عبد الكريم الزرعوني: تطوعي رد لجميل الإمارات

  • 8/30/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: علي كامل خطاب في 2004 كان أصغر مبتعث إلى أستراليا، وفي 2016 فاز بجائزة أفضل شاب، وبين اللقبين 12 عاماً كانت مدة كافية ليحشدها عبد الكريم الزرعوني بالإنجازات، بدءاً بدراسته، التي ساهم من خلال وجوده خلالها في مجتمع ثقافته مختلفة، في تغيير نظرة هذا المجتمع إلى العرب والمسلمين، وامتدت فيها نشاطاته إلى العمل التطوعي، ومروراً بمسيرة عملية حافلة بالإبداع والتطور، وليس انتهاء بطموحات تأخذه إلى تخصصات علمية واهتمامات رياضية. عن الجائزة والإنجازات والنشاطات والطموحات، كان حديثنا مع عبد الكريم. مؤخراً، تم تكريم الشاب الإماراتي عبد الكريم الزرعوني، بجائزة أفضل شاب في العام 2016، من قبل جامعة University of Southern Queensland، إحدى أعرق وأهم الجامعات الأسترالية، التي أنهى دراسته فيها في العام 2009. أقيم حفل التكريم في مقر الجامعة الرئيسي في مدينة تومبا، بحضور الرئيس العام للجامعة، كما كرمته السفارة الإماراتية، بحضور د. عبيد الكتبي سفير الإمارات في جولد كوست الأسترالية. يصف الزرعوني هذه الجائزة العلمية بأنها قيمة كبيرة، إذ ينتمي المنافسون إلى عدة دول، ويعبر عن سعادته بالفوز بها قائلاً: كانت فرحتي غامرة بالوصول إلى القائمة النهائية، وبعد أسبوعين تم إعلامي بأنني الفائز. وقد أسعدني الفوز لأهمية الجائزة كونها تقديراً لمجهودي وإنجازاتي، وبهذا فهي دافع لي لتقديم الأفضل، إضافة إلى أنني أول عربي ينال هذه الجائزة. يضيف: بعد حفل تكريم الجامعة مباشرة، تم تكريمي من قبل سفير الدولة في أستراليا، ولا أستطيع التعبير عن شعوري بالفخر لتمثيلي الإمارات في مثل هذه المحافل الدولية، خصوصاً أن هذه الجائزة التي تمنحها هذه الجامعة الحكومية محل تقدير من جانب الحكومة الأسترالية، التي مثلها في حفل التكريم عمدة المدينة وبعض نواب البرلمان، وأذيع الحفل على قناة التلفزيون والإذاعة المحلية. ليست الأولى لم تكن هذه هي الجائزة الأولى التي يفوز بها الزرعوني، فقد فاز بأكثر من جائزة وتكريم في مسيرته العملية، رغم أنها مسيرة ليست بالطويلة، حيث يعمل حالياً في مجموعة طيران الإمارات، في منصب مدير شؤون شركات الطيران، في قسم التطوير الأعمال التجارية في مطار دبي. يقول: حصلت على نحو 23 جائزة وشهادة تقدير، منذ تخرجي حتى الآن، منها جائزة أفضل مدير أمن وسلامة في مطارات دبي في العام 2013، ووقتها كنت أصغر مدير إماراتي في مجموعة طيران الإمارات يحصل على هذه الجائزة. وجائزة أفضل مساهم ومتطوع في مجال التطوع الإنساني، من منظمة أطباء بلا حدود، وجائزة أفضل باحث في مجال تطوير الأمن والأمان في مكان العمل، وأفضل مساهم وباحث في تطوير مجال السياحة من منظمة السياحة العالمية. إضافة إلى عدد من شهادات التقدير في مجال تحسين إدارة العقارات، وتحسين أداء العمل. تحديات يذكر الزرعوني أن أصعب التحديات التي واجهها، كان تحدي دراسته خارج الدولة، إذ ابتُعث للدراسة في أستراليا، من قبل وزارة التعليم العالي، مباشرة بعد إنهائه المرحلة الثانوية، وذلك