تحقيق: راندا جرجس العقم يعني عدم القدرة على الإنجاب إطلاقاً، ويعد من الحالات المرضية التي كانت في الماضي تصنف ضمن الأمراض المستعصية وغير القابلة للمعالجة، وتختلف أسباب العقم التي تصيب الرجال والنساء باختلاف أنواعه، وتبدأ رحلة اللجوء للأطباء عند عدم القدرة على الإنجاب بعد سنتين من الحياة الزوجية الطبيعية، دون استعمال أي موانع للحمل من قبل الزوجين، ولكن مع التقدم الهائل في عالم الطب أصبح هناك إمكانية في معرفة الأسباب بدرجاتها، وتوفير الحلول لحالات العقم حسب الآراء التي يقدمها الأطباء والاختصاصيون. أكد البروفيسور الدكتور هيومان موسافي فاطمي استشاري أمراض النساء والتوليد والإخصاب، أن هناك دراسة طبية حديثة تفيد بأن زواج الأقارب، بخاصة الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية، يعد مسبباً رئيسياً في الإصابة بالعقم، وألقت الدراسة الضوء على اختلافات علاج مرضى العقم في منطقة الخليج، مقارنة بمرضى الدول الغربية، إذ إن السبب وراء بعض من هذا العقم هو زواج الأقارب الذي هو أقل حدوثاً في الدول الغربية. وتعد هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة، ليس فقط في الخليج، ولكن على الصعيد العالمي، بسبب أن 20% من الأطفال تم إنجابهم من أبوين أقارب، وتعد تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها تحليل تلك النتائج، وتقديمها إلى الأوساط العلمية والطبية في منطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم. وتتسم نتائج تلك الدراسة بالقيمة العلمية الكبيرة بالنسبة للصحة العامة، وتمثل مرجعاً للكثير من الأطباء المتخصصين في عمليات التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب من الذين يحاولون علاج حالات العقم في الخليج. وأشار الدكتور فاطمي، إلى أن هناك عوامل فريدة ومحددة تؤدي إلى العقم، أهمها العوامل الاجتماعية والثقافية، التي تختلف جذرياً عن مثيلاتها من العوامل الموجودة في الدول الغربية. ويوجد أربعة عوامل رئيسية لها التأثير الكبير في الخصوبة بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وهي ارتفاع معدل انتشار زواج الأقارب، ونقص فيتامين (د)، والسمنة، والرغبة في الحصول على أُسر بأعداد كبيرة. ووفقاً للدراسة، فإن زواج الأقارب له صلة وثيقة بالإصابة بالعقم عند الرجال والنساء، ففي حالة الإناث، يقلل ذلك احتياطي المبيض من البويضات القابلة للتخصيب قبل الأوان، أما في الذكور، فيتسبب ذلك بتشوهات في الكروموسوم Y، مما يمكن أن يؤدي إلى تشوهات الحيوانات المنوية الوراثية. وقال الدكتور فاطمي: أصبح العقم مشكلة صحية كبيرة على المستوى العالمي، وتشير التقديرات إلى أن العقم يؤثر في 15٪ من سكان العالم في سن الإنجاب، ولكن هذه النسبة أعلى من ذلك في منطقة الخليج. وثبت بالأبحاث أن الإناث اللواتي ولدن لأبوين من الأقارب ينخفض لديهن نسبة احتياطي المبيض من البويضات القابلة للتخصيب بشكل ملحوظ، وذلك بحلول سن الـ 20 فقط، وهي نفس النسبة التي توجد لدى الإناث في سن الـ 40. وأضاف