لماذا يصمت العالم عن تدمير سورية وإبادة شعبها

  • 8/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أطرافٌ مُتَعَدِّةٌ تُمَوِّل وتُسَلِّحُ الحرب في سورية التي أدَّت إلى انهيار هياكل الدولة والبنى التحتية وتقوم بتوجيه العديد من الجماعات المسلحة والسيطرةِ على المجال الجوِّي في سورية وتُحدِّدُ هوية الطرف الذي يتلقَّى إمدادات الأسلحة من بين مختلف الأطراف وباتت سورية اليوم خاضعة لاحتلال ما بعد الاستعمار، أدى إلى إحداثِ تغييرٍ جذريٍ في السياسةِ العالميةِ ، وتُقدِّم روسيا وبلاد فارس (إيران) و( حزب الله) الدعم لنظام الأسد المجرم منذ البداية بشكل علني بينما لم تفعل الولايات المتَّحدة الأمريكية ودول الغرب - التي من المفترض أنَّها معنية باحترام حقوق الإنسان - أي شيء ضدَّ فظاعة وعنف وبشاعة وديكتاتورية نظام الأسد التي تخوض معركة إبادةٍ حقيقيةٍ ضِدَّ الشعب السوري ، كما أنَّ جميع الدول التي لها تأثير في سورية تتبع منطق مصالحها الخاصة لاسيما الولايات المتحدة وروسيا ، وليس سِرَّاً أنَّ العديد من القوى الإقليمية والدولية -على اختلاف شِدة حضورها في المشهد السوري - تُقَدِّم الدعم لطرف أو لعدة أطراف من المتحاربين في سورية . ولكن الولايات المتَّحدة الأمريكية وروسيا هما الوحيدتان القادرتان على التدخُّل في الحرب الجوية بالإضافة إلى نظام الأسد من أجل التأثير في الوضع على الأرض بما يخدم مصالحهما. ومن خلال ذلك فهما تنجحان مرارًا وتكرارًا في خلق توازن في القوى بين مختلف الأطرف المسلحة الكثيرة من نظام الأسد والجيش السوري الحرّ والجماعات والتنظيمات المسلحة والقوات الكردية ، وتمسك الولايات المتَّحدة الأمريكية بالخيوط من وراء الكواليس في سورية وتجعل أطرافًا أخرى تُنَفِّذ أهدافها، في حين أن روسيا تدعم نظام الأسد بكلِّ وضوح. وكذلك تقاتل ميليشيات بلاد فارس (إيران) و(حزب الله) إلى جانب الأسد وتستخدم أساليبَ إرهابية وحشيةً مُجرِمةٍ ضدَّ المقاومة السورية في محاولات يائِسةٍ لقمع المقاومة ، وبين مصالح الولايات المتَّحدة الأمريكية والنظام المدعوم من قبل روسيا نشأ فراغ تمكَّن فيه تنظيم (داعش) من تطوير نفسه. وبالتالي يتم استخدام وجود هذا التنظيم من قبل نظام الأسد وكذلك من قبل الدول الغربية على حدّ سواء كذريعة من أجل التدخُّل في مسار الحرب في سورية لصالحهم . لقد قتل نظام الطاغية بشار الأسد وحده بالبراميل المتفجِّرة والأسلحة الكيميائية والغازات السامة المحرمة دولياً أكثر من نصف مليون سوري ، والنتيجة المنطقية للسياسة العالمية هي استمرار الحرب في سورية إذ لا يمكن النظر إلى تنظيم (داعش) بمعزل عن العنف المؤسَّساتي لنظام الأسد وبمعزل عن تصرُّفات الولايات المتَّحدة الأمريكية وروسيا. فنظام الأسد والسياسة الدولية تجعل الحرب في سورية أمرًا حتميًا لا مفر منه ، وبالتالي يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنَّ هذه الحرب لا تدمِّر فقط البنى التحتية في سورية، بل تدمِّر كذلك جميع الآفاق المستقبلية للمجتمع والأجيال القادمة. لقد تحوَّلت ثورة الشعب السوري ضدَّ النظام الوحشي إلى حرب إبادة عالمية يخوضها الجميع بعضهم ضد بعض. وفي ذلك يتم استخدام الشعب السوري كورقة للمساومة. وبناءً على ذلك لا تزال أمام الشعب السوري العديد من الأعوام الشاقة، التي يجب عليه خلالها أن يكافح من أجل بقائه وحرِّيته ومن أجل العدالة . ولكن التاريخ سيُسجل في فصوله تخاذل المجتمع الدولي عن نُصرة الإنسانية وتجاهله لأبسط حقوق الإنسان وتأييده للظلم والاستبداد والإرهاب الروسي الفارسي السوري وعدم اكتراثه لإبادة أكثر من ثلاثة ملايين بريء من الشعب السوري المسلم السني ، وسيكون هذا الفصل من التاريخ وصمة عارٍ في جبين المجتمع الدولي ولا سيما أمريكا والاتحاد الأوروبي والدول المُحبَّةِ للسلام . عبدالله الهدلق

مشاركة :