روما - ا ف ب: قام عشرات من رجال الإنقاذ بالبحث في أطنان من الأنقاض على أمل العثور على ناجين بعد أكثر من 24 ساعة على الزلزال القوي الذي ضرب إيطاليا وأسفر عن سقوط 247 قتيلاً على الأقل. ولم تَكُف حصيلة الضحايا عن الارتفاع منذ الزلزال الذي دمّر جزئياً أو كلياً عدداً من قرى الجبل. لكن لا شيء يدل على أن هذه الحصيلة نهائية أو حتى على وشك أن تستقر. ونقلت وسائل الإعلام عن رئيس بلدية اماتريتشي - إحدى القرى الثلاث التي دمّرت كلياً بفعل الزلزال صباح أمس- أن "هناك أكثر من مئتي قتيل في هذه القرية وحدها". لكن لم يؤكد هذا الرقم رسمياً، ولم يذكر الدفاع المدني أي رقم عن عدد المفقودين. لكن رئيسه فابريتزيو كورسيو تحدّث في مقابلة مساء أمس الأول مع تلفزيون رأي العام عن فندق كان ينزل فيه 30 شخصاً، مشيراً إلى أنه لم يعثر سوى على اثنين من النزلاء على قيد الحياة فيما انتشلت جثتا اثنين آخرين. من جهته، قال رئيس فرق الدفاع المدني على الأرض لويجي دانجيلو صباح أمس: إن مالك هذا الفندق أكد للمنقذين أن عدداً من زملائه تمكنوا من الاحتماء في بداية الزلزال. وعمل رجال الإنقاذ الإيطاليون بلا توقف ليلاً في البرد إذ أن درجة الحرارة انخفضت في هذه المنطقة الجبلية إلى أقل من عشر درجات وفي أجواء من القلق. ووقعت عشرات الهزات الارتدادية التي شعر بها السكان ليلاً وكانت واحدة منها قوية وسبّبت أضراراً جديدة، كما قال صحافيون في المكان. وكان رجال الإطفاء عثروا وبعد عمل شاق على فتاة تبلغ من العمر حوالي عشر سنوات حيّة تحت الأنقاض، وكانت الطفلة جورجيا في حالة صدمة على ذراعي مسعفها الذي حملها وسط هتافات الحشد، كما كشفت لقطات بثها التلفزيون الإيطالي. في المقابل عثر على شقيقتها ميتة. وأمضى عشرات السيّاح والسكان الذين دمّرت منازلهم ليلتهم في قرى من خيام وبعضهم في سياراتهم. وبعد أكثر من 24 ساعة على الزلزال، تطرح تساؤلات عن سبب ارتفاع حصيلة الضحايا في منطقة عدد سكانها قليل نسبياً ولا تضم سوى قرى. ويتساءل خبراء عن عدم كفاية الإجراءات الوقائية في بلد معرّض كثيراً لخطر الزلازل. وترأس رئيس الوزراء الايطالي أمس اجتماعاً لحكومته التي قرّرت إعلان حالة الطوارئ في المناطق المتضرّرة بالزلزال. وقال رينزي إن "عملاً جاداً ومتواصلاً وثابتاً سيجري في الأشهر المقبلة".
مشاركة :