الدكتور فاطمي: الأزواج الأقارب يتعرضون أيضاً إلى إنجاب أطفال يعانون من اضطرابات وراثية. ونحن نقوم بإجراء اختبارات جينية متقدمة للغاية، وعلى رأسها اختبار تحري الحامل الوراثي (CGT)، وهو اختبار دم بسيط يتم لمحاولة تجنب ولادة أطفال يعانون اضطرابات وراثية، وينصح بإجراء هذا الاختبار خاصة للأزواج الذين يحاولون الحصول على الحمل بشكل طبيعي أو عن طريق تقنية أطفال الأنابيب. وينصح الدكتور فاطمي إجراء اختبار لتحري الحامل الوراثي (CGT) في حالتي الحمل بشكل طبيعي أو عن طريق أطفال الأنابيب بسبب أن نسبة كبيرة من الأزواج في منطقة الخليج عرضة لولادة أطفال تحمل تشوهات وراثية عدة، وبشكل عام فإن الأزواج يكتشفون حملهم لاضطرابات وراثية خطرة فقط بعد ولادة طفل مصاب يحمل مثل تلك التشوهات منهم. ولا يمكن علاج الاضطرابات الوراثية، ولكن يمكن الوقاية منها. فمع ذلك الاختبار، يمكن للأزواج التأكد من الحصول على حمل صحي أو لا. فإذا جاءت نتائج الاختبارات للزوجين إيجابية، وهو ما يعني تحوُر الجين أو وجود تغيير واضح في المعلومات الجينية، فينصح حين ذلك بإجراء عملية التلقيح الصناعي، والقضاء على الأجنة الحاملة لاضطرابات وراثية بواسطة اختبار الفحص الجيني ما قبل الغرس PGS. وأوضح الدكتور فاطمي بأن الأجنة السليمة لديها فرصة تعزيز نجاح الحمل والإنجاب. وقالت الدكتورة مونيكا تشاولا أخصائية الأخصاب، إن الزوجين يمتلكان مجموعة فريدة من الظروف والخصائص التي يمكن أن تؤثر في فرصهم بالحصول على الحمل، وتشمل العوامل التي تؤثر في الخصوبة لدى الإناث والذكور الوزن والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال، والتعرض السابق للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وظروف العمل، والعوامل البيئية (المبيدات الحشرية والتعرض للإشعاع)، والإجهاد، والعمر بخاصة لدى النساء، ولكن على الجانب الآخر هناك عوامل عدة منفصلة للرجال والنساء، التي سوف نقوم بسردها فيما يلي، كما يجب على الزوجين مراجعة الطبيب في الحالات التالية لمعرفة السبب وراء التأخر في إنجاب الأطفال: * حينما يكون عمر المرأة تحت سن الـ 35 وتكون غير قادرة على الحصول على الحمل بعد مرور سنة واحدة من الزواج، أو في حال أن عمر المرأة أكبر من 35 عاماً، وغير قادرة على الحصول على الحمل بعد 6 أشهر من المحاولة الطبيعية أيضاً. * وجود تاريخ طبي للمرأة بتعرضها لثلاثة حالات إجهاض. * إصابة المرأة بشكل واضح بالإنتباذ البطاني الرحمي (الورم الليفي) أو خضوعها لجراحة في الحوض أو حدوث حالة حمل خارج الرحم سابقاً، وذلك مع محاولتها الحصول على الحمل خلال سنة أو أكثر. * في حالة عدم انتظام عملية الإباضة أو عدم وجودها على الإطلاق للمرأة، بجانب عدم استجابتها لعلاجات سابقة. * زوجان لديهما عوامل خطرة معروفة، مثل وجود تاريخ من الإصابة بالالتهابات التناسلية أو أمراض التهاب الحوض. وكذلك المرأة التي تتناول العقار الثنائي إيثيل ستيلبوستيرول (تركيبة من هرمون الأستروجين يتم تناولها أثناء الحمل)، وحالات عدم انتظام