في أواخر العام 2004، وكان عمره وقتها 17 عاماً، كأصغر مبتعث في ذلك العام. أما التحدي فكان أنها المرة الأولى التي يعيش فيها بعيداً عن أهله ووطنه، إلى جانب اختلاف البيئة والثقافة والعادات والتقاليد. عن ذلك يقول: أول تحد واجهته كان تمثيل الإمارات والعرب بصورة صحيحة، وتعريف الآخر بديننا الإسلامي الداعي إلى السلام والتعاون بين الشعوب، خصوصاً أنني كنت أعيش في مدينة بيرث، المعروفة بأنها أكثر مدن أستراليا انعزالاً، وكان عدد المبتعثين الإماراتيين إليها في ذلك الحين لا يتعدى 15 طالباً. يضيف: سريعاً تحسنت نظرة من حولي إلى العرب والمسلمين، بسبب تعاوني وردودي العقلانية والمنطقية على جميع استفساراتهم. فضلاً عن اشتراكي في لجان عدة بالجامعة، منها لجنة الطلاب المغتربين ولجنة متطوعي الجامعة ومدرسة التجارة والسياحة، ما ساعدني على الاندماج والاختلاط بمختلف الطلاب في مختلف المناسبات والمهرجانات. مشاركات لم يكتف الزرعوني بعمله ودراسته، فتفكيره يمتد إلى مجالات أكثر اتساعاً، منها حرصه على المشاركة في العمل الإنساني والتطوعي، وهي النشاطات التي يمثل فيها الإمارات، إذ يرى ذلك نوعاً من رد بعض الجميل لبلده. عن ذلك يخبرنا بقوله: تطوعت في عدة منظمات عالمية، منها أطباء بلا حدود، ومنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية على حدود سوريا ولبنان لإغاثة اللاجئين، كما دعيت لعامين متتاليين لتمثيل الإمارات في ملتقى شباب العالم في كندا وإيرلندا لعامي 2014 و 2015. يضيف: كنت ضمن فريق من الطلاب نعمل على تطوير مشروع السياحة الطبيعية لحكومة كوينزلاند الأسترالية، كما شاركت في تنظيم عدد من المهرجانات المحلية والعمليات التطوعية في مجال المساعدات الإنسانية، التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في بعض الدول المحيطة بأستراليا، مثل فيجي وبابوا غينيا الجديدة، وقرى داخلية في أستراليا، وغيرها من النشاطات التي تعلمت من خلالها كيفية التعامل مع مختلف شرائح المجتمع، ومختلف الثقافات والأديان، ما مكنني من التعامل مع مختلف الجنسيات بعد تخرجي وانخراطي في العمل. طموحات واهتمامات عن أهم طموحاته وآماله يقول الزرعوني: لدي طموحات كثيرة، وطموحي الحالي هو امتداد اهتماماتي إلى مجالات أخرى، كي أتعلم أكثر وأواجه تحديات جديدة، فالحياة بلا تحديات لا طعم لها. وحالياً أدرس الماجستير في العلوم الدبلوماسية، وهو أمر يشجعني على التعمق في عالم السياسة، وإجراء عدد من البحوث للمشاركة في بعض المؤتمرات الخارجية. إلى جانب اهتمامي بالمجال الرياضي، إذ أتدرب حالياً على تسلق الجبال، وأطمح بتمثيل الإمارات في أولمبياد طوكيو 2020، حيث ستعتمد اللجنة الأولمبية رياضة تسلق الجبال في تلك الدورة الأولمبية. الجائزة تمنح جامعة University of Southern Queensland الأسترالية جائزتها كل عام في سبع فئات مختلفة، من بينها فئة أفضل شاب. الجائزة ترشح لها 146 شاباً من 146 دولة من خريجي الجامعة، وتم ترشيح الزرعوني من مكتب دبي في فئة أفضل شاب، وتمنح وفقاً لإنجازات الشخص في الناحية المهنية، وخدمة المجتمع، وجودة الأداء في كل منهما.

مشاركة :