تركيا تتهم «الوحدات الكردية» بـ«تطهير» الشمال السوري

  • 8/30/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية اليوم (الاثنين) بتنفيذ عمليات تطهير عرقي في شمال سورية، وقال إن الوحدات تسعى إلى «توطين أنصارها» في المناطق التي انتزعت السيطرة عليها من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال أوغلو إن «هدف العملية التي يقوم بها مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا حول بلدتي منبج وجرابلس هو طرد داعش»، وأضاف أنه يجب أن تتحرك الوحدات فوراً إلى شرق الفرات، وأن تركيا «ستواصل استهدافهم إن لم ينتقلوا إلى هناك» (شرق الفرات). وتابع في مؤتمر صحافي في أنقرة أن «الناس الذين أجبروا على مغادرة هذه الأماكن يجب أن يعودوا إلى هذه المناطق، يجب أن يعيشوا هناك لكن هذا ليس هدف وحدات حماية الشعب، فهي ضالعة في تطهير عرقي يقومون بتوطين من يريدون في هذه الأماكن (...) هذا هو سبب عدم ارتياح وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي-السوري لهذه العملية». وفي السياق قال مصدر عسكري تركي إن القوات التركية نفذت 57 ضربة مدفعية على 16 هدفاً للمتشددين في شمال سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقال المصدر إن الضربات استهدفت «جماعات إرهابية»، من دون أن يحدد ما إذا كان القصف شمل مقاتلين ينتمون إلى «الوحدات الكردية» أو «داعش». ونقلت محطة تلفزيون «أن تي في» عن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش قوله اليوم، إن تركيا لم تشن حرباً من خلال توغلها في شمال سورية ولا تعتزم البقاء هناك. وقال قورتولموش للصحافيين في إسطنبول إن «تركيا ليست دولة محتلة. تركيا لا تشن حرباً». وأضاف «كل الأطراف المعنية بما في ذلك حكومة دمشق كانت تعلم بعملية درع الفرات. روسيا أبلغتها نحن على ثقة من ذلك». في موازاة ذلك، قال ناطق باسم منطقة الحكم الذاتي الكردية في سورية اليوم (الاثنين) إنه يجري تعزيز مجالس عسكرية محلية في مدينتي منبج وجرابلس لكن ليس من قبل «وحدات حماية الشعب» الكردية. وقال إبراهيم إبراهيم رئيس المكتب الإعلامي لمنطقة الحكم الذاتي الكردية «روج افا»: «هناك تعزيز ولكن ليس لوحدات حماية الشعب لأن وحدات حماية الشعب في شرق الفرات وليست في منبج ولا في جرابلس». من جانبه قال كبير الناطقين باسم «الوحدات الكردية» ريدور خليل إن مزاعم تركيا بأنها تقاتل قوات الوحدات غرب الفرات غير صحيحة وهي «مجرد حجج واهية» لتوسيع احتلالها لأراض سورية. وكانت مصادر أمنية محلية قالت في وقت سابق اليوم إن الوحدات تعزز بالسلاح والمقاتلين بلدة منبج التي انتزعت السيطرة عليها هذا الشهر من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضمن «قوات سورية الديموقراطية». وقال قيادي في المعارضة السورية أمس أن مقاتلين تدعمهم تركيا يسعون لانتزاع البلدة من القوات المتحالفة مع الأكراد. وقال مصادر إن شاحنات وحافلات صغيرة تحمل أسلحة ومعدات ومقاتلين تتحرك من الشرق إلى الغرب في شمال سورية، ما دفع المصادر للاعتقاد أن وحدات حماية الشعب تعزز تواجدها في منبج. وكانت «الوحدات» قالت الأسبوع الماضي إن مقاتليها انسحبوا من منبج وإن وجودهم هناك لا يجب أن يستخدم ذريعة لشن هجوم. دولياً، أعربت واشنطن عن «قلقها الشديد» إزاء المعارك بين الجيش التركي والمقاتلين المدعومين من الأكراد في شمال سورية واعتبرتها «غير مقبولة»، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وأعلن الناطق باسم «البنتاغون» بيتر كوك في بيان، أن واشنطن تتابع الأنباء عن «اشتباكات جنوب جرابلس، وحيث تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد متواجداً، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سورية الديموقراطية». وأفادت وزارة الدفاع «نريد أن نوضح أننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد»، وأكدت أن «لا ضلوع للولايات المتحدة» في الاشتباكات كما «لم يتم التنسيق مع القوات الأميركية في شأنها، ونحن لا ندعمها»، داعية الأطراف المعنية «إلى وقف الأعمال المسلحة كافة في هذه المنطقة (...) وفتح قنوات تواصل في ما بينها».

مشاركة :