أرسلت تركيا عشر دبابات إضافية إلى الأراضي السورية، اليوم، غداة هجوم خاطف شنه مقاتلو فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة وأتاح السيطرة على بلدة جرابلس الحدودية من أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). واجتازت عشر دبابات وسيارات اسعاف الحدود قرب مدينة كركميش التركية الصغيرة في جنوب شرقي البلاد ودخلت الاراضي السورية. ودخل مقاتلون من المعارضة السورية تدعمهم دبابات ومقاتلات وقوات تركية خاصة واحداً من آخر معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» على الحدود التركية السورية أمس، في أول توغل تركي كبير مدعوم من الولايات المتحدة لأراضي جارتها الجنوبية. ودخل رتل مؤلف من تسع دبابات تركية على الأقل سورية مع مجموعة من مقاتلي المعارضة معظمهم من العرب والتركمان لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من جرابلس والقرى المحيطة بها. وخلال ساعات فقط وإثر عملية اطلق عليها اسم «درع الفرات»، سيطر مئات من مقاتلي المعارضة السورية بدعم من الطيران والدبابات التركية على جرابلس. ورحبت الصحافة التركية صباح اليوم بالهجوم، مشيرة الى «مقتل حوالى مئة جهادي» خلال هذه العملية، وفق صحيفة «حرييت» عن مصادر عسكرية. ولم تسجل اي خسائر في صفوف الجيش التركي، وفق مصادره. وبلهجة تعبر عن المشاعر القومية في تركيا، عنونت صحيفتا «سوزجو» و«ميلييت»: «محمدجيك في سورية»، وهي التسمية التي تطلق على الجندي العادي في تركيا. ووفق الصحف، فإن 300 إلى 500 جندي تركي شاركوا في هذه العملية، الاكبر التي تنفذها تركيا منذ بدء النزاع السوري. وقالت وكالة الانباء الحكومية «الاناضول» ان مقاتلا واحدا من فصائل المعارضة السورية قتل واصيب عشرة اخرون بجروح. من جانبه، أعلن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك أن تركيا «لها كل الحق في التدخل» في حال لم تنسحب الوحدات الكردية سريعاً الى شرق الفرات، بعيداً عن الحدود التركية السورية. وقال ايشيك في هذه التصريحات لشبكة «ان تي في» إنه «في الوقت الحالي، لم ينسحبوا ونتابع بانتباه كبير هذه العملية. هذا الانسحاب مهم بالنسبة الينا». وصرحت مصادر في وزارة الخارجية التركية بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم، بأن «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية تتراجع إلى شرق نهر الفرات. وقالت المصادر إن الوزيرين أكدا في اتصال تليفوني صباح اليوم أن قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية سيستمر في الوقت ذاته.
مشاركة :