شلاش الضبعان: كتابتنا الصحفية ينقصها الكثير لمواكبة مكانة المملكة

  • 8/29/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتب شلاش بن مقبل الضبعان. عُرف ككاتب ساخر ينتقد الأوضاع الاجتماعية التي نعيشها بأسلوب خفيف ماتع، ويقدم النصح والتوجيه دون تجريح أو اتهام. لكنه في الوقت ذاته يكتب عن هموم المواطن، ويشاركه مشكلاته التي يواجهها على صفحات الجريدة اليومية التي يكتب فيها. وفي حوار (خفيف) مع أبي مالك شلاش الضبعان، حول بداياته وتجربته في الكتابة الصحفية. خرجنا بما يلي : النشأة والتكوين والانطلاق نشأت في قرية شعبة نصاب بمنطقة الحدود الشمالية (على بعد 25 كيلو متر عن العراق) وكان لدعم الوالدين أطال الله أعمارهما الأثر الأكبر في النشأة، وقد كان الوالد يبيع الجرائد في دكانه الذي كنت أساعده فيه وأستمتع بقراءة الجرائد الموجودة، والكتب التي كنت أحضرها معي، كما كان لمكتبة خالي الباحث محمد الفالح حفظه الله دور في تكويني. الكتابة.. البداية  بدأت الكتابة وأنا طالب في الصف الأول الثانوي، وتحديداً في أزمة الخليج الأولى 1991، حيث أرسلت مقالاً لجريدة الجزيرة عن الشائعات وأثرها على المجتمع وتم نشرها، ثم بعد ذلك قمت بإرسال المقال تلو المقال، وكان أساتذتي في الثانوية يشجعوني، ويقرأون بعض مقالاتي في الإذاعة المدرسية. هل تقرأ مثلما تكتب؟  دائماً أقول لمن يسألون عن الكتابة الصحفية، أو يشاركون في دورة عن الكتابة، إذا أردت أن تكتب فاقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ، فالقراءة للكاتب كالوقود للسيارة، تعبئ سيارتك بعشرة توصلك مشوار العشرة، تملأ الخزان توصلك إلى ما تريد! ولا شك أني أبدأ بنفسي، ولي مقالات هي عبارة عن عرض لكتب. أما ماذا أقرأ؟! فأقرأ في معظم المجالات، وأركز على مقالات كبار الكتّاب، كأديب الفقهاء الشيخ علي الطنطاوي، ومصطفى صادق الرافعي، والمنفلوطي، والعقاد، وغيرهم من كبار كتّاب العربية.  ما الذي تريد تغييره؟  أريد تغيير الأسوأ، وتدعيم الأفضل. فمجتمعنا ليس سيئاً كما يصوره من ينظر بعين واحدة، أو يشخِّصُ بصره بعيداً، وليس المجتمع الفاضل كما يسوّق من يغمض عينيه، ويحارب من يفتح عينيه من أجل وطنه!  دورك في الاصلاح ؟ نعم! دوري ودور كل فرد في المجتمع أن يسعى في إصلاح مجتمعه وتغييره نحو الأفضل، إن كان صادقاً في حبه، وكل يسعى في ذلك بالوسيلة التي يستطيعها، ولا يكلّف الله نفساً إلا وسعها.  تقييم تجربة المحايد  تجربة من التجارب التي أفخر بها، فلم أكتب فيها إلا ما يشرفني بحمد الله ويبني وطني، لقد كنت –ولا زلت-  متمسكاً بخطي الاجتماعي، الذي أرى أني أخدم من خلاله مجتمعي.  ما بين المحايد واليوم تغير الكثير، فشلاش الضبعان اليوم، ليس شلاش الضبعان في الأمس، فكيف بسنين طويلة تراكمت فيها خبرات، وتغيرت فيها قناعات؟! انتشار كتاباتك ماذا يعني ؟  هذا الانتشار يعني لي الكثير من السعادة. فما كتبنا إلا من أجل أن يُقرأ لنا. وكلما زاد عدد قراء المقال، وزاد التفاعل معه زادت سعادتي. ومن القصص في هذا المجال أنني كتبت مقالاً بعنوان متلازمة العريفي في 24 يونيو 2013م، أغضب بعض خصوم الدكتور محمد العريفي؛ لأنهم رأوا أني متعصب له، وأغضب بعض محبيه لأنهم رأوا أني ضده، بينما الدكتور محمد نفسه كتب تغريدة عن المقال وأثنى على كاتبه. ومن القصص التي مرت علي أني أكتب سلسلة أسلط فيها الضوء على أبرز ما يميز كل جزء من أجزاء بلادنا، وقد قابلت الكثير الذين قالوا: ازداد حبك بعد أن كتبت عن منطقتنا!  تجاهلك الكتابة عن بعض المناطق ؟  كتبت عن الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولكن يظل مقال الكاتب فرع عن تصوره، ولذلك تكون كتابته أكبر عن المنطقة التي يعيش فيها، وما يجاورها مما هو مطلع على أحواله.   سر مقالاتك في اليوم ؟ يعود ذلك إلى فضل الله وتوفيقه، ثم الانحياز للرسالة حتى ولو كانت على حساب المصلحة الشخصية. ويبقى ما ينفع الناس راسخاً في الأرض، وأما ما يجلب الشهرة الوقتية فيزول كما يزول الزبد، ومن أرضى الله أرضى عليه الناس، كما أن من أسخط الله أسخط عليه الناس، هذه قاعدة نبوية ثابتة ممن لا ينطق عن الهوى، وليست مجرد اجتهادات بشرية! كتاب في صحافتنا والصحافة العربية  من يحمل رسالة صادقة مهم بالنسبة لي، فأنا أقرأ للكثير –سعوديين وعرباً- تقريباً كل صباح. أنت ومنصور هل تتنافسان؟ الوالد والوالدة حفظهما الله، هما أول من يقرأ لنا، والخال محمد الفالح لا يترك لنا مقالاً إلا وعلق عليه رغم مشاغله، وأما تنافسنا فلا شك، ولكني قارئ من قراء منصور ومعجب بأسلوبه. عائلتك جزء من مقالاتك عندما يكون أفراد العائلة شركاء، ستجد منهم الفكرة، والتقويم، والتسويق، وهذه حالتي مع عائلتي، ولي سلسلة مقالات بعنوان ابنتي كانت بطلتها ابنتي الصغرى هيفاء.  هل تضايقك خانة المشايخ ؟ لا يضايقني بل يشرفني، ولكنه علامة خلل في المجتمع، فليس كل من أطلق لحيته شيخاً، كما أنه ليس كل شيخ كاتباً! ماذا عن الكتابة في صحافتنا؟ لا زالت تحتاج إلى الكثير، حتى تواكب مكانة المملكة العربية السعودية.

مشاركة :