رغم وجود بعض الفرضيات التي تشير الى ضرورة تقليل نسب استهلاك النشويات أو الكربوهيدرات، فقد كشفت الأبحاث أن هناك أنواعاً معينة من الكربوهيدرات التي لا تسبب زيادة الوزن. ويذكر أن هذه المادة موجودة بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل الحبوب، الخضار، القمح الكامل وحتى في الأرز والبطاطا. وتشير إستشارية التغذية ريبيكا ماكمانامون، من جمعية التغذية البريطانية، الى أن الكربوهيدرات هي جزء هام من النظام الغذائي، لافتة الى أنها في حد ذاتها لا تساهم في اكتساب الوزن إذ تحتوي على بعض الألياف المفيدة للجسم. وتقول أخصائية التغذية سيان بورتر، إن هناك أنواعاً عدة من الكربوهيدرات، لافتة الى أن المهم هو تحديد نوع الكربوهيدرات المستهلكة في النظام الغذائي وكمياتها. وتوضّح سيان أنه على الرغم من وجوب خفض كمية السكر في طعامنا، إلا أنه علينا أن نبني وجباتنا على استهلاك بعض أنواع الكربوهيدرات النشوية، مثل الحبوب الكاملة، التي تحتوي على كميات من الألياف الصحية والمفيدة لجسم الإنسان. ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، ينبغي أن نحصل على حوالي نصف السعرات الحرارية اليومية من الأطعمة النشوية والفواكه والخضروات، إذ إن الحبوب الكاملة تحتوي على نسبة عالية من الألياف المرتبطة بمنع أمراض القلب وسرطان الأمعاء، كما إنها غنية في فيتامينات ب والحديد والبوتاسيوم. ويذكر أن هناك بعض النشويات Resistant starches التي تقاوم عملية الهضم وقد تنتشر في أنحاء الجسم كافة. واللافت أن بعض أنواع النشويات قد تتطور الى هذا المستوى عندما تبرد، على سبيل المثال المعكرونة، البطاطا والأرز الأبيض. وأشرف البروفيسور بول أرسيرو، وهو خبير في العلوم الصحية وممارسة التمارين الرياضية في كلية سكيدمور في نيويورك، على دراسة لاستكشاف التأثيرات الصحية المفيدة للنشويات المقاومة للهضم على مرضى السكري من النوع 2. وقال لصحيفة Time: بعد تناول وجبة مبنية على الكربوهيدرات، يصبح جسم الإنسان قادراً على حرق نسبة أكبر من الدهون وتحويلها الى مصدر للطاقة. ويذكر أن الأطعمة النشوية تملأ المعدة وتزيد الطاقة في الجسم كما تزيد من مستوى السيروتونين أو هرمون السعادة في الدماغ، وهي مادة تلعب دوراً مهماً في تنظيم مزاج الإنسان والرغبة الجنسية. وقد لفت الطبيب الغذائي ليبي ليمون، إلى وجود تفاوت في قدرة الناس على هضم الحبوب.