كانت دماج خلال أكثر من 30 عامًا مضت، قبلة لطلاب العلم والدارسين من كل أطياف العالم ومختلف محافظات الجمهورية اليمنية، بسبب تواجد مركز علمي يحمل مسمى «دار الحديث» أنشأه الشيخ الراحل العلامة مقبل بن هادي الوادعي عليه رحمة الله. لكن تلك القرية الصغيرة التي تقع بمديرية الصفراء التابعة إداريًا لمحافظة صعدة، وتسكنها قبيلة وداعة، الشهير رجالها بالكرم والضيافة والشجاعة، عانت الويلات في السنوات الأخيرة من جرائم مليشيات الحوثي التي عاثت في القرية فسادا وتخريبا، فقتلت الأبناء ونهبت الأموال والممتلكات والمزارع وهدمت وقصفت البيوت، وتركت القرية التي كانت منارة للعلم الشرعي، أطلالا ينعق فيها المخربين والمجرمين، حتى جاءت عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل، بقيادة المملكة لتكبح جماح عصابات الحوثيين وتكسر شوكتهم، وتعيد الأمل لأهالي القرية الصامدين في مواجهة عدوان المليشيات الآثمة. معاناة القرية تحدث لـ»المدينة» أبناء تلك القرية اليمنية والتي لا تبعد عن محافظة صعدة سوى ثلاثة كيلومترات عن معاناتهم المستمرة من قبل مليشيات الحوثيين الغوغائية والتي استحلت دماء الناس وأموالهم بدون وجه حق. ووقفت «المدينة» على معاناة تلك القرية الهادئة والتي كانت تعيش في أمن وأمان قبل أن تشرد مليشيات الحوثيين أبنائها لمختلف مدن ومحافظات اليمن هروبا من بطش وتهديد الحوثيين فيما استقر عدد منهم طلبًا للعيش في المملكة. وروى أبناء دماج بأسى وحزن بالغين نظير ماتعرضوا له من إهانة وجبروت حوثي باغ وقالوا إن عاصفة الحزم وإعادة الأمل، جعلت العديد من تلك الأسر تعود لمكانها ولمزارعها والتي تركتها بسب مليشيات الطغاة. مأساة أسرية ويروي عبدالله اللوم الوادعي، كيف فقد كامل أسرته بسبب قصف مليشيات الحوثي لمنزلهم بسبب عدم الانصياع لهم في التخلي عن أسلتحهم الشخصية، قائلا «منحونا مهلة في تسليم السلاح الخاص الذي ندافع به عن أنفسنا ولكننا لم ننصاع لمثل ذلك التهديد ولم يدر في خلدنا أن جبروت وظلم تلك الفئة سوف يصل لقصف منزل أسرتي بالأسلحة الثقيلة وبالتالي توفت أسرتي كاملة صغارها وكبارها وأطفالي وزوجتي». وأضاف الرجل المفجوع في أسرته «عاصفة الحزم وإعادة الأمل أشفت غليلنا في تلك المليشيات التي زادت في ظلمها لأبناء اليمن بدون وجه حق وأصبحت تريد أن تحكمنا بالحديد والنار». وقال «نحن نؤيد الشرعية الدستورية متمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ونؤيد كافة العمليات العسكرية التي تنفذها عاصفة الحزم بقيادة المملكة وبقية دول مجلس التعاون كما أننا نعلن رفضنا الكامل لكل الأعمال التي تنفذها جماعة التمرد الحوثية في مختلف المحافظات والمدن والقرى اليمنية». كسر الشوكة ويحكي مسعود ملهي الوادعي مأساة فقدانه اثنين من أولاده والذين تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشرة والتاسعة عشر وتفجير بيته بالآليات الثقيلة، مضيفا «عانينا الأمرين من قبل تلك المليشيات الباغية والتي قامت بقتل أولادي وقصف منزلي الذي يأوي أسرتي ليس لسبب واضح سوى أننا لم نرض أن نرضخ لهم أو أن نسلمهم مزارعنا ولا أسلحتنا». وأكد أن عملية عاصفة الحزم كسرت شوكة هؤلاء المتمردين الحوثيين وأجبرت كثيرًا من عناصرهم على تسليم سلاحهم ونحن في قرية دماج نشيد بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومسارعته لنجدة الرئيس عبدربه منصور هادي وإعادة الشرعية لليمن وردع الانقلابيين عن بغيهم. اللجوء للمملكة وبكل حسرة يروي علي ناصر سويد، كيف ترك قريته مكرها ولجأ للعيش بوطن الأمن والأمان المملكة، بعد أن كان مع أبناء قبيلته ينعمون بالأمان ويعيشون حياة هادئة، حتى دخلت عليهم المليشيات الحوثية بالمدفعية الثقيلة والدبابات والصواريخ وكل أنواع الأسلحة التي من شأنها زرع الخوف في نفوس أهل القرى وسكانها. مقاومة وصمود ولم ينس محسن عبدالله الوادعي للحوثيين قتل والده وابن عمه قائلًا «المليشيات كانت تهددنا بين الحين والآخر بتخريب مزارعنا وبقصف منازلنا حتى أننا قد كنا من قبل أبناء القبيلة نتجمع للذود عن قريتنا في مواجهات المليشيات في موقع جبل الفراقة». وأضاف «أننا نقاوم تلك المليشيات والتي كانت قبل انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل قد هددتنا وخربت مزارعنا وقتلت الأطفال والنساء والعجزة، وقصفت القرية دون مراعاة لأحد وذلك بسبب عدم رضوخنا لمطالبهم في الانضمام لهم وتسليم الأسلحة الخاصة بنا». وشدد بقوله «لازلنا نقف بالنفس والروح والولد في سبيل الذود عن قريتنا وعن مزارعنا وعن أطفالنا وعن سلاحنا». ونوه الوادعي بعاصفة الحزم والتي أعادت التوازن على الأرض اليمنية ودحرت المليشيات وأضعفتها وجعلتها في موقف لا تحسد عليه بل إنها آيلة للزوال، مضيفا «أملنا في الله سبحانه وتعالى ثم في سلمان العروبة بإعادة الأمن والاستقرار لليمن».
مشاركة :