تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأحد) إن بلاده تقاتل متطرفي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والمقاتلين الأكراد السوريين «بالعزيمة نفسها»، وذلك في اليوم الخامس من العملية العسكرية التركية في سورية والتي أسفرت عن مقتل العشرات. وقال أردوغان في تجمع في مدينة غازي عنتاب (جنوب شرق) «سنقدم كل أشكال المساهمة للعمل لإخراج داعش من سورية»، وأضاف «بالنسبة لحزب الاتحاد الديموقراطي الإرهابي في سورية، فإننا (سنقاتله) بالعزيمة نفسها»، في إشارة الى الحزب الموالي للأكراد في شمال سورية و«وحدات حماية الشعب الكردية» التي تشكل جناحه العسكري. وأكد أردوغان أمام الآف من أنصاره في غازي عنتاب أنه «مستعد ومصمم على تطهير المنطقة من الجماعات الإرهابية»، وتابع «لن نسمح مطلقاً بأي نشاط أرهابي على حدودنا أو قربها». وقتل 55 شخصاً في غازي عنتاب عندما فجر انتحاري نفسه في حفل زفاف الأسبوع الماضي، وألقت تركيا باللوم على «داعش». وجدد أردوغان التأكيد على تصريح سابق ادلى به أن منفذ التفجير هو فتى لا يتجاوز عمره 14 عاماً. وكان الجيش التركي أعلن اليوم أنه شن ضربات جوية على جرابلس أسفرت عن مقتل 25 من المسلحين الأكراد، وذلك في اليوم الخامس من حملة عبر الحدود بدأها بمشاركة حلفائه من المعارضة السورية المسلحة التي تسعى إلى هزيمة القوات الكردية وتنظيم «داعش». وأوضح الجيش أن المسلحين قتلوا في البلدة التي تقع على الحدود مع تركيا، مشيراً إلى أنه يتخذ كل الإجراءات اللازمة لتفادي سقوط قتلى بين المدنيين. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بمقتل 35 مدنياً وجرح 75 آخرين في قصف مدفعي وجوي تركي على قريتين شمال سورية، في أكبر حصيلة لقتلى مدنيين منذ بدء أنقرة وفصائل معارضة هجوماً في المنطقة، في وقت سيطرت الفصائل المدعومة من تركيا على قريتي العمارنة وعين البيضا المجاورتين لجرابلس. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «القصف المدفعي والجوي التركي صباح اليوم استهدف قرية جب الكوسا الواقعة جنوب مدينة جرابلس السورية الحدودية مع تركيا»، مؤكداً وقوع خسائر بشرية في صفوف المقاتلين المحليين في المنطقة المدعومين من الأكراد، ومقتل أربعة مقاتلين على الأقل. وأحصى «المرصد» أيضاً مقتل 15 مدنياً وجرح 25 آخرين في «مجزرة نفذتها الطائرات التركية باستهدافها مزرعة قرب قرية مغر الصريصات الواقعة جنوب جرابلس». وبحسب المرصد، فإن عائلات نازحة من القرى المجاورة لجرابلس كانت تقيم في المزرعة. ووفق عبد الرحمن، فإن حصيلة القتلى المدنيين هي الأعلى منذ بدء تركيا هجوم «درع الفرات» البري. ومن جهته، قال قائد جماعة «السلطان مراد» القيادي المعارض العقيد أحمد عثمان إن «معارضين مدعومين من تركيا يتطلعون لانتزاع السيطرة على مدينة منبج من قوات متحالفة مع الأكراد». وسيطرت «قوات سورية الديمقراطية» على منبج الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات هذا الشهر من قبضة «داعش» في هجوم مدعوم من الولايات المتحدة. وتقع قرية جب الكوسا على بعد 14 كيلومتراً جنوب مدينة جرابلس ويسيطر عليها مقاتلون محليون منضوون في مجلس جرابلس العسكري المدعوم من المقاتلين الأكراد. وسيطرت الفصائل المدعومة من أنقرة الأربعاء الماضي على جرابلس، التي كانت تُعد أحد آخر معقلين متبقيين لـ«داعش» في محافظة حلب. وأقرت انقرة أمس بمقتل جندي تركي وجرح ثلاثة آخرين في هجوم صاروخي استهدف دبابتين تشاركان في الهجوم قرب جرابلس، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية الحكومية. واتهمت أنقرة مقاتلين ينتمون الى «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بإطلاق الصواريخ. وأعلن المكتب الإعلامي للإدارة الذاتية الكردية في سورية أمس ان مجلس جرابلس العسكري تمكن من «تدمير دبابتين»، ما أدى الى «مقتل جميع أفراد طاقميهما» في محيط قرية العمارنة. واندلعت اشتباكات عنيفة في العمارنة أمس واستمرت اليوم بين مقاتلين من مجلسي جرابلس ومنبج العسكريين من جهة، والقوات التركية ومقاتلي الفصائل المدعومة منها من جهة أخرى، في العمارنة الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات جنوب جرابلس.
مشاركة :