الرياضة.. صناعة تقتلها العنصرية والتعصب

  • 2/12/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المشهد الرياضي لدينا أستطيع القول إنه "مقزز" من حيث الشحن العالي والعصبية والتعصب والإقصاء وآخرها الآن "العنصرية" التي بدأت بعض القنوات "تروجها علانية" إن كان بغير قصد فهي مصيبة وإن كانت بقصد فالمصيبة أكبر، تغذية التعصب بالرياضة وصلت لدينا لمرحلة أقصى ما يمكن، رغم أن الرياضة في الأساس "تقرب" ونردد كثيراً عبارات "روح رياضية" ومحبة وأخوة وتنافس شريف، ولكن الواقع يقول شحن من خلال برامج رياضية ومقدمي برامج أشبه بما يكون "مشجعين" يغذون التعصب، بل البحث عن "الخطأ" والتصيد وانتشار مقاطع الفيديو واختلاس الحوارات والأحاديث، أيضاً مواقع التواصل تجد "إعلامياً" يكتب وينفث كل تعصبه وكراهيته، وببرامجه شخص آخر ويتحدث كثيراً عن عدم التعصب. الرياضة أصبحت لدينا "تفرق" لا تجمع واحتقن الجمهور، أصبحت طاردة بأقصى مستوياتها للعقلاء والمنصفين والموضوعيين، هل تشاهدون البرامج؟ وكتاب الصحف؟ ووسائل التواصل الاجتماعي؟ الكل يعمل على إقصاء الآخر وشطبه، وكأن الرياضة لا تقوم على التنافس الشريف الحقيقي والرياضة لدينا أصبحت تعمل على أن "أقصيك وألغيك"، لا أعمم ولكن القليل جداً العقلاني. أصبحت الرياضة لدينا إما معي أو ضدي، موظفون في وزارات يقيمون احتفالات بمكان رسمي، طابور الصباح والنشيد لنادي معين، مدرس رسم يمنع لون منافس، ولكن هذا هو الجو العام لدينا، احتقان وكراهية وتعصب وأخيراً عنصرية مقيتة نتنة. الرياضة في الأساس صناعة ومال وتجارة وتنافس شريف حقيقي، وحدود الرياضة هي 90 دقيقة تنتهي وينتهي كل شيء، للأسف لدينا المباراة 90 دقيقة وتستمر بعدة أيام وأيام، وصناع القرار غائبون! كل يعمل على إقصاء الآخر، وزرع الكراهية والتعصب والحقد والعنصرية، وأول سبب هم "مقدمو البرامج" وليس كلهم، يغذون تعصبهم و"أجندة" خاصة بهم لمجرد أنه مشجع أو يكره هذا أو ذاك وله موقف، وكتاب الصحف وليس كلهم ولكن الغالبية، ووسائل التواصل التي أصبحت تتسابق "لنشر فضيحة فلان من الناس" أن تحب ناديك حقك لا شك، ولكن حين تكون ببرنامج يجب أن تكون موضوعيا وعقلانيا فالمتلقي غالباً شاب سريع التأثر، يحق بهذا التعصب ويكمل عليه كتاب ووسائل تواصل فماذا نتوقع؟ لك أن تحب ناديك بكل ما تريد ولكن أحترم الآخر، لا تعتبر شعبيتك تزيد بقدر تعصبك وكراهيتك للخصم، ولا يعني أن تقصيه وتعمل على التقليل منه وتشكك بكل شيء، أصبحت روح "الانتقام" مسيطرة للأسف في الرياضة؟ وهي تنافس رياضي أساسها الجمع والروح الرياضية، الكل يتهم الكل انعدمت العقلانية والبرامج تغذي وتغذي هذا التعصب وتعمل على تصيد الخطأ، وآخرها "العنصرية" لماذا ترك المشهد الرياضي لدينا بدون تدخل صناع القرار لإيقاف هذا التعصب والكراهية والعنصرية بلا حسيب أو رقيب لماذا؟ الرياضة يجب أن تكون مصدر دخل وعمل ورقي وسمو، تنافس شريف بلا انتقاص وتقليل وإقصاء للآخر، الرياضة واجهة وطن لهذا العالم وسباق تنظيم كأس العالم بمليارات الريالات مثال حي، لنعمل لرياضة راقية محترمة تجذب لا تطرد.

مشاركة :