تربية الأبناء ليست بالأمر السهل لاسيما أن معظم الآباء والأمهات بسبب حبهم وخوفهم الدائم على أبنائهم يخطئون في طريقة تربيتهم، خاصة في مرحلة المراهقة حينما يبدأ الأبناء في تكوين قناعاتهم واتخاذ القرارات الخاصة بشأن دراستهم وحياتهم، وهنا يخطئ الآباء حين يملون عليهم ما يفعلونه ليجعلوهم نسخاً مكررة منهم، فهم يرهقون أنفسهم في محاولات فاشلة في امتلاك أبنائهم وبناتهم، فيفشلون في الاستمتاع بوجود أولادهم ويفشلون في تربيتهم التربية الصحيحة، وهنا يتساءل العديدون حول المنهجية السليمة التي يجب اتباعها في التربية السليمة في مرحلة المراهقة، والتي يخبرنا عنها المستشار التربوي عارف الدوسري في النقاط التالية: " يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن أولادهم ملك لهم ومن حقهم تشكيلهم كما يريدون، وللأسف ينجح الكثيرون في ذلك، ولكنهم يفشلون فشلاً أكبر، إذ يقتلون الروح فيهم، ويحولونهم إلى رجال آليين بلا شخصية ولا ملامح. " يجب أن يعي الآباء والأمهات ويدركوا جيداً أن الأولاد والبنات ليسوا لنملكهم، ولكن لنتعلم أن نحبهم بلا شروط وبلا مقابل، فإن أحسنوا صنعاً أحببناهم، وإن ضلوا سبيلهم فما تزال قلوبنا مفتوحة لهم، وطرق العودة دائماً سالكة لهم؛ لأننا نمنحهم الحب الغير مشروط، الحب من أجل الحب، الحب لأنه واجبنا. " أما ما يصنعونه في حياتهم فهذا شأنهم هم، الله قد خلقهم وهو يتكفل بهم، هو يطعمهم ويسقيهم، وهو يهديهم إذا ضلوا السبيل، وهو أيضاً يفتح أذهانهم ويعدهم لزمانهم الذي هو مختلف عن زماننا، ولا يبقى بيننا وبينهم سوى رابط واحد هو رابط الحب. " حافظوا على الحب فقط، وقدموا لأبنائكم في هذه المرحلة المشورة المغلفة بالحب واتركوا لهم حرية القرار.
مشاركة :