التشجير وزيادة المساحات الخضراء أصبح ضرورة وليس ترفاً

  • 8/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع مواطنون على ضرورة زيادة رقعة التشجير والمسطحات الخضراء في الدوحة خاصة في وسط الشوارع والأماكن المزدحمة بالسكان والمناطق الصحراوية. وأشاروا إلى أن واقع مشروعات التشجير وزيادة مساحة الرقعة الخضراء في الدوحة غير مرض والمحصلة متواضعة فرغم الميزانيات الضخمة التي خصصت لها فإن الواقع يكشف أن هناك خللاً واضحا وتشويها بصريا أصبح سمة كثير من الطرق إضافة إلى اكتساح الغبار لمدننا نتيجة تقلص المسطحات الخضراء وانعدام المصدات الطبيعية وتصحر كثير من الحدائق والمتنزهات رغم امتلاكنا ثروة مائية هائلة من المياه المعالجة التي لا يستفاد من كميات كبيرة منها. أرجع البعض السبب في قلة التشجير لافتقاد التنسيق والتخصص وتعدد الجهات المعنية بالتشجير إلا أن الجميع يتفق على أن واقع التشجير في الدوحة ينقصه الكثير ويشددون على ضرورة تبني ملف إحياء التشجير وفق استراتيجية مبنية على تخطيط علمي، كما دعوا إلى توحيد الجهات في هيئة وطنية تعنى بالنبات والحياة الفطرية وتحول لها مخصصات التشجير والإدارات العاملة في ذلك القطاع لضمان توحيد الجهود. هيئة وطنية في البداية يقول مالك الدوسري إنه رغم الدعم اللامحدود للزراعة في قطر فإن الطموح لم يترجم إلى واقع والتساؤلات الدائمة تعكس عدم الرضا عن واقع التشجير، حيث إننا بعد فترة من الزمن نكتشف أننا لم نصل إلى شيء بفضل عشوائية التشجير وغياب الرؤية والاستراتيجيات المبنية على دراسات مشيراً إلى افتقاد المدن للأحزمة الخضراء في حين تحتفل دول مجاورة وفي فترات قصيرة بزراعة مليوني شجرة وفي دولة أخرى احتفلوا بزراعة 80 مليون شجرة مشيراً إلى أن بعض المناطق في قطر خاصة في الجنوب والشمال تحظى ببيئة زراعية يمكن أن تكون مورداً اقتصادياً وتخلق فرص عمل مستدامة تسهم في تعزيز الأمن الغذائي إضافة إلى دورها الكبير في تحسين البيئة والحد من التصحر. وطالب بقيام هيئة وطنية تهتم بالنبات وبالتشجير توجه لها كافة المخصصات المالية التي توزع على الزراعة والبلديات وتقوم بتطوير الأنظمة الحالية والتشريعات القائمة وتعمل وفق خطة وطنية معدة من أصحاب الاختصاص وبذلك سوف تتوحد الجهود وتقل العشوائية، كما يطالب بالاستعانة بالجهات البحثية والاستفادة من التوصيات التي تصدر في ختام المنتديات والمؤتمرات التي تعنى بالزراعة والتشجير. حملة تشجير ضخمة من جهته قال خالد المناعي إنه رغم ما تشهده الدوحة من توسع في تشجير الطرق وإنشاء الحدائق والمتنزهات فإن عمليات التشجير بشكل عام يغلب عليها طابع الاجتهاد وإغفال الجانب البيئي في تلك العمليات حيث يلاحظ قلة كثافة التشجير في وسط الشوارع الموجودة داخل المدينة واقتصارها فقط على الشوارع الرئيسية والكورنيش والتفنن في عملية تقليم وتقزيم الأشجار في الشوارع والطرقات فتمنع الأشجار من أن تكبر وتأخذ حجمها الطبيعي وهي ممارسة خاطئة بيئيا خصوصا في المناطق الصحراوية الجافة حيث الحاجة ماسة إلى كل متر مربع من الظل لخفض درجات الحرارة في أشهر الصيف اللاهبة مضيفا أن السماح للأشجار بالنمو وبلوغ حجمها الطبيعي كفيل بزيادة نسبة