في جناحه في فندق"الفورسيزنز"، تمّ اللقاء بين الفنان كاظم الساهر و"سيدتي"، بالتنسيق المسبق ما بين "سيدتي" وخالد أبو منذر المشرف على أعمال الموسيقار طلال، وضرغام مدير أعمال كاظم. لقاء تنطبق عليه سمة الشفافية المطلقة حيث فتح كاظم قلبه كلياً من دون حواجز لـ"سيدتي" في جلسة اعترافات خاصة وفنية. فاعترف بالحب الذي يعيشه حالياً متحدثاً وللمرة الأولى بإسهاب عن حبيبته وتأثيرها في حياته وفنه. كذلك اعترف بالأسباب التي تمنعه من المشاركة ثانية في برنامج "ذا فويس كيدز" : كل من التقيت بهم في عمّان وجرش وسألتهم عنك أجمعوا على حبك. ما سر هذا الحب؟ وحدثنا عن علاقتك بمهرجان جرش؟ أناً أيضاً لي الشرف بحبهم. علاقتي بجرش رائعة، علاقة سنوات وجمهور وحب متبادل بيني وبينهم. أنا عشت في الأردن، وعندي ذكريات جميلة كثيرة فيها، وعندما ألتقي بجمهوري هنا وجمهوري من فلسطين، أيضاً يكون حالي مثل عرس. حدثنا عن بعض ذكرياتك في الأردن؟ جئت إلى الأردن حوالي عام 1991م، ثم سافرت إلى مصر لتسجيل أغنيتي «سلمتك بيد الله» و«العزيز»، والبداية كانت مع أغنية «عبرت الشط» عام 1990م، سافرت وسجلتها بالقاهرة، وعندما رجعت إلى العراق وقعت الحرب، وقد أحببت الأردن، وعشت فيها قرابة السنة. ما هي حكاية أغنية «مدرسة الحب» التي وَسَمْتَ نوتتها الموسيقية على صدرك أثناء الحرب خوفاً من فقدانها؟ نعم، فقد كنت أكتب النوتة وأعمل الموسيقى، وكنت أضع التسجيل والكاسيت في إحدى زوايا الغرفة، وأنا في الزاوية الأخرى، وكتبت رسالة نصها أنه «إذا أنا مت، أرجو ممن سيحصل على هذه الموسيقى أن يكون إنساناً يستحقها». هذه الأغنية من الأعمال التي أفتخر بها، وأيضاً أغنية «أنا وليلى» حالهما حال الكثير من الألحان. يُعرف عن كاظم الساهر رفضه الغناء من ألحان غيره؟ هذا الموضوع كان في البداية، فقد كنت أخاف من جمهوري، فهو صعب قليلاً، حتى عندما أقدّم أي لحن أعمل ألف حساب للجمهور، لكنني فيما بعد استطعت أن أبيّن لهم أنه يوجد ملحنون رائعون جداً. وأنا غنيّت من ألحان الموسيقار طلال مجموعة لا بأس بها، غير أغنيتيّ «غرناطة» و«أحلى النساء». كاظم والموسيقار السعودي طلال كيف هي علاقتك بالموسيقار السعودي طلال؟ أذكر أنني عندما التقيت به أول مرة وسمعت ألحانه وجدتها جميلة، فقلت له: «هل هناك واحد بالعالم عنده هذه الموهبة ولا يكتب ألحانه باسمه؟ بالنسبة إليّ، هذه موهبة من الله لا يعطيها للجميع. أمشي وأنا مرفوع الرأس، أقدّم حالة إنسانية من صميم أخلاقي وروحي لملايين الناس، وحتماً سيكونون سعداء، ونادراً الآن أن تلقى سعادة في وطننا وفي عالمنا. هذه حقيقة، كل المشاهد مآسٍ، فلماذا لا نأخذهم إلى عالم يبعدهم عن الواقع؟ هذا العالم الذي نفتخر فيه. من يعمل موسيقى يجب أن يتباهى بعمله وموهبته. حدثنا عن آخر أغنيتين تعاونت فيهما مع الملحن طلال؟ «أحلى النساء» و«غرناطة» من الألحان الجميلة جداً، و«غرناطة» من الأغاني التي فعلاً عندما أصعد إلى المسرح، أرى الجمهور يحمل أوراقاً مكتوب عليها «غرناطة» وأكون في قمة السعادة. من قام بتغيير مفردات واختيار الأبيات من القصيدة؟ أنت أم الموسيقار طلال؟ بالنسبة إليّ، فقط أراجع كموسيقي وأشرف على اللحن، والنقاش مع الموسيقار طلال يكون حول الكلمة واللحن، فقط أقترح وجهة نظري إن كان لي وجهة نظر. يصمت قليلاً قبل أن يسترسل وكأنه يتذكر، فيقول: «مثلما كان يحدث مع نزار قباني، الله يرحمه، في «زيديني عشقاً». وكذلك أغنية «علمني حبك – مدرسة الحب». وكان ذلك بوجود نزار، وهو من أعطاني إياها، ولكن ليس نفس القصيدة. أنا رجل أحب الشعر منذ كان عمري 16 سنة، وأكتب الشعر والخواطر، وكتبت لنفسي حوالي 45 أغنية، ويعجبني الكلام الجميل، وإذا شاهدت صورة جميلة لكن ينقصها شيء أكتبه، فكان نزار رحمه الله يقول لي: «أنت شاعر. إذا كتبت شيئاً لا تخجل منه». فيستأذنني بساعة أو ساعتين، ثم يتصل بي بعد أن يكون غيّر بشكل عظيم. أنا أتعامل مع مدرسة. كيف شعرت وأنت تستلم درع تكريم الفنان طلال؟ شرف لي أن يطلب مني استلام درع تكريمه. أتعرف لماذا؟ أولاً، لمكانته، ولأنه يعجبني الإصرار الذي يملكه، وحبّه للموسيقى والتنوع في الألحان، أنا لا أجامله، فهو يعجبني كثيراً. وأتمنى إن شاء الله أن يكون بيننا أعمال أخرى قريباً، وأنا أقدّم له التهنئة على لحن «غرناطة»، و«أحلى النساء» من كلمات الشاعر السعودي الكبير إبراهيم خفاجي. عندي حبيبة ولم أتزوج! يظل الفنان بحاجة إلى الاستقرار النفسي والوجداني والعاطفي، وأكثر من غنّى للمرأة كاظم الساهر، وأنت لم تتزوج رغم انفصالك عن أم وسام وعمر منذ سنوات؟ (مقاطعاً وهو يضحك). أنا عندي حبيبة، وكثيراً ما فكرنا أن نتزوج، ولكن «ما صار نصيب» حتى الآن بصراحة. لكنني سمعت هنا في عمان أنك تزوجت قبل أسبوع؟ هذا غير صحيح، وعندما أتزوج أول من سيعرف هو جمهوري، لأنني سأعلن الخبر فوراً، وهذا شرف أتشرف به، وهناك حب عظيم بداخلي لحبيبتي. وما نصيبها من الإلهام في الأغاني؟ النصيب الأكبر لها. أعطنا بعض الأغاني التي كانت هيَ ملهمتك فيها؟ لا يوجد أغنية هي ليست ملهمتي فيها. كل الأغاني التي فيها قوة العاطفة كانت حبيبتي ملهمتي، وحقيقة هي كثيرة. أحياناً، عندما كانت تزعل أقول لها: «حرام عليكِ ما أعرف أعمل، صراحة الموسيقى تطلع مو مضبوطة، هيَ خدود الورد تطلع جفاف»، ثم أقول لها «تطرّي عليّ» (أي كوني حنونة ولينة) وبصراحة أحزن عليها إذا زعلت مني». سمعت اليوم أنك انتقلت للعيش في المغرب، ما صحة هذه المعلومة؟ أنا بين دبي والمغرب. يعني الحبيبة في المغرب والفن في دبي؟ الحبيبة في كل مكان أكون فيه هي معي في قلبي. سأعتذر عن «ذا فويس كيدز» حديثنا عن الأحفاد ينقلنا إلى برنامج «ذا فويس كيدز». كنت جالساً مع الفنان محمد عبده فقال إنه يتحفّظ على برنامج الأطفال، ولا يليق أن يكون مثل هذا البرنامج في عالمنا العربي لأنه يسيء للطفولة، ما رأيك؟ أعتقد أن هذا الكلام قالته دكتورة نفسية في mbc، وأنا تورّطت فيه، لكن فكرت كيف أراضي الأطفال؟ فكتبت لهم أغنية سياسية وأحضرتهم مع أهلهم عندي أثناء الكتابة. لدي صديقة عندما شاهدت الأغنية قالت لي: «كاظم من غير الصحيح أن تزجّ الأطفال بالساعات في العمل، هذا سيؤثر على نفسيتهم إلّا إذا عملت لهم شيئاً بالبرنامج، فسارعت للكتابة وأحضرت 12 طفلاً، وكل واحد يغني معي سطراً، «شنو» أحكي لك عن الفرح في عيونهم. الفنان محمد عبده قصد أن الأضواء التي تعرضوا لها قد تؤثر عليهم فيما بعد. وأضاف بأنه لو عُرضَ عليه البرنامج لرفضه. لا أنكر أن الأضواء صعبة على الأطفال. وماذا عن الجزء الثاني من برنامج «ذا فويس كيدز»، فهل ستكون فيه؟ إن شاء الله، لا. هو مؤجل أصلاً، وإن شاء الله، أعتذر. ما سبب موافقته على المهرجانات والابتعاد عن الحفلات؟ ماذا قال عن دور والدته بحياته الفنية وعلاقته بها؟ ما هي أكبر أخطائه؟ من هو الشخص الذي يعتبره قدوة له؟ كل الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها في اللقاء الذي أجرته "سيدتي" مع الفنان كاظم الساهر في العدد 1851 الموجود حالياً في الأسواق
مشاركة :