العلكة تثير مشاكل الجهاز الهضمي

  • 8/28/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نكتشف أحياناً الجديد عن عادات نفعلها من دون أن نعلم مدى ضررها على الصحة العامة، فالأبحاث والدراسات ترصد كل ما يفعله الإنسان، ثم تصدر لنا أحكامها ونتائجها التي توصلت إليها، بعد تجارب ميدانية، ومحاكاة حقيقية لما يعيشه الإنسان، والأفضل أن تتسع دائرة المعرفة للجميع، كي يتعرفوا إلى كل ما هو جديد في هذا الشأن، فرتم الحياة اليومي، وطبيعة العمل والانشغال في الحياة، وكم التدفق الهائل من سيل المعلومات قد يكون عائقاً، أو معوقاً عن الوصول إلى بعض النتائج المهمة للدراسات الحديثة، أو قد ننشغل في جوانب أخرى من المعلومات، وتفاصيل دقيقة ومتفرعة، ويضيع على الكثير منا معرفة خطر بعض العادات التي يمارسها على صحته العامة، فيستمر في أداء نفس السلوكيات والعادات. فكم منا مَنْ تفاجأ وأصابه الذهول عندما علم أن العادة التي يداوم عليها منذ سنين، هي من العادات الخاطئة والمضرة، وأتت له المعلومة في إحدى الجلسات مع الأصدقاء، أو سمعها عابرة من إحدى القنوات الفضائية، أو شاهدها على السوشيل ميديا، وخاصة الفيس بوك، الذي أصبح أحد أهم الروافد المعلوماتية في عالمنا اليوم، فيقوم بعضنا من التأكد من هذه المعلومات بشأن بعض هذه العادات من المتخصصين، ويبحث عنها في محركات البحث، محاولاً أن يعرف المزيد عنها، وعن ضررها على المدى القريب والبعيد، ويبدأ في تغيير هذه العادات، ويراجع بذاكرته بعض الأضرار الفعلية التي أصابته بالفعل من هذه العادات، وهو لا يعرف السبب، لذلك نستمر في بحث وكشف الكثير من العادات والتقاليد والسلوكيات التي نفعلها دون شعور بأنها مضرة على أجسامنا وصحتنا، وسلامة الأداء في حياتنا اليومية، ونحاول أن نقدم حلولاً ونصائح من الدراسات المتخصصة والتقارير الطبية في هذا الشأن. ومن العادات الضارة التي يفعلها الكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا، مضغ اللبان (العلكة)، وهي عادة منتشرة على وجه الخصوص بين السيدات، تفعلها على سبيل التخلص من بعض التوتر، وإخراج الطاقة السلبية بالمضغ، وأحياناً لاعتقاد ثقافي معين في بعض الأماكن، كإضافة نوع من الجمال والدلال على السيدات، أو رغبة في تناول بعض السكريات الحصول على سعرات حرارية منخفضة، والكثير يعتقد أن مضغ اللبان عادة صحية مفيدة ولا تسبب أضراراً، ولكن الدراسات أوضحت خطأ هذا الاعتقاد، وأكدت العديد من الأضرار الصحية، فأثبتت الأبحاث أن القوة المتولدة عن انطباق الأسنان في المضغة الواحدة للعلكة تعادل 8.5 كيلوجرام من القوة، ومع استمرار مضغ اللبان تزداد كمية الضغط المتولدة من عضلة الفك بصورة كبيرة، مما يسبب الإجهاد والشد العضلي وتضخم الفك، كما أن الأبحاث الحديثة كشفت أن عضلات الفك من العضلات التي تتعود على السلوك وتستمر فيه، فإذا تعودت على المضغ، فإنها تستمر في الانقباض بنفس الطريقة حتى بدون وجود اللبان في الفم، مما يؤدي إلى توتر وإجهاد مستمر للعضلة والمفاصل الصدغية، وعدم وجود فترة راحة كافية، مما يعود بالضرر على الشخص. كما أشارت الدراسات إلى أن حركة مفاصل الفك والعضلات الصدغية الطبيعية التي تحدث نتيجة الكلام والأكل وابتلاع الريق، من دون مضغ اللبان، تقدر بحوالي 1600 حركة يومياً، ما بين انقباض العضلات كي يتم انطباق الفك العلوي مع السفلي، وترتكز الأسنان فوق بعضها، مما يدحض الاعتقاد السائد بأن اللبان أو العلكة تقوي عضلات الفكين، لأن عدد الحركات هذه كافٍ جداً لتقوية عضلة الفك، ومضغ العلكة يساهم بصورة كبيرة في المساعدة على دخول البكتيريا إلى الفم، كما أن تركها خارج الفم يتسبب في تراكم البكتريا عليها، أو تناولها من يد إلى يد يجعلها