قال العلامة «بن عثيمين» الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، فالتعلق بأستار الكعبة، أو إلصاق الصدر عليها، أو ما أشبه ذلك بدعةٌ لا أصل لها، فلم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه يفعلون ذلك، وغاية ما ورد الالتزام فيما بين باب الكعبة والحجر الأسود فقط، وأما بقية جهات الكعبة وأركانها، فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه أنهم كانوا يلتزمون بها، أو يلصقون صدورهم بها، والحجر الأسود لا يتبرك بمسحه، وإنما يتعبد لله تعالى بمسحه، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو يقبل الحجر الأسود: إني أعلم أنك حجرٌ لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقبلك ما قبلتك. وليعلم أن العبادات مبناها على الاتباع لا على الذوق والابتداع، فليس كل ما عنَّ للإنسان واستحسنه بقلبه يكون عبادة لله حتى يأتي سلطان من الله عز وجل على أن ذلك مما يحبه ويقرب إليه، وقد أنكر الله تعالى على الذين يتعبدون بشرعٍ لم يأذن به فقال: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» أي: مردودٍ على صاحبه غير مقبولٍ منه، وغاية ما نقول لهؤلاء الجهال: إنهم معذورون لجهلهم غير مثابين على فعلهم؛ لأن هذا بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كل بدعةٍ ضلالة». فنصيحتي لإخواننا الحجاج والعمار أن يعبدوا الله تعالى على بصيرة، وأن لا يتقربوا إلى الله تعالى بما لم يشرعه، وأن يصطحبوا معهم مناسك الحج والعمرة التي ألفها علماء موثوقون بعلمهم وأمانتهم.;
مشاركة :