الدورة الشهرية، وحالات الإصابة بالخصية المعلقة داخل البطن... إلخ. وفي حال وجود تاريخ لإصابة الزوج بالنكاف أو إصابته بالأعضاء التناسلية في طفولته، يجب عليه مراجعة الطبيب حينما يقرر الزوجان محاولة الحصول على الحمل. * في حال أظهر تحليل السائل المنوي للرجل نسبة منخفضة للحيوانات المنوية، أو حيوانات ضعيفة القدرة على الحركة، أو تعاني من ضعف أو تشوه في بنيتها. * الأزواج الذين يوصف لهم إجراء تقنيات المساعدة على الإنجاب، مثل عملية أطفال الأنابيب (IVF) أو نقل الأمشاج لقناة فالوب (GIFT)، وذلك بسبب تأخر الزواج، وفي حالات النساء الأكبر من 35 عاماً. * الأزواج الذين يعانون من حالات عقم ليس لها أي تفسير (جاءت نتائج تحليلاتهم الأولية طبيعية، ولكن لم يكن لديهم حظ في حدوث الحمل). وأضافت: أن هناك فرقاً بين ضعف الخصوبة والعقم، فضعف الخصوبة يوصف بشكل عام على أنه شكل من أشكال انخفاض نسبة الخصوبة تدريجياً مع مرور الوقت وعلى المدى الطويل مع عدم حدوث الحمل، ولو بشكل عفوي دون تخطيط، أما العقم فهو حالة من حالات عدم حدوث الحمل بشكل متكرر ولو حتى بشكل عفوي، وفي ظل الظروف الطبيعية تظهر حالات العقم الأساسية بعد انقضاء 6 دورات متتالية من المحاولات الهادفة إلى حدوث حمل، وهو ما سوف يُشخص الزوجان بوجود مشكلات لديهم في الخصوبة. بغض النظر عن العمر، فإن الأزواج الذين من المرجح وجود مشكلات في الخصوبة لديهم (مثل العقم الغير مُفسر)، من الممكن أن يتم تشجيعهم للانتظــــار، لأنه حتى ومع تلقي العلاج، لن يكون لديهم فرص أكبر للحصول على الحمل، ولــــكن على الجانب الآخر يمكن أن يستفيد الأشخاص من ذوي الحالات الخاصة من التدخل والعلاج السريـــع والمبكـــر لحالاتهم بواسطة تقنيات المساعدة على الإنجاب. وذكرت د. مونيكا أن هناك أسباباً رئيسية تؤثر في الخصوبة عند الرجل وتسبب العقم ومنها: 1. السائل المنوي غير الطبيعي هو المسبب الرئيسي للعقم لدى الرجال، والأسباب المحتملة وراء السائل المنوي غير الطبيعي هي: * انخفاض عدد الحيوانات المنوية، من الممكن أن يكون لديك عدد قليل من الحيوانات المنوية داخل السائل المنوي، أو عدم وجود حيوانات منوية على الإطلاق. * انخفاض معدلات حركة الحيوانات المنوية - وهذا سيجعل من الصعب عليها الحركة والسباحة للوصول إلى البويضة لتخصيبها. * حيوانات منوية غير طبيعية، من الممكن أن تكون غير طبيعية من حيث شكلها، ما يجعلها غير قادرة على الحركة والوصول لتخصيب البويضة. * يوجد حالات عدة للحيوانات المنوية غير الطبيعية غير مفسرة، ولكن من الممكن أن تعود إلى مجموعة متنوعة من العوامل. 2. الخصيتان: فالخصية هي المسؤولة عن إنتاج وتخزين الحيوانات المنوية، لذا فإن حدث بها أي ضرر، فمن الممكن أن تؤثر بشكل مباشر في نوعية السائل المنوي وجودته. من الممكن لذلك أن يحدث إذا كان لديه (في الحاضر أو الماضي) الحالات التالية: * التهاب في الخصيتين. * سرطان الخصية * جراحة في الخصية * عيب خلقي (وجود مشكلة في الخصيتين منذ الولادة) * الخصية المعلقة داخل البطن (تحدث عند وجود خصية واحدة أو الخصيتين داخل البطن). * الصدمة، ما يعني التعرض لإصابة مباشرة في الخصية. 3. عدم وجود الحيوانات المنوية فمن الممكن أن تنتج الخصية السائل المنوي، ولكن من الممكن ألا يحتوي على الحيوانات المنوية، تعرف حالة غياب الحيوانات المنوية من السائل المنوي بـ فقد النطاف الانسدادي، الذي من الممكن أن يكون قد نتج عن انسداد في أحد الأنابيب الصغيرة التي تشكل جزءاً حيوياً في الجهاز التناسلي، وقد ينجم عن عدوى أو جراحة، ومن الممكن أيضاً أن يكون ذلك نتيجة فشل في إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين. 4. التعقيم (منع الحمل)، وتعد عملية قطع القناة المنوية الدافقة تدخلاً جراحياً كوسيلة من وسائل منع الحمل للذكور، كما يمكن استرجاع وظيفة القناة المنوية بتدخل جراحي، ولكن عادة لا تنجح تلك المحاولة. 5- قصور الغدد التناسلية، يظهر قصور الغدد التناسلية بسبب انخفاض مستوى هرمون الذكورة التستوستيرون (هرمون الذكورة الذي يشارك في صنع وتكوين الحيوانات المنوية. (من الممكن أن يكون ذلك بسبب ورم أو تعاطي المخدرات غير المشروعة أو الإصابة بمتلازمة كلاينفلتر (وهي حالة وراثية نادرة، حيث يولد الرجل مع كروموسوم أنثوي إضافي). 6- الأدوية والعقاقير فمن الممكن أن تتسبب بعض الأدوية والعقاقير في مشكلات للخصوبة، وعادة ما تستخدم الأدوية المذكورة أدناه مثل: السلفاسالازين والستيرويدات الابتنائية، بشكل غير شرعي لبناء العضلات وتحسين الأداء الرياضي، كما أن الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي يمكن أن تسبب في بعض الأحيان انخفاضاً حاداً في إنتاج الحيوانات المنوية. ويمكن أن تؤثر العلاجات العشبية في السائل المنوي وإنتاج الحيوانات المنوية سلبياً. تناول الكحوليات والكوكايين... إلخ، من الممكن أن يشكل خطورة شديدة، وضرراً هائلاً على الحيوانات المنوية. أما ما الذي يؤثر في خصوبة المرأة، وما الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء؟ أوضحت د. مونيكا أن هناك عوامل عدة تسبب ذلك ومنها:- 1- عامل الإباضة/ البويضات فإذا كانت لديك دورة شهرية طبيعية، إذن فأنتي تقومين بالإباضة (وهي عملية الإفراج عن البويضات الناضجة من المبيض الخاص بك)، أما إذا كانت تحدث لكِ الدورة الشهرية مرة كل بضعة أشهر أو لا تحدث على الإطلاق، فربما لا يحدث لديكِ عملية إباضة، أو قد تحدث، ولكن على فترات متقطعة. يعد تكيس المبايض هو السبب الشائع لمشكلات الإباضة وإنتاج البويضات، إذ لا يتم الإفراج عن البويضات الناضجة بانتظام. ويمكن أن يكون ذلك أيضاً له صلة بعوامل البدانة، ونمط الحياة وبعض العوامل الجينية. كل واحدة من بين 5 سيدات تعاني من تكيس المبايض في الإمارات. ومن الممكن أن تكون مشكلات الإباضة الأخرى متعلقة باضطرابات الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية) أو فشل المبيض المبكر، حيث تنخفض أعداد البويضات حتى في سن مبكرة وبالتالي لا تحدث عملية الإباضة). ومن الممكن أن يكون الأمر وراثياً أو له صلة بتلقي العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي من قبل للشفاء من السرطان. 2- عامل بوقي، للحصول على الحمل يجب أن تكون قناتا فالوب مفتوحتان وفي حالة جيدة لأداء وظيفتيهما، ومن المهم الخضوع لاختبار طبي للتأكد من انفتاح البوق لـ(قناتي فالوب). وتشكل العوامل البوقية نحو 35% من مشكلات العقم والخصوبة لدى السيدات، وقد ينجم عن الانسداد في قناتي فالوب وجود الندوب بسبب جراحة سابقة أو كأثر لالتهابات تكونت في تلك المنطقة من قبل، أو إذا تمت إزالة إحدى قنوات فالوب بسبب حدوث حمل خارج الرحم. 3- عامل العمر، فقد أصبح تأخير الحمل من الممارسات الشائعة تلك الأيام في مجتمعنا، حيث تبدأ معدلات الخصوبة في التناقص لدى النساء بعد عمر الـ 35، كما تتناقص بشكل أسرع في نهاية الثلاثينات. وتنخفض الخصوبة مع التقدم في العمر بسبب قلة أعداد البويضات داخل المبايض الخاصة بالمرأة، إضافة إلى أن جودة البويضات تقل عما كانت عليه حينما تكون المرأة أصغر سناً. فمن بين النساء اللواتي تبلغ أعمارهن 35 عاماً، سوف تحصل 95% منهن على الحمل بعد 3 سنوات من الزواج. وبالنسبة للنساء اللاتي تبلغ أعمارهن 38 عاماً، فسوف تحصل 75% منهن على الحمل بعد 3 سنوات من الزواج. يعد اختبار احتياطي المبيض وتحليل هرمون مخزون المبيض AMH اختباراً للدم ويمكنه أن يقدم معلومات وافية عن احتياطي المبيض الخاص بالمرأة. 4- عامل الرحم، فقد يمكن أن تتداخل تلك العيوب مع قدرة الجنين على التكون والنمو داخل الرحم. وهناك عدد من تشوهات الرحم التي يمكن تحديدها، وتشمل ندوب الرحم أو الأورام الحميدة أو الأورام الليفية أو شكل تجويف الرحم غير الطبيعي الذي يوجد منذ الولادة. 5- العامل البريتوني للعقم، ويشير العامل البريتوني للعقم إلى تشوهات تشمل الغشاء البريتوني (الغشاء المصلي البطني الشفاف الذي يبطن البطن من الداخل)، مثل: ظهور أنسجة الندوب وعليه (التصاقات)، أو وجود أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي (بطانة الرحم). ويعد الانتباذ البطاني الرحمي حالة تبدأ فيها الأنسجة التي تشكل بطانة الرحم بالنمو إلى خارج الرحم. 6- العقم غير المفسر، ففيما يقرب من 10% من الأزواج الذين يأملون في حدوث الحمل، تظهر نتائج كل الاختبارات المذكورة أعلاه لديهم طبيعية وجيدة، وليس لديهم أي سبب واضح للعقم. في تلك الحالة، يشار إلى العقم على أنه حالة طبية غير مفسرة، وقد يعني ذلك أن العمليات التي لا يمكن التعرف إليها بداخلهم مثل التخصيب وغيرها، غير فاعلة لديهم، وحينها يمكنهم الاستفادة من تقنيات المساعدة على الإنجاب الأخرى، مثل: حقن الحيوانات المنوية بالبويضة (ICSI ) أو ما يعرف بالحقن المجهري. وأبانت د. مونيكا أن التشوهات الخلقية يمكن أن تكون سبباً في تأخر الإنجاب والولادة، وقد تؤثر التشوهات الخلقية في عدد ضئيل من النساء اللاتي يحاولن الحصول على الحمل. وفي معظم الحالات لا تشكل التشوهات خطراً أو مشكلة كبيرة في حدوث الحمل، ولكنها من الممكن أن تؤدي إلى حدوث الإجهاض المتكرر وحالات الولادة المبكرة، لذا