فرصة لحمل الميكروبات، وبالتالي تسبب مشاكل صحية للأفراد. والتهاب مفصل الفك من الأضرار التي يسببها مضغ العلكة المستمر، ويسبب أعراض اضطراب المفصل الفكي، وهي عبارة عن الأوجاع والألم الشديد بالفك، نتيجة التهاب المفاصل والعضلات التي تربط الفك السفلي بالجمجمة، كما يؤدي إلى حدوث آلام في الأذنين، ويزيد من الإحساس بأعراض الصداع، وقد يكون سبباً مباشراً للإصابة بالصداع، كما يضاف لمكونات اللبان مادة اللانولين، التي يفرزها بعض الغدد الدهنية في الخروف، وهو أحد مكونات منتجات العناية بالبشرة أيضاً، ووظيفته الحفاظ على العلكة في صورتها اللينة، وهي مادة صفراء شمعية، تفرزها غدد الأغنام، ولا يعلم ضررها حتى الآن. وأظهرت دراسة حديثة أن مضغ اللبان ليس له أي تأثير يذكر في استهلاك السعرات الحرارية، مما يدحض الفرض القديم بأن مضغ اللبان قبل الأكل يقلل من الإحساس بالجوع، وبالتالي يتناول الشخص كمية أقل من الأكل، كما أن مضغ اللبان بطعم النكهات المتنوعة يحد من الرغبة في تناول الكثير من الفواكه، بل على غير المتوقع يزيد الشخص من الرغبة والنهم نحو تناول الوجبات السريعة المضرة، ورقائق البطاطس المصنعة وشبيهاتها من هذه الأنواع التي لا حصر لها، وأيضاً التهام الكثير من الحلويات، مما يوضح أن الاعتقادات القديمة في أن مضغ اللبان يؤدي بصاحبه إلى شهية أقل، أو يغير من عادات الأكل نحو طريقة مفيدة، كل هذه المعتقدات أصبحت خاطئة بعد نتائج الدراسات الحديثة، بل على العكس من ذلك، ثبت أنها تقود إلى الاتجاه الآخر، وهو أنها تسبب زيادة في الوزن، وزيادة في فتح الشهية، والرغبة في تناول الكثير من الطعام، مما يكون سبباً في زيادة السعرات الحرارية غير المطلوبة والزائدة، ومن ثم تتراكم في الجسم وتحدث زيادة في الوزن، وفرص الإصابة بالسمنة تكون أوفر وأكبر. وتشير بعض الدراسات إلى أن مضغ العلكة يؤدي إلى زيادة مشاكل الجهاز الهضمي؛ لأن مضغ اللبان يساهم بدرجة كبيرة في الإصابة بأعراض القولون العصبي، وتفسير ذلك أنه يتم ابتلاع ودخول هواء زائد من خلال مضغ اللبان، ويقدر بضعفي حجم الهواء الطبيعي المطلوب في المعدة، وينتج عن ذلك نوع من التشنجات وانتفاخات البطن من الغازات الشديدة، مما يسبب آلاماً في البطن وانتفاخاً سلبياً، إضافة إلى دخول بعض الفيروسات والميكروبات، التي قد يكون لها بعض الآثار المضرة، وتسبب المشاكل الصحية المختلفة، كما تقود أيضاً إلى حدوث متلازمة القولون العصبي، التي هي عبارة عن اضطراب في الجهاز الهضمي، مصاحب لحدوث آلام البطن والتشنج، مع تغير في أداء الأمعاء، وتبين الدراسات أنه إضافة إلى ابتلاع الهواء الزائد، فإن استخدام بعض النكهات والتحلية الصناعية في مكونات اللبان، مثل استخدام مادة المانيتول والسوربيتول قد يسببان الإصابة بالإسهال عند بعض الأفراد. وأشارت بعض الدراسات إلى أن عادة مضغ العلكة باستمرار تؤدي إلى الإصابة بأوجاع وآلام الأسنان، من الضغط الزائد عليها والمقدر أحياناً 9.5 كيلوجرام في المضغة الواحدة، كما يقود بعض أنواع اللبان المحلاة بأنواع من السكريات إلى تسوس الأسنان، وتعتبر عاملاً أساسياً في حدوث التسوس، إضافة إلى أن المضغ في حد ذاته يسبب تحلل حشو الأسنان عند الأشخاص الذين يلجؤون لهذا النوع من العلاج، حيث إن حشو الأسنان هو عبارة عن مادة مكونة من الفضة والقصدير ومعهما الزئبق، وأثبتت الأبحاث أن مضغ اللبان يؤدي في الأغلب إلى سحب مادة الزئبق من الحشو وخروجها من مكونات الحشو، ثم بعد ذلك يقوم الجسم بامتصاصها، ومن المعلوم أن وجود مادة الزئبق في أي جسم بكميات كبيرة يؤدي إلى الإصابة بالأمراض العصبية والنفسية، إضافة إلى أمراض مزمنة أخرى، وعلى الرغم من صغر حجم كمية الزئبق الداخلة في