على نحو مفاجئ من ليل الخميس - الجمعة، ألغت السلطات الرسمية الأردنية حفلة اشهار القوائم الانتخابية لـ «تحالف الإصلاح الوطني» الذي يقوده حزب «جبهة العمل الاسلامي»، الذراع السياسي لجماعة «الاخوان المسلمين» الأم، والذي كان مقرراً إقامته في المدرج الروماني القديم في منطقة وسط البلد في العاصمة عمان. ولاحقاً، أعلن التحالف في وقت متقدم من الليلة نفسها «تأجيل حفلة الاشهار حتى إشعار آخر». ووفق المخاطبات الرسمية التي اطلعت عليها «الحياة»، عادت السلطات الرسمية عن قرار السماح للتحالف الوطني للإصلاح بإقامة حفلة إشهار قوائمه الانتخابية، بعد قرار سابق لها بالموافقة على الفعالية في مقابل استلام مبالغ مالية كتأمينات بدل استخدام مرافق عامة. وفي بيان صادر عن الهيئة العليا للتحالف الوطني للاصلاح وصلت الى «الحياة» نسخة منه، عبّر التحالف عن «استهجانه من خطوة الجهات الرسمية منع المهرجان الجماهيري لإشهار قوائم التحالف الوطني للاصلاح قبل ساعات من موعد عقده في المدرج الروماني الجمعة». وفيما أكدت السلطات الرسمية أن قرار منع الفعالية جاء مبرراً بـ «حظر استخدام المواقع الأثرية لترويج الدعاية الانتخابية حفاظاً على القيمة التاريخية والأثرية لها»، استنكر التحالف الوطني للإصلاح القرار الذي اعتبره «مخالفاً للتوجهات المعلنة بتسهيل إنجاز العملية الانتخابية». وأكد التحالف في بيانه ان قرار المنع جاء بعد حصوله على الموافقات الخطية من كل الجهات المعنية بإقامة المهرجان في المدرج الروماني، معتبراً ما قامت به السلطات «خطوة استفزازية مسيئة لسمعة الأردن ومكانته». وشدد على ان ما قامت به السلطات هو بمثابة «تشويه لصدقية النزاهة والشفافية، ولن يؤثر في الالتفاف الشعبي حول التحالف ونهجه وبرنامجه الوطني الإصلاحي». وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، هاجم رئيس الهيئة العليا للانتخابات في حزب «جبهة العمل الإسلامي»، القيادي البارز زكي بني أرشيد القرار، وقال: «من ينصب من نفسه وصياً حصرياً للشعب الاردني وممثلاً وحيداً للأحرار ومهدياً موجوداً لا منتظراً ويدّعي العصمة وولاية الفقية إنما يكشف عن طفولة مراهقة بعمر الشيوخ». وأضاف أن «ردود الفعل الوطنية على إلغاء الحفلة... مبعث فخر واعتزاز وموضع الاحترام والتقدير»، مؤكداً: «لن ينتقص من قيمة تلك المواقف ونُبلها وسمو قدرها مراهقة طفولية متعجرفة تعبر عن نرجسية صاحبها وغطرسته الدائمة». على ان بني أرشيد طالب برسالته «من كان عاجزاً ان يصنع المجد، فليخلِ الطريق لغيره ويفسح المجالس»، مشيراً الى ان «نهش لحوم المصلحين صفة ملازمة لأخلاق الأقزام والعاطلين والعاجزين»، في إشارة واضحة الى اصحاب القرار وراء منع الفعالية المرخصة رسمياً. وكان حزب «جبهة العمل الإسلامي» أعلن خوضه الانتخابات المقبلة بـ20 قائمة انتخابية على مستوى دوائر المملكة الـ23، والتي تشكلت تحت شعار «التحالف الوطني للإصلاح»، بشراكة مع قوى سياسية وعشائرية أردنية ومتقاعدين عسكريين، وشخصيات مسيحية وشركسية. وأعلن في وقت سابق قوائمه التي استكملت متطلبات الترشح للانتخابات النيابية المقبلة المقرر إجراؤها في العشرين من أيلول (سبتمبر) المقبل. ويشارك الحزب في الانتخابات المقبلة بعد مقاطعته موسمين انتخابيين في الأعوام 2010، و2013 بعد اتهامه الحكومات والأجهزة الأمنية بـ «التلاعب في نتائج انتخابات عام 2007 التي حصل الحزب على 6 مقاعد نيابية في مجلس النواب الخامس عشر». كما يشارك الحزب على وقع انشقاقات في صفوف قيادات من الحركة أسفرت عن تأسيس جسم جديد ألغى ترخيص الجماعة الأم، وحمل اسم جمعية «الإخوان المسلمين» المرخصة، اضافة الى ترخيص حزب جديد أسسته قيادات «إخوانية» تحت اسم حزب زمزم.
مشاركة :