احتفلت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» مساء أمس الأول السبت بتسليم 15 بيتا من مشروع بيوت أهل غزة، لأصحاب المنازل التي دمرت بيوتهم كلياً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 1.5 مليون ريال. ورغم الحصار المفروض على غزة استطاعت «راف» تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع شركائها بالقطاع في جمعية دار الكتاب والسنة، والذي تم الاحتفال به بمشاركة ممثلين عن الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الرسمية والأهلية ورؤساء البلديات وأصحاب البيوت المعاد بناؤها. وفي كلمة مسجلة بثت خلال الاحتفال أكد السيد أحمد يوسف فخرو مدير وحدة سفراء الرحمة بمؤسسة «راف» أن مؤسسة راف تحتفل بتسليم 15 بيتاً لأهلنا في غزة أرض العزة بتكلفة إجمالية بلغت مليوناً ونصف المليون ريال قطري، لنقيم الإنسان ونحفظ عليه حياته وكرامته الإنسانية قبل أن نقيم العمران. رسالة حب وبين فخرو أن المشروع ما هو إلا رسالة حب ومؤازرة من شعب قطر لأهل غزة، لافتاً إلى أن «قطر الخير والعطاء تسعى دائماً في طريق الخير والنماء، بتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، وتحرص على نشر السلام والمحبة والإعمار والبناء في كل بقاع الأرض». وأضاف فخرو: «رسالتنا الإنسانية تنبع دائماً وأبداً من شعارنا الذي نعبر فيه عن غايتنا من أعمالنا ألا وهو (رحمة الإنسان فضيلة)، والتي أصبحت بفضل الله تبارك وتعالى حقيقة ملموسة وشعاراً صداه واقع يحس به كل محتاج فيقيم انكساره ويلبي حاجته ويفرج كربته». وشدد فخرو، على أن غزة عامرة بأهلها وبإيمانهم وصبرهم وصمودهم وتضحياتهم التي يبذلونها من أجل عزتهم ورفعتهم، مشيراً إلى أن ما أسهمت به مؤسسة «راف»، هو نقطة في بحر ما تتمنى أن تقدمه لكل مكلوم أو متضرر لا يجد معيناً له. وفي ختام كلمته، أكد أن مؤسسة «راف» ستظل سنداً وعوناً لكل محتاج، وستظل رسالتها الإنسانية ومسيرتها في مساعدة إخوانها في تطور وتنوع مستمر، شاملة كافة المجالات الإنمائية والمشاريع التنموية والدعم الطبي وطلبة العلم وغيرها من المشاريع الإنشائية والخيرية. حجم الإنجاز من جانبه نقل الدكتور مفيد الحساينة وزير الأشغال العامة والإسكان، تقدير وشكر فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودولة رئيس الوزراء د.رامي الحمد الله، لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً، لوقفتهم مع أشقائهم في فلسطين، ودعمهم السخي لكافة المشاريع خصوصاً الإعمار منها. وأشار الوزير الفلسطيني إلى أنه تم إنجاز ستين في المئة من إجمالي البيوت السكنية التي تم تدميرها بشكل كلي، إضافة إلى إصلاح أكثر من 130 ألف وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي، بالاشتراك مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة وفي مقدمتها دولة قطر. وأشاد بنموذج التعاون المثمر والتنسيق المميز بين مؤسسة «راف» القطرية وجمعية دار الكتاب والسنة في فلسطين عبر هذا المشروع الذي نفذ بدقة وشفافية عالية، داعياً إلى تطوير هذه الشراكة والتعاون بين المؤسستين، خصوصاً أنهما من الجهات الرائدة في العمل الخيري. رسائل إنسانية بدوره، وصف السيد خالد شقورة، نائب محافظ محافظة خان يونس الجهود القطرية لدعم الفلسطينيين، بـ «المساهمات الكبيرة والفاعلة في إعادة الإعمار واستعادة الفلسطينيين لحياتهم بقطاع غزة». واعتبر أن هذه المشاريع الإنشائية تحمل رسائل إنسانية كبيرة من أهل قطر لأشقائهم في فلسطين، بأنهم يقدرون تضحياتهم ومعاناتهم الكبيرة، مؤكداً أن شراكة مؤسسة «راف» مع جمعية دار الكتاب والسنة، تعكس حرص المؤسسة على التعاون مع جهات خيرية موثوقة، ويشهد لها بالشفافية منذ بدأت عملها قبل عقود. جهود راف بدوره عبر الشيخ أسامة عبدالكريم اللوح، أمين سر جمعية دار الكتاب والسنة عن شكره وتقديره الكبير لمؤسسة «راف» التي لا تألو جهداً في سبيل خدمة الإنسانية، انطلاقا من شعارها الذي نراه واقعاً بشكل دائم «رحمة الإنسان فضيلة»، داعياً إلى استمرار تدفق العطاء للأهل في غزة، لأنهم ما زالوا يمرون بأزمة الحصار وتبعات الحروب. وقال: «عطاء مؤسسة راف في كل مكان حول العالم، لكننا نلمسه في فلسطين وغزة على وجه الخصوص في كل مجال خيري، كالإغاثة والتعليم والدعوة والإنشاءات وغيرها». إعادة الحياة وفي كلمة العائلات المستفيدة من المشروع، وصف رئيس بلدية بني سهيلا حماد الرقب، إعادة بناء البيوت المدمرة، بأنها بمثابة إعادة الحياة لهذه العائلات التي ظلت لأكثر من عامين تعيش حياة التشريد، مقدراً عالياً لمؤسسة «راف» وشركائها بدار الكتاب والسنة إنجاز المشروع، رغم معوقات إدخال مواد البناء وارتفاع أسعارها. واختتم الاحتفال بتسليم العائلات المستفيدة منازلها الجديدة، وسط فرحة كبيرة بين الأهالي، الذين وزعوا الحلويات، ورفعوا لافتات الشكر والتقدير لدولة قطر ومؤسسة «راف».;
مشاركة :