مكونات العلكة، التي يمكن أن تدخل الجهاز الهضمي دون ضرر، إلا أن تراكم هذه العناصر في الجسم على المدى البعيد مضر بالصحة، ويجب التخلص منه أولاً بأول، ومعرفة طرق الوقاية. والجديد في هذا الموضوع الذي كشفته بعض الأبحاث أن النكهات ومواد التحلية والأصباغ التي تستخدم في مكونات اللبان، لتضفي عليها مذاقاً متنوعاً وجذاباً، لابد أن تخضع لمقاييس طبية للتأكد من مستوى الأمان بها، وأن تكون حاصلة على موافقة من الجهات المختصة بالاستخدام مثل مؤسسات الصحة الغذائية، فإن بعض الأنواع سيئة الصناعة تستخدم مواد ضارة بالصحة إلى درجة أن البعض قال، إنها يمكن أن تسبب السرطان، كما كشفت بعض التجارب أن اللبان يقوم بامتصاص الدم من الجسم، وذلك من خلال التجربة التالية، وهي عن طريق مضغ اللبان لمدة طويلة تصل إلى ساعتين ونصف، ثم توضع اللبانة على معلقة معدنية ويتم تسخينها على اللهب، وسترى أن اللبان قد ذابت وساحت ومعها سيظهر الدم بلونه الأحمر، ولذلك من الخطورة تبادل اللبان بعد مضغه بين الأشخاص، حتى لو كانت بين الأم وطفلها، أو بين الأطفال بعضهم و بعض؛ لأن ذلك سيؤدي إلى انتقال أمراض الدم فوراً، وأحياناً الأطفال الصغار يتبادلون العلكة بينهم ولا يلاحظ أحد هذا السلوك، وعلى الأم أن تحذر من ذلك. كما تقود عادة مضغ العلكة باستمرار وحدوث طرقعة وفي أوقات زمنية كبيرة إلى حدوث تضخم في عضلات الفك، وحدوث ضغوط مستمرة ناحية الأذن، تؤدي في النهاية إلى أحداث تغير في شكل الوجه ككل، مع إصابة الأسنان بالتفتت والتآكل، وجعلها حساسة لأقل تأثير حراري أو بارد، وأيضاً حدوث بعض التلفيات في العظام المثبتة للأسنان أسفل الجذور، ونتيجة الجز المستمر على الأسنان والمضغ يحدث الشعور بنوبات من الصداع، والوجع في منطقة الأكتاف والعنق مائلة إلى ناحية الخلف، وبعض الأوجاع في مناطق مختلفة من الرأس. بعض الدراسات أوضحت أن هناك بعض الفوائد من مضغ العلكة، كما يمكن استعمالها في بعض الحالات والأحيان الضرورية، فيمكن أن يصف الطبيب مضغ اللبان لفترة معينة تصل إلى عدة أيام لبعض الحالات، مثل حالات علاج انسداد قناة استاكيوس بالأذن، وأيضاً في الحالات التي تتطلب تقوية الفك لدى الأشخاص المصابين بمرض الشلل في الوجه، وبعض الأبحاث قالت، إن للعلكة فائدة في تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي تزيد من معدلات تدفق الدم في اتجاه الدماغ، مما يعود بالنشاط على الدماغ، ويؤدي إلى تحسين قدرات الذاكرة، ومن الفوائد التقليدية لمضغ اللبان، هي تحسين رائحة الفم، فقد يحتاج بعض الأشخاص إلى اللبان ذي النكهات والرائحة النفاذة، وذلك بعد تناول الوجبات التي تحتوي على الثوم أو البصل أو الأسماك، فالعلكة في هذا الوقت ضرورية لإزالة الروائح الكريهة التي يمكن أن تؤذي الغير. واستخدام اللبان الخالي من السكر يساعد على زيادة إفراز الغدد اللعابية، مما يؤدي إلى معادلة آثار الحموضة الناتجة عن عملية الهضم وارتفاع نسبة الأحماض، فمن المعروف أن اللعاب مادة قلوية وبالتالي تحدث نوعاً من معادلة الحموضة، وكثير من الأطباء ينصحون الأشخاص المصابين بالحموضة بمضغ اللبان؛ لأنه وسيلة فعالة للشفاء من ألم الحموضة، وأيضاً هذا اللعاب القلوي يقضى على فرص تسوس الأسنان، ويقلل من مخاطر هذا التسوس، وأيضاً يمكن أن يفيد مضغ اللبان في المساعدة على علاج أمراض الصدر، وإزالة البلغم والعمل على تقوية الشعب الهوائية، كما وجدت دراسات أجريت على بعض الأشخاص أن اللبان يرفع القدرة على التركيز عند ممارسة الأعمال المختلفة، ويجعل حالة تنبيه الحواس مرتفعة، مما يجعل رد الفعل سريعاً وجيداً، كما أن الأشخاص الذين يمضغون العلكة يكونون أقل ميلاً إلى النوم وأكثر استيقاظاً وانتباهاً.

مشاركة :