فهي تؤخر الولادة. وقد يكون السبب وراء ذلك الحاجز داخل الرحم، الذي يمكن أن يتم تصحيح وضعه. وتشمل التشوهات الأخرى الرحم المزدوج، والرحم المقوس، والرحم بقرن واحد، والرحم بقرنين، ونادراً ما ترتبط تلك التشوهات بخصوبة المرأة، كما أن معظم النساء اللاتي يعانين من تلك التشوهات على دراية بوجودها، ويوصى في معظم الأحيان بالتدخل الجراحي، إذا تسببت تلك التشوهات في زيادة فترة العقم أو منع الحمل، ولكن لا ينصح بها لكل الحالات أيضاً. * طرق الإخصاب، يوجد نوعان من الإجراءات الطبية التي يتم خلالها إحداث التخصيب خارج الجسم البشري داخل المختبر للمساعدة على حدوث الحمل. 1. أطفال الأنابيب ( In vitro fertilization IVF): وهي عملية يتم خلالها تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي خارج الجسم في المختبر. ويعني اللفظ in vitro أنها تتم في أنبوب زجاجي. وتنطوي عملية أطفال الأنابيب على رصد ومراقبة وتحفيز عملية التبويض داخل المرأة، ثم التقاط البويضة/البويضات المنتجة من مبيضي المرأة، ومن ثم ترك الحيوانات المنوية لتخصيبها داخل سائل في المختبر. ويتم بعد ذلك مراقبة البويضة المخصبة لمدة 2 - 6 أيام في المتوسط، ثم يتم غرسها بإدخالها داخل رحم الأم أو امرأة أخرى بهدف نجاح إحداث الحمل. 2. حقن الحيوانات المنوية بالبويضة ICSI (الحقن المجهري): وتختلف تلك التقنية عن التخصيب التقليدي داخل المختبر والمتمثل في أطفال الأنابيب، حيث يتم اختيار حيوان منوي معين ويتم حقنه مباشرة داخل البويضة بشكل مباشر، وذلك بدلاً من عملية الإخصاب التي تحدث داخل وعاء أو صحن، حيث توضع حيوانات منوية عدة بالقرب من البويضة. * ومن الممكن أن تنصحك عيادتك الطبية بالحقن المجهري للأسباب التالية: * لديك عدد منخفض الحيوانات المنوية. * تحديد وجود مشكلات أخرى مع الحيوانات المنوية، مثل التشوهات الخلقية (شكلها غير طبيعي) أو ضعف الحركة (لا تتحرك بشكل طبيعي). * حدوث فشل في الإخصاب أو حدوث التلقيح بنسب متدنية بشكل غير متوقع خلال محاولات سابقة للحصول على الحمل بواسطة أطفال الأنابيب. * إذا احتاجت حالتك إلى جمع وسحب الحيوانات المنوية من الخصية أو البربخ (هو القناة التي ينتقل المني عبرها من الخصية إلى الحويصلات المنوية، حيث يتم تخزين الحيوانات المنوية ونموها)، فعلى سبيل المثال، إذا كنت خضعت لعملية قطع القناة المنوية الدافقة، أو عدم قدرتك على السائل المنوي، أو إذا كان إنتاج الحيوانات المنوية منخفضة للغاية. * إذا كنت تستخدم الحيوانات المنوية المجمدة في العلاج، ولم تكن ذات جودة عالية. *إذا كنت تستخدمين اختبارات الجنين. * تقنيات جديدة ومتطورة لحل مشكلات العقم:- * الجراحات الإنجابية المتطورة والمصغرة (تنظير الرحم، وتنظير البطن) للأورام الليفية والأورام الحميدة وحاجز الرحم وغيرها، وذلك لإزالة العوامل التي تؤدي إلى العقم. وتتوافر تلك التقنيات بشكل آمن وفاعل، وتضمن شفاء سريعاً وارتفاع معدلات الخصوبة فيما بعد. * تقنية الحقن المجهري ICSI التي تسجل معدلات نجاح حدوث حمل مرتفعة