الكل ينظر إلى شاي التخسيس كوسيلة عصرية للمساعدة في إنقاص الوزن والتخلص من الكيلوجرامات الزائدة في وقت قياسي. لكن هناك سؤال يطرح نفسه: هل هذه المعينات على إنقاص الوزن التي تسمي بـالطبيعية مفيدة للصحة؟ ترى لوريتا إيهنور الطبيبة السابقة بالمستشفيات أن هذا الشاي وغيره من مشروبات التخسيس يمكن أن يتسبب في أضرار لا تحصى وتشرح الأسباب التي دفعتها مؤخراً لإطلاق حملة للمطالبة بإزالة المواد الملينة من كافة أنواع وماركات شاي التخسيس التجارية. • الإدعاءات مقابل الحقيقة ادعاءات العلامات التجارية الشعبية تتراوح ما بين تنقية وتخليص الجسم من السموم إلى تكسير المواد الدهنية وتخليص الجهاز الهضمي منها. المشكلة أنه لا يوجد على الإطلاق أي دليل علمي في أي مكان يدعم هذه الإدعاءات أو غيرها من أن شاي التخسيس والملينات التي تحتويها تساعد في التخلص من الدهون أو إزالة السموم. في الواقع تقوم فكرة شاي التخسيس بكافة علاماته التجارية على استخدام ملين يطلق عليه اسم سينا(Senna). يعمل هذا الملين على تحفيز القولون للتقلص بصورة أكبر من المعتاد مما يجعله يتخلص من الماء الضروري والشوارد جنباً إلى جنب المادة البرازية. وفي حين تجعل هذه العملية الشخص يشعر ويبدو أقل حجماً على المدى القصير إلا أنها ليست ذات تأثير على فقدان الدهون لأن عملية امتصاص السعرات الحرارية من الطعام تتم في الأمعاء الدقيقة قبل وقت طويل من وصولها إلى القولون. • ما هي المخاطر؟ هناك في الواقع استخدام طبي واحد معتمد لملين سينا وهو وصفه كعلاج على المدى القصير للتخلص من الإمساك. وحسب تفسير المصنعين والموردين لسينا فان المدى القصير يعني أسبوع واحد. وفيما زاد على ذلك ، يجب أن يؤخذ سينا تحت إشراف أخصائي طبي. ولكن لماذا تخالف شركات تصنيع شاي التخسيس الاتفاقيات الطبية عندما تنصح زبائنها باستخدام هذه المنتجات لمدة 28 يوماً؟ بعض الشركات حتى تدعو لتكرار استخدام شاي التخسيس لشهر بعد شهر مع أخذ استراحة منها لمدة أسبوع واحد. هذه الشركات المنتجة تعطي انطباعا مضللا بأن تناول سينا على نحو منتظم لـ28 يوماً يعتبر آمن وفعال وهو ما دفع الطبيبة إيهنور لإطلاق هذه العريضة لإزالة الملينات من كافة أنواع شاي التخسيس. وعادة ما يكون ملين سينا آمناً عند استخدامه لبضعة أيام لعلاج الإمساك، غير أن الأبحاث والنتائج السريرية بينت أن استخدامه على المدى الطويل يمكن أن يسبب أضرارا خطيرة على الجسم. وكانت المكتبة الوطنية الأميركية للطب قد حذرت من الاستخدام الطويل لسينا حيث إنه يمكن أن يعطل عمل الأمعاء بشكل طبيعي ويجعلها تعتمد على الملينات ويغير مقدار أو توازن بعض المواد الكيميائية في الدم (الشوارد) التي يمكن أن تسبب اضطرابات في وظيفة القلب، وضعف العضلات،وتلف الكبد، وغيرها من الآثار الضارة . غير أن الشركات المصنعة لشاي التخسيس تحجم عن ذكر هذه الآثار الضارة لمنتجاتها. وقد سقطت الشركات التي تبيع المكملات الغذائية في ثقب تنظيمي أسود. ولا تعتبر حبوب الحمية وشاي التخسيس وغيرها من وسائل فقدان الوزن أدوية أو أطعمة ولهذا لا تحتاج الشركات المصنعة إلى إثبات الادعاءات والدعايات الخاصة بمنتجاتهم قبل طرحها في السوق. إذن ما الحل؟ الحس السليم يدعو للابتعاد عن حبوب الحمية والمكملات الغذائية ويحث على ممارسة الرياضة وتناول وجبات مغذية خالية من المواد الضارة والتحلي بالصبر. ولكن هذا يبدو أسهل كحديث وصعب كفعل خصوصاً عندما يكون السعي للحصول على جسم متناسق هو الهاجس عند بعض الناس حيث إن النظام الغذائي الجيد التقليدي والرياضة لا تحققان ذلك في وقت قصير وبالسرعة المرغوبة وحينها تنشط الدعايات لمشروبات التخسيس السحرية.
مشاركة :