الكاتب الفرنسي مارك ليفي: أفضل مقاربة جسدية تمرّ بالعقل

  • 8/28/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر الكاتب مارك ليفي كتابه الأخير L’horizon à l’envers (الأفق مقلوباً)، وفيه يحاول ثلاثة طلاب متخصصين بعلم الأعصاب تصميم بطاقة محوسبة للدماغ. الكاتب الفرنسي الأكثر شعبية في العالم يعشق العلوم، حتى إنه أصبح عراب «مؤسسة الأبحاث الطبية». ويكره في المقابل، الرياضة، وهو لم يمارس أي شكل منها قبل عمر السابعة والأربعين، لكنه يواظب راهناً على حضور حصص البيلاتس كل أسبوع. لماذا أصبحتَ عراب «مؤسسة الأبحاث الطبية»؟ في مجتمعنا تكمن المفارقة الكبرى في استعدادنا لإنفاق المليارات لشنّ الحروب مقابل عجزنا عن إنفاق المبالغ نفسها لإنقاذ حياة البشر. لذا تتوقف صحتنا على إرادتنا ومدى استعدادنا لتمويل هذه الأبحاث، من ثم إنقاذ ذاتنا وأولادنا والأجيال المقبلة. أنا مقتنع بأن السرطان مثلاً ليس حتمياً. ما الغاية من «مؤسسة الأبحاث الطبية»؟ هذه المؤسسة مدهشة لثلاثة أسباب: ما من مرض أهم من غيره، وتخضع المؤسسة لإدارة أطباء وباحثين وأشخاص متخصصين في مجالاتهم، وتموّل مشاريع على المدى القصير والمتوسط، ما يعني أنها مشاريع ملموسة. أي علاقة تربطك بالطب؟ كنت أحلم بأن أصبح طبيباً في مراهقتي. لم أتمكن من تحقيق هذا الحلم لأسباب مادية لذا انخرطتُ في الصليب الأحمر والتزمتُ بالعمل معه طوال سبع سنوات. تسنّى لي أن أصبح مدير الصليب الأحمر في منطقة «هوديسين». كانت تجربة إنسانية مدهشة! لا أهمية لما فعلتُه لكن كانت المزايا التي اكتسبتُها هائلة! ما من شعور أفضل من أن نحصل على فرصة مساعدة الآخرين. تتمحور روايتك الأخيرة حول الأبحاث... أعشق العلوم، وتشجّعتُ على كتابة هذه القصة كي أعرف أين أصبحنا في الأبحاث المرتبطة بالدماغ وما يمكن معرفته عن ذاكرة البشر وذكائهم. إنه موضوع مناسب أيضاً لأنه يتزامن مع تساؤلات الناس عن حجم التقدم في الأبحاث. هل تخاف المرض؟ لا أخاف لكني أكره فكرة الموت لأنني أعشق الحياة والأشخاص الذين أحبهم. يرعبني احتمال أن أنفصل عنهم. ويرعبني السرطان مثل جميع الناس، لكني لست مصاباً بوسواس المرض. ماذا تفعل كي تحافظ على رشاقتك؟ أكره الرياضة وأتساءل عن حقيقة منافعها الصحية: لطالما أزعجني رفاقي الرياضيون بأخبارهم الرياضية لكنهم عادوا وأصيبوا بألم في الركبة ومشاكل في الظهر أو الكتف... بعيداً عن المزاح، أمارس تمارين البيلاتس منذ خمس أو ست سنوات، بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً. إنها رياضة سلسة وتفيد العمود الفقري والجهاز العضلي وتصحّح الشوائب في وضعية الجسم. لم أمارس أي رياضة قبل عمر السابعة والأربعين أو الثامنة والأربعين عدا التحرك في جميع الاتجاهات والعيش بسعادة! أظن أن أفضل مقاربة جسدية تمرّ بالعقل! أسلوب عيش هل تلتزم بأسلوب حياة معيّن؟ لم أشرب الكحول يوماً، ولا أدخن كثيراً، وآكل باعتدال. ما الذي يحسّن مزاجك؟ يتوقف كل شيء على الطقس. من بين هواياتي السخيفة، أحب متابعة أحوال الطقس وتسخر مني زوجتي دوماً لهذا السبب. أعشق الأيام الممطرة والأيام المشمسة. لا أحب أن يكون الطقس مُحيِّراً. ويمكن أن يتحسن مزاجي أيضاً حين أترقّب عشاءً مع الأصدقاء أو أتابع قراءة كتاب يعجبني أو أنتظر لقاءً مع زوجتي... ومتى يتعكّر مزاجك؟ لا أحبّ أن يتعكر مزاجي. لكن حين أسمع السياسيين يقولون كلاماً فارغاً ولا يجيبون عن الأسئلة، سيتعكر مزاجي! ما الذي يحركّك في الحياة؟ الحياة بحد ذاتها! بفضل الصليب الأحمر، تعلّمتُ أن أفهم مدى هشاشة الحياة وقيمتها. القدرة على النهوض صباحاً من دون معاناة جسدية والتحكم بما نملكه امتياز مدهش. أكثر ما تفتخر به؟ أفتخر بالآخرين: أولادي وزوجتي وأصدقائي وأهلي. لم أفتخر بنفسي يوماً. أكثر ما يقلقك؟ أن يصاب الأشخاص الذين أحبهم بمكروه أو أن يقولوا لي: «انتهى الأمر». ما حيلتك الصغيرة كي تفرّغ الضغوط؟ تتعدّد الحِيَل التي يمكن استعمالها: ألعاب الفيديو، العزف على البيانو، الطبخ! حين أحضّر طبقاً لا يحتاج إليه أحد، أشعر باسترخاء تام. لكن قد يصبح الوضع عصيباً حين أحضّر العشاء لأصدقائي. كذلك يشكل الذهاب إلى السوق متعة حقيقية! نيويورك نموذج مصغّر ومدهش عن العالم اختار الكاتب مارك ليفي نيويورك مكان إقامة له. يقول إنه في طفولته، حين كان يسأل والده عما جعل أوروبا تمرّ بحقبة نازية، كان يجيبه بأن الناس قد يبدون نوعين من ردود الفعل المحتملة على الاختلاف: الخوف أو حب الاكتشاف، موضحاً أن هذين الطريقين يوصلان إلى نمطين مختلفين من الحياة. يشرح ليفي: يقود الخوف إلى الانغلاق على الذات وتنامي مشاعر الكره. أما الاكتشاف، فيضمن الانفتاح على العالم. لذا بدأتُ مسيرتي في عمر الرابعة والعشرين. تتعايش 163 جماعة إثنية في نيويورك: إنها ميزة غير موجودة في أي مكان آخر! المجتمع في نيويورك معروف باختلاطه. الرسالة واضحة: لا داعي كي ندّعي ما لسنا عليه! يمكن أن نقدم مساهماتنا في المجتمع الأميركي على طريقتنا. إنه نموذج مصغّر ومدهش عن العالم لذا قررتُ العيش هناك.

مشاركة :