البوعينين: النفقة على الحج أولى وأهم من تبذير المال في السياحة

  • 8/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حذّر فضيلة الداعية الشيخ أحمد البوعينين من تأخير الحج عند الاستطاعة، مؤكدا أنه من العبادات التي يجب أداؤها على الفور متى توفرت الشروط، مستشهدا بالكثير من الآيات والأحاديث، التي ترغب في أداء الحج والمسارعة إليه، وتلك التي تحذّر من تأخيره. وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع صهيب الرومي بمنطقة الوكرة: الحمد لله الذي فرض الحج على عباده إلى بيت الله الحرام، ورتب على ذلك جزيل الأجر ووافر الإنعام، فمن حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، يكون نقياً من الذنوب والآثام، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، فالله تبارك وتعالى فرض عليكم الحج إلى بيته الحرام إذا استطعتم إليه سبيلا. قال تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ). كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام مبني على خمس، فلا يتم إسلام العبد حتى يحج، ولا يستقيم بنيان إسلامه حتى يحج، وعمر بن الخطاب يقول لمن أخر الحج ولم يحج: «لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا إلى كل من كان عنده جدة فلم يحج، فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين». كيف يبخل الإنسان على نفسه؟ وتساءل فضيلته عن شعور المسلم، وكيف تطيب نفسه أن يترك الحج مع قدرته عليه، وكيف يبخل الإنسان بماله على نفسه في أداء هذه الفريضة وهو ينفق الكثير من ماله في السياحة والسفر؟ أم كيف يتراخى المسلم عن عدم أداء الحج وهو لا يدري أيستطيع الوصول إليه ثانية؟ فمن رأى في نفسه أنه قد استكمل شروط وجوب الحج فليبادر به ولا يتأخر، لأن أوامر الله ورسوله على الفور بدون تأخير، ومن ترك الحج عمداً مع القدرة عليه حتى مات أو ترك الزكاة فلم يخرجها حتى مات فإن مقتضى الدليل وقواعد الشرع تقتضي أن فِعلهما بعد موته لا يبرئ ذمته، فالإنسان لا يدري ماذا يحصل له في المستقبل. وقد يسر الله لنا في هذه البلاد ما لم ييسره لغيرنا من سهولة الوصول إلى البيت وأداء المناسك، فقابلوا هذه النعمة بشكرها وأدوا فريضة الله، فغيركم والله يجمعون أموالهم طيلة حياتهم لأداء مناسك الحج، كما أن الآباء والأجداد حافظوا على الحج رغم صعوبة التنقل والسير والمكوث في مكة، حيث لم تكن هناك وسائل نقل سريعة، ومع ذلك أدوا فريضة الحج. اشتراط المحرم للمرأة وبيّن البوعينين أن المرأة إذا لم يكن لديها محرم فليس عليها حج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم»، فقام رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجَّة وإني اكتتبت في غزوة كذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «انطلق فحج مع امرأتك». بادروا بالحج وطالب الخطيب الجميع بالمبادرة إلى الحج لمن استطاع واستوفى الشروط، مستغربا ممن لم يحج حتى الآن وقد بلغ عمره الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين أو أكثر من ذلك، متى يحج؟ وختم فضيلته خطبة الجمعة بالدعوة إلى تذكر المسلم ليوم القيامة، والعمل من أجل ذلك اليوم، وأردف: تذكروا عباد الله يوم القيامة كيف يكون حالك، فقد وصف الله تبارك وتعالى حالنا يوم القيامة فقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ). وأنت في الحج تذكر، وأنت تلبس الإحرام، وأنت تودع الدنيا، ففي الحج فوائد عظيمة تعود على المسلم، فالله تبارك وتعالى يغفر لك جميع ذنوبك وما أكثر ذنوبنا وأخطائنا وتقصيرنا. رسالة للحاج ورسالتي للحاج: اغتنم وجودك في الحج خاصة في يوم عرفة، فعليك بالدعاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الحج كثيرا، وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما بالك بأحوالنا وأخطائنا وتقصيرنا؟;

مشاركة :