقتها وأدخلت بموجبها مقاتلين من المعارضة السورية إلى المدينة، آخر معاقل «داعش»على الحدود التركية - السورية. لكن وزير الدفاع التركي فكري إيشيق أوضح أن انسحاب مسلحي «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي إلى شرق نهر الفرات في سورية لم يتم بعد بشكل كامل، مشددا على أن حكومة بلاده تراقب العملية عن كثب لحظة بلحظة. وتابع ان «تركيا كانت تفاهمت مع الولايات المتحدة قبل نحو أسبوع بخصوص انسحاب الميليشيات من غرب الفرات في غضون أسبوعين»، متوقعا أن تنتهي عملية الانسحاب في شكل كامل خلال الأسبوع المقبل. وأمس، واصلت أنقرة إرسال الأسلحة الثقيلة إلى الحدود، حيث دخلت 10 دبابات جرابلس. وذكر مسؤول تركي أن «هناك الآن أكثر من 20 دبابة تركية داخل سورية وسيتم إرسال دبابات إضافية ومعدات تشييد، إن تطلّب الأمر».وقال: «نحتاج معدات التشييد لفتح طرق... وربما نحتاج المزيد في الأيام المقبلة». ويقف وراء تدخل انقرة العسكري في سورية قرار واضح بمنع الاكراد من تحقيق ما يرونه حلما وتراه انقرة كابوسا وهو انشاء «كردستان سورية» ذات الحكم الذاتي، وفق ما يرى محللون. ويقول الخبير في الشؤون السورية في معهد كارنيغي ارون لوند «تقع القضية الكردية على رأس اولويات (الرئيس رجب طيب) اردوغان في سورية». على صعيد متصل، شن «داعش» هجوماً بمركبة مفخّخة وبالقنابل والأسلحة على معسكر تابع للمعارضة السورية، قرب الحدود الأردنية.وأفاد ناطق باسم المعارضة سعيد سيف بأن «انتحاريا يقود سيارة محمّلة بالمتفجّرات حاول اقتحام المعسكر التابع لجماعة الشهيد أحمد العبدو المعارضة في منطقة صحراوية قرب التقاء الحدود السورية والأردنية والعراقية. تمكنّا من صد الهجوم على العديد من المناطق، وقتل 30 من التنظيم، و3 منا. وفي داريا جنوب دمشق، تم التوصل الى اتفاق بين المعارضة والجيش النظامي لخروج آلالف مقاتلي المعارضة باتجاه ريف إدلب شمال غربي سورية، تبدأ اليوم وتستمر لمدة يومين أو ثلاثة.وذكرت مصادر سورية، طلبت عدم ذكر اسمها أن «مفاوضات تجرى بين القوات الحكومية السورية وممثّلين عن المجموعات المسلحة في مدينة درايا جنوب العاصمة دمشق، للتوصّل الى اتفاق مصالحة يقضي بخروج المسلحين من المدينة بإشراف الهلال الاحمر السوري والأمم المتحدة باتجاه ريف إدلب».وأكدت المصادر أن «الاتفاق وصل إلى مراحله النهائية، حيث رفضت مجموعتان مسلحتان الخروج، بينما وافقت بقية المجموعات المسلحة، والجهود جارية لإقناع المجموعتين، وإعداد الإجراءات اللوجيستية وتحديد الطرق التي ستسلكها الحافلات التي ستنقل المسلحين». إلى ذلك، أوضح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن روسيا وافقت على هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب، للسماح بتوصيل المساعدات، لكنه لفت إلى انتظار ضمانات أمنية من أطراف أخرى على الأرض.وقتل 11 طفلا امس، في قصف جوي لقوات النظام السوري بالبراميل المتفجرة على احد الاحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق مدينة حلب، وفق ما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

مشاركة :