أكد مدير مكتب المنظمة ومنسق البرنامج في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحددة بالمملكة الدكتور عبدالله وهبي ل"الرياض" أن المملكة هي أكثر الدول في منطقة الشرق الأوسط دعماً لقضية الحد من الهدر الغذائي من خلال إطلاقها مبادرة رسمية بقرار ملكي يقضي بإنشاء لجنة وطنية لمكافحة الهدر الغذائي برئاسة وزارة الزراعة. وبيّن وهبي أن أبرز المعوقات التي تواجه قضية الأمن الغذائي في الدول العربية تتمثل في ضعف البنية التحتية لكل من السودان ومصر، اللتين تمنعان تصدير القمح للخارج، لافتا إلى أن الدول العربية قامت بتحسين قوانين الاستثمار الزراعي فيها مقارنة بالشروط السابقة، وأن قيمة الهدر الغذائي في العالم بلغت أكثر من 1.3 مليار طن تهدر سنوياً على مستوى الغذاء بتكاليف تصل إلى 750 مليار دولار، مؤكداً أن ذلك أدى إلى استنزاف الدول العربية مالياً، موضحا أنه في حال تم خفض الهدر الغذائي سيقلل ذلك من قيمة الاستيراد والاستثمار الخارجي. وأضاف وهبي أنه في حال تم الحد من الهدر الغذائي سيؤدي ذلك إلى إطعام أكثر من 2 مليار جائع في العالم، مشيراً إلى أن منظمة الفاو قامت مؤخراً بالتعاون مع منظمة البيئة العالمية للنظر في قضية الهدر الغذائي ونتج عن ذلك التعاون إطلاق مبادرة الحد من الهدر الغذائي، مضيفاً بأن المبادرة انتشرت على مستوى العالم. وأوضح وهبي أن الهدر الغذائي ليس حكراً على الدول العربية والنامية وإنما يوجد أيضا في بعض الدول الغنية، حيث تقدر نسبة الهدر الغذائي في أمريكا وأوروبا حوالي 100 كيلو سنويا هدرا غذائيا للفرد الواحد، بينما تبلغ نسبة الهدر الغذائي في الدول النامية حوالي 10 كيلو للفرد الواحد سنوياً. وأرجع وهبي أسباب الخسائر الكبرى التي تقع في الدول النامية التي تسببت في الهدر الغذائي إلى مرحلة ما بعد الحصاد خلال الