شيعت إيطاليا أمس السبت في يوم حداد وطني، عددا من ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط شبه الجزيرة وأدى إلى سقوط 290 قتيلا. ونكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد بمناسبة تشييع عدد من ضحايا أركاتا وبيسكارا ديل ترونتو. وبينما تجمع قادة سياسيون للمشاركة في الجنازة الجماعية، واصل عمال الإنقاذ البحث بين الأنقاض في بلدة أماتريتشي الأكثر تضررا رغم تضاؤل آمال العثور على مزيد من الناجين من أسوأ زلزال تتعرض له إيطاليا منذ سبعة أعوام. وعثر على تسع جثث في بلدة أماتريتشي أمس، بينها ثلاث جثث انتشلت من تحت أنقاض فندق روما المنهار ليرتفع عدد القتلى في أماتريتشي وحدها إلى 230 من السكان والسياح. وتفقد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بطائرة هيليكوبتر الأضرار في أماتريتشي أمس قبل أن يتوجه لاحقا إلى مدينة أسكولي بيشينو القريبة لحضور الجنازة الجماعية التي أقيمت في مركز رياضي. ووضع 35 نعشا في شكل صف بقاعة رياضية وبينها نعشان باللون الأبيض يضمان رفات طفلين من بين 21 طفلا قتلوا في الكارثة. وأصغر ضحية يبلغ من العمر خمسة أشهر وأكبر ضحية عمره 93 عاما. وقالت لوتشيانا كافيتشيوني، وهي من سكان المنطقة، «حتى وإن كنت لا أعرفهم فإن قلبي انفطر عليهم. هناك من فقدوا كل شيء.. منازلهم وأحباءهم». ومعظم المباني في منطقة الزلزال لا تتضمن حماية من الزلازل وحتى المباني التي كانت تحظى بهذه الحماية ومن بينها مدرسة جرى تجديدها في 2012 انهارت. وبدأ قضاة تحقيق تحريات في بعض الحوادث بما في ذلك انهيار برج جرس في بلدة أماتريتشي سقط على سطح مبنى متاخم مما أسفر عن مقتل عائلة من أربعة أفراد. وتعهد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الذي حضر الجنازة بإعادة بناء المناطق، وحث رئيس بلدية أماتريتشي الحكومة على الاستفادة من الدرس المؤلم لأعمال البناء البطيئة بعد الزلازل في الماضي.
مشاركة :