تشكيليون: الباحثون عن الشهرة يتاجرون بـ «اسم الوطن»

  • 8/30/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رفض تشكيليون المتاجرة بـ”اسم الوطن”، بعدما أساء عدد من مستثمري الفن للساحة التشكيلية السعودية دون الانضواء تحت تنظيم مؤسسي تشرف عليه وزارة الثقافة والإعلام في الداخل، أو الجهات المختصة في الدول المستضيفة. وسط تكاثر هذه التنظيمات غير المؤسسية ـ التي وصفها الفنانون بـ”الشللية” كـ”أوسكار فن، سبوزيوم، بينالي عالمي، ملتقى عالمي”. ويؤكد التشكيليون أن الفنان المبتدئ يقع ضحية الشكليات، ويجبر على دفع رسوم مالية مقابل الاشتراك لتتنسى له المشاركة والمتاجرة باسم الوطن بلوحاته وأعماله، وهذا ما ينعكس بطبيعة الحال على الأعمال المقدمة. من جهته، يؤكد الناقد والفنان أحمد فلمبان أن بعض ملتقيات الدول العربية، وبعناوينها المفخمة، لا تتبع القواعد والأنظمة الدولية لإقامة ملتقى أو فعالية، بل هي اجتهادات شخصية ليس لها وجود في الدول المتقدمة في الفنون. وقال «حصول المشاركين فيها على جوائز لم نسمع عنها في قواميس الفن التشكيلي العالمي القديم والحديث، مثل (الأوسكار، نوبل النحت، وسام الشرف، الوسام الاستثنائي، درع التميز، التكريم العالمي، الأسد الذهبي، النمر الأصفر، التقدير الخاص، الوشاح العالمي، التقييم الريادي).. إلخ؛ هذه المسميات المبهرة المفخمة، وهذه أحد عوامل الجذب لهذه الفعاليات، يُخطط لها المنظمون بدقة شديدة، لعلمهم بهوس الفنانين بهذه العناوين، ويركض خلفها الكثير من الفنانين لدينا، للوصول إلى الشهرة ووهم العالمية، والمشكلة أنهم يلصقون تلك المشاركات بالفن التشكيلي السعودي وتمثيلهم الفنانين السعوديين ويتفاخرون باسم الوطن”. واتهم فلمبان عددا من الفنانين بالمبالغة والمغالطة والإفراط في المفاخرة والمباهاة، بسبب حشو سيرهم الذاتية، والظهور بصورة الأَلْيَقُ والأجْزَلُ والأحسن، في ظل فلتان الساحة التشكيلية وغياب المعايير والقوانين، وطالب فلمبان بضرورة إنشاء مركز معلومات في وزارة الثقافة والإعلام أو جمعية التشكيل، تتبعه قاعدة بيانات وسجلات توثيق الأعمال الفنية السعودية وقسم للمواصفات والجودة النوعية، لمراقبة المعارض الداخلية ونوعية العروض، وفحص مستوى الفعاليات الخارجية وإمكاناتها وأثرها على التشكيل السعودي وفائدتها على الفنان المشارك، ووضع الضوابط والشروط للمشاركة فيها؛ لأن معظم تلك الفعاليات تجارية خالصة، وفي مضمونها التدليس والاحتيال وهدفها ابتزاز الفنانين، تنظمها دكاكين تجارية، تفرضها الأهداف النفعية والمهارات التسويقية، وتؤطرها الحرفية الدعائية المتقنة والشكليات الديكورية، بتوزيع الشهادات المفبركة بألقاب باذخة فضفاضة، ومن هنا يظن المتلقي العادي والفنانون البعيدون عن الأجواء، أهمية هذه الملتقيات ويعتقدون وصول المشاركين فيها إلى البوابة الدولية، وتحقيق نجاحات ومكانة مرموقة والتحليق في أجواء عالمية وفضاءات أوسع وإضافة بعد خارجي واحتكاك بالفنانين العالميين. فيما عزا الفنان أحمد الخزمري تلك المتاجرة باسم الوطن إلى غياب دور الجهات المختصة، الذي أعطى بعض اللجان المنظمة الحرية في جذب بعض الفنانين للمشاركة في بعض الفعاليات الخارجية، إذ تعتبر دون المستوى وأغلبها تعكس فكر منظميها، وهو المكسب المادي فقط، مضيفا أن الفنان يبحث في هذه الملتقيات عن ذاته من خلال هذه المشاركات، ولا يعلم أنها لا تضيف له شيئا بل تسعى إلى استغلال وتهميش وعرض سيئ وإخراج لا يليق. وقال “في النهاية أنا لا ألوم الفنان؛ لأنه كما يقال يتعلق بقشة، متأملا في تطوير نفسه والاحتكاك بالآخر والاستفادة من خبرات الآخرين، ولا يجد إلا هذه المشاركات غير المعروفة، التي تتاجر بالفنان وتجعل منه أكذوبة لتصل إلى هدفها”. وتمنى الخزمري من الفنانين والفنانات الحذر من هذه المشاركات والتواصل مع القنوات الرسمية الفاعلة التي تعكس مستوى الفن السعودي المقدر من أنحاء العالم وبشكل يحفظ كرامة الفنان واحترامه لعمله. وترفض الفنانة والناقدة اعتدال عطيوي هذا التسيب ـ حسب وصفها ـ وتضيف أنه غير مقبول مطلقا، فما هي إلا دعوات بشروط غريبة، أهم ما فيها الجانب المادي مع بعض الفنانين وفي مناطق إقامة مهلهلة، والأهم من كل ذلك أين الفن في المسألة المحصلة النهائية، بعض اللوحات الساذجة والورش المدعاة والترفيه والتصوير ثم شهادات وجوائز، والفنانون مقبلون بشدة عليها لحجم الدعاية الموجهة لهم، فهم الهدف والبيضة الذهبية، يقعون في الشرك سعداء جدا ليضعوا سطرا في سيرتهم الذاتية، وهو في الحقيقة غالبا ما يكون هراء باهتا يثري جيوب منظمين فقط، وقالت “كثيرا ما تصلني هذه الدعوات، وأطلع علي شروطها وأناقشهم للم عرفة وقد أصبحت موضة ولعبة جميلة لجمع المال”. مستذكرة دعوة وجهت لها مع زميلاتها الفنانات في المغرب، تعرضن فيها للكثير من المفاجآت التي كشفت هشاشة وضعف تلك المشاركات. فيما يرفض الفنان فهد خليف المشاركة في أي ملتقى أو بينالي غير رسمي، مؤكدا عدم حضوره تلك المناسبات دون مخاطبات رسمية من الجهات المعنية في كلتا الدولتين، مشددا على أن اسم الفنان وسيرته الذاتية أكبر من أي ملتقى لا يحمل الصفة الرسمية.

مشاركة :