للغاية نظراً لتحسن تكنولوجيا المختبرات. * تقنيات المساعدة على الفقس للأجنة من أجل نجاح عمليات الزرع داخل الرحم. * التشخيص الوراثي قبل الغرس للحالات التي شهدت فشلاً متكرراً لعمليات أطفال الأنابيب وحالات إجهاض متكررة، وكذلك للأزواج الذين يعانون اضطرابات وراثية. * تتوافر تقنية تجميد البويضات حتى يمكن الحفاظ على الخصوبة في النساء اللواتي يرغبن تأخير الحمل والإنجاب. * استخدام خلايا البويضات لعزل الميتوكندريون، لتنشيط بويضات النساء قد يساعد في الحصول على الحمل لتلك الفئة من المرضى. * كما أن تشخيص حالات العقم يستند على هذه الاختبارات، ويتم علاجها وفقاً لسبب وجودها مثل:- 1. اختبارات العقم للرجال * الفحص البدني العام: سوف يسألك الطبيب عن تاريخك الطبي والأدوية التي تتناولها وأنماطك وعاداتك اليومية. * تحليل السائل المنوي: يسألك الطبيب للحصول على بعض عينات من السائل المنوي. وسيتم تحليلها داخل المختبر للتأكد من طبيعة السائل المنوي من حيث نسبة كثافة الحيوانات المنوية ولونها وحركتها وجودتها وأية آثار لالتهابات أو دماء به. وبسبب أن أعداد الحيوانات المنوية يمكن أن تختلف، من الممكن أن يسأل الطبيب عن المزيد من العينات. * اختبار الدم: سيقوم المختبر بفحص الدم لأسباب عدة تشمل مستوى تواجد هرمون التستوستيرون لدى الرجال وغيرها من الهرمونات الذكورية. * اختبار المتدثرة: إذا وجد الرجل وقد أصيب ببكتيريا المتدثرة التي يمكن أن يكون لها الأثر في الخصوبة، وسيتم وصف المضادات الحيوية لعلاجها. * من الممكن علاج مشكلات السائل المنوي العادية بتغيير نمط الحياة وبعض العلاجات، إضافة إلى إجراء عملية التلقيح داخل الرحم (IUI) التي تسمح للحيوانات المنوية بلقاء البويضة وتخصيبها داخل قناة فالوب، ومن ثم تحسين فرص الحصول على الحمل لدى هؤلاء المرضى. يجب التعامل مع مشكلات العقم الحادة لدى الذكور بإجراء تقنيات أطفال الأنابيب والحقن المجهري. وفي حال إصابة الرجل بفقد النطاف (عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي)، قد يكون من الضروري إجراء عملية لجمع وسحب الحيوانات المنوية من الخصية من أجل إتمام عملية الحقن المجهري ICSI. 2. اختبارات العقم عند الإناث * اختبارات الدم للتحقق من مستويات الهرمونات. * اختبار احتياطي المبيض (تحليل هرمون مخزون المبيض AMH). * اختبار البول لتقييم الهرمون المنشط للجسم الأصفر. * اختبار درجة حرارة الجسم القاعدية، الذي يفحص ما إذا كانت تطلق البويضات من المبيضين أم لا. * الموجات فوق الصوتية (الفحص عبر المهبل) من أجل البحث عن وجود الأورام الليفية والتكيسات وفي الرحم والمبيض. ويستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية لتصوير الرحم والمبايض، ويسبب الشعور بعدم الراحة قليلاً، ولكنه يعد فعالاً. } فحص الرحم بالأشعة الملونة (HSG): يتحقق هذا الاختبار من حالة قناتي فالوب لدى المرأة. من الممكن أيضاً أن يكشف الاختبار عن مشكلات أخرى في الخصوبة، مثل: الأورام الليفية والتشوهات الهيكلية والأورام الحميدة في بطانة الرحم. وفي بعض الحالات يزيل الصبغ أية معوقات في قناتي فالوب، ويعيد خصوبة المرأة. الصبغة غير مضرة ويمتصها جسم المرأة بعد أن تمر من قناة فالوب الخاصة بها. وقد يتولد شعور بعدم الراحة بسبب الاختبار، ولكنه نادراً ما يكون مؤلماً. 3. تنظير البطن، فإذا شك الطبيب بوجود ندوب أو أنسجة ضارة في بطانة الرحم (الانتباذ البطاني الرحمي) أو في قناتي فالوب، يمكن حينها خضوع المرأة لعملية تنظير البطن، حيث يقوم الطبيب بإجراء شقين صغيرين في عظم منطقة العانة والسرة، ويتم الحقن بغاز ثاني أكسيد الكربون داخل المعدة لتكبيرها. 4. العلاجات المقدمة، تستخدم إذا كان هناك مشكلات هرمونية، تقدم في البداية أقراص يمكن أن تساعد في إنتاج البويضات بشكل طبيعي. وقد تكون الحقن أيضاً ضرورية لمساعدة بعض الحالات، وتحسين أداء ووظيفة المبيض. 5. في حال وجد عامل بوقي أو التهابات حادة لبطانة الرحم (الانتباذ البطاني الرحمي) أو حالة عقم غير مفسرة لعدة سنوات ولا تستجيب للعلاجات التقليدية، من الممكن الاعتماد على عملية أطفال الأنابيب والتلقيح الاصطناعي IVF. 6. يتم تقديم تقنيـــة التلقيــــح داخــــل الرحم IUI لبعـــــض الــــحالات حــــينما يتم اكتشاف مشكلات بسيطة تتعلق بالحيوانات المنوية أو البويضات، ولكن معدلات نجاحها أقل بكثير من نتائج عملية أطفال الأنابيب. * العوامل التي قد تؤدي إلى خفض معدلات العقم:-العمر (وخاصة النساء)، والالتهابات، وجراحات الحوض، والتدخين، والكحوليات، والمخدرات، واستخدام منشطات الستيرويد (للرجال)، والعوامل المهنية والبيئية، مثل: التعرض للمبيدات الحشرية، والتعرض للحرارة (للرجال)، والعلاج الكيميائي، كما يمكن للتعرض الإشعاعي أن يقلل الخصوبة. * وهناك علاجات عدة متوافرة للعقم: 1. أقراص تحفيز الإباضة، كعقاري كلوميفين ويتروزول. 2. حقن الهرمونات الموجهة للغدد التناسلية لتحفيز الإباضة. 3. تنظير البطن في حالة اكتشاف عامل بوقي أو التهابات والتصاقات في بطانة الرحم، وذلك من أجل تحسين فرص الحصول على حمل بشكل طبيعي. 4. الجراحات التنظيرية للأورام الليفية والأورام الحميدة لإزالة العوامل المسببة لمشكلات الحمل. 5. التلقيح داخل الرحم IUI 6. تقنيتا أطفال الأنابيب وحقن الحيوانات المنوية بالبويضة * مناقشة التدخل الجراحي في علاج حالات العقم، فقد تكون التدخلات الجراحية لعلاج الخصوبة مفيدة في الحالات التالية: * إزالة تكسيات المبيض والأنسجة المسببة لالتهابات بطانة الرحم بواسطة المنظار. * جراحة تنظير الرحم لإزالة الأورام الليفية، الأورام الحميدة والحاجز الرحمي. * الانسداد في قناتي فالوب يحتاج إلى تصحيح، وإزالة الندوب بواسطة الجراحات المجهرية والميكروسكوبية. * جراحات المناظير داخل المبيض لإزالة تكيس المبايض. * قد يكون استخراج الحيوانات المنوية خيار الرجال مع الآتي: 1. في حال وجود عائق دون خروج وانطلاق الحيوانات المنوية مثل الإصابات أو العدوى. 2. عملية قطع القناة المنوية الدافقة أو فشل عملية استعادة القناة المنوية الدافقة.
مشاركة :