الأكسجين في الجو وامتصاص الملوثات المختلفة وصد الغبار والأتربة والضوضاء بكفاءة أعلى من الأشجار المقلمة الصغيرة. وأكد أن التشجير وتجميل المدن وزيادة المساحة الخضراء بها يغلب عليه الاجتهاد مشيراً إلى أن استمراريتها محدودة وبقاءها مرهون بتحديات كثيرة وميزانيات مرهقة ملمحا إلى أن التخطيط المبني على الواقع والتجارب المحلية والاستراتيجيات ذات الهدف العلمي القائم على الإحصائيات الدقيقة هو أحد مقومات نجاح التشجير والزراعة في الكثير من دول العالم منوها بما تمتاز به قطر بتنوع طبوغرافي ومناخي وجيولوجي عبر مناطقها المختلفة وهذا يجب أن يكون أحد المقومات الرئيسية في أعمال التشجير والزراعة ويذهب إلى أن رؤية التشجير أو الزراعة في قطر أقرب إلى المتواضعة بمعايرها البيئية والاقتصادية والتسويقية والصحية رغم وجود خبراء متميزين في الوزارات والقطاعات الحكومية والتعليمية والخاصة يمتلكون الفكر والتجربة وهم بلا شك قادرون على بلورة أعمالهم في ظل تواجد البنية التحتية الأساسية لطرح وتجربة واستمرارية أفكارهم وتجاربهم. وطالب المناعي بإطلاق حملة تشجير ضخمة وفعالة حول المدن والتجمعات السكانية وداخل الشوارع في مختلف المناطق تسهم في خفض درجات الحرارة وتقليل معدل تلوث الهواء والعواصف الرملية وشدد على أن هناك حاجة لزيادة الوعي بأهمية الأشجار لدى قطاعات المجتمع المختلفة لما لذلك من أهمية في مساندة الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية بالتشجير وترسيخ ثقافة عميقة لدى كافة شرائح المجتمع بالدور الحيوي الذي تؤديه الأشجار وأهميتها البيئية خصوصاً في المناطق الصحراوية لتشكل المحور الأساسي الذي ترتكز عليه أي خطط مستقبلية لعمليات التشجير. التشجير ضرورة وليس ترفاً من جهته شدد فهد حسين على أهمية وجود استراتيجية واضحة للتشجير تأخذ في الاعتبار أنه ضرورة وليس ترفا خصوصا في المناطق الصحراوية الجافة ويشير إلى أن التوسع في تشجير المدن إضافة إلى قيمته الجمالية، يسهم في خفض درجة الحرارة مقارنة بالمناطق الخالية من الأشجار وهذا مما يقلل استهلاك الطاقة في تبريد وتدفئة المباني بما يصل إلى %25 وهي نسبة ليست بالقليلة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية. كما تمتاز الأشجار والغطاء النباتي بقدرة كبيرة على ترسيب الغبار والأتربة على أوراقها مما يؤدي إلى خفض نسبة الغبار بين مقارنة بالمناطق الخالية من النباتات، كما تقلل الأشجار الكثيفة من سرعة الرياح التي تثير الغبار مما يؤدي إلى تقليل آثار العواصف الترابية وتثبيت الكثبان الرملية على مشارف المدن والتجمعات السكانية مضيفا حتى في المناطق الصناعية شديدة التلوث وفي المدن المكتظة بالسيارات فإن النباتات تقلل كمية الملوثات الصلبة للهواء. وطالب كذلك أن يكون للقطاع الخاص مساهمة في جهود التشجير ودور كبير في دفع عمليات التشجير للأمام من أجل تقليل تلك المساحات الشاسعة الكئيبة الخالية من الأشجار حول المدارس ومباني الشركات والإدارات الحكومية والمساجد والمستشفيات والمنازل والأسواق، حيث إن تلك المواقع لو شجرت بالأنواع النباتية المناسبة لأحدثت تغيرا بيئيا كبيرا ولشكلت إضافة جمالية لا تقدر بثمن.;

مشاركة :