القاهرة: الخليج تشهد صناعة الأعمال الفنية المصرية، سواء السينما أو الدراما التلفزيونية، ظاهرة جديدة قديمة، وهي وجود عدد من الفنيين الأجانب، في المجالات الفنية مثل الديكور والخدع السينمائية، والمؤثرات البصرية، والتصوير، والماكياج.. هذا التعاون هل هو ضرورة تفرضها الحاجة، أم يمكن الاستعانة بفنيين مصريين بدلاً من الأجانب في كل الأعمال؟ هذا ما يجيب عنه بعض المعنيين في السطور التالية. ربما بدأت الاستعانة بالفنيين الأجانب وبكثرة من خلال الماكياج في السينما، عندما قام بتنفيذ شخصية الحناوي في فيلم كركر للفنان محمد سعد، ماكيير فرنسي، وهو نفسه الذي استعان به سعد لتنفيذ شخصية خالتي أطاطا، سواء في الفيلم أو المسلسل الذي قدمه باسمها، أيضاً تمت الاستعانة بماكيير فرنسي في فيلم الفيل الأزرق، وغيرها من الأعمال التي سبق وتمت الاستعانة فيها بخبراء ماكياج إيرانيين، وهي الظاهرة التي اختلف حول تفسيرها المخرجون والنقاد. ففي الوقت الذي أكد البعض أن الاستعانة بفنيين محترفين ذوي خبرة يزيد من الجودة الفنية للعمل، اعتبر آخرون أن هذه الظاهرة تهدد العمالة المحلية، وانتقدوا لجوء المنتجين للفنيين الأجانب في الوقت الذي تتوافر فيه كوادر مصرية على مستوى عالمي. في هذا السياق قال المخرج سامح عبد العزيز إن الاستعانة بأي مبدع من أي دولة في العالم هو حق أصيل للمنتج أو المخرج إذا رأوا ضرورة لذلك، مؤكداً أنه يناصر فكرة فن بلا وطن، وإنه من حق أي فرد أن يعمل سواء مصري أو أجنبي، ويجب ألا يقول أحد إن عمل الأجانب يتسبب في بطالة العمالة المصرية، وذلك لأن الذي يحكم عمل الأجنبي أو المصري هو عنصر الكفاءة وليس الجنسية، فالكوادر التي تتمتع بالكفاءة تستطيع إثبات نفسها في أي مكان. واتفق الناقد الفني طارق الشناوي مع الرأي السابق قائلاً: في مصر لدينا كوادر فنية في العديد من المجالات، لكن هناك مناطق بها ضعف مثل فئة الماكياج، ففي الوقت الذي تمتلك فيه إيران كوادر مهمة في هذا المجال، نجد أن المحترفين بالمجال في مصر معدودون على الأصابع، ولا أرى استعانة المنتجين بفنيين أجانب حركة رخيصة أو عدم وطنية، لكنه أمر عادي. وأضاف الشناوي: عمل الأجانب في مصر ليس جديداً، حيث قامت السينما المصرية على عدد كبير من المخرجين والفنيين الأجانب في كل المجالات، فضلاً على عدد كبير جداً من الممثلين غير المصريين، ولم يكن هناك أي مشكلة من أي نوع في ذلك الوقت، بل على العكس، بمرور الوقت لم يعد المشاهد يفرق بين مصريين وأجانب، وذاب الجميع في بوتقة السينما. تقول الناقدة خيرية البشلاوي: عمل الأجانب في مصر في الوقت الراهن، يخضع لقانون العرض والطلب، والاستعانة بهم تتطلب إجراءات إقامة وتصريحات عمل وأجر مرتفع وغيرها من الأمور التي يتكفل بها المنتج، ولا يوجد منتج يلقي بأمواله في الهواء، فالمنتج لا يدفع شيئاً دون التأكد من أنه سوف يجني من ورائه أضعاف ما أنفقه، لكن في الوقت نفسه هناك كوادر مصرية تقدم عملاً ممتازاً ويطلبها المنتجون بالخارج. وتضيف: هناك العديد من المهن الفنية تتم الاستعانة فيها بخبراء أجانب، مثل أعمال الجرافيك، والحيل والخدع التي يتم الاعتماد فيها بشكل أساسي على الكمبيوتر والأجهزة الحديثة في التصوير والإضاءة، خاصة أن هذه الأعمال التي يتم فيها استخدام مثل هذه الوسائل ليست منتشرة بشكل كبير في مصر، ونرى بين كل حين وآخر عملاً يعتمد على مثل هذه الحيل، مثلما حدث في العام قبل الماضي في مسلسل ألف ليلة وليلة، وكذلك بعض الأعمال الدرامية التي تعتمد على الحركة والمطاردات في الدراما، وإن كانت أقل كثيراً في السينما، في الوقت الذي كان يمكن أن يكون العكس صحيحاً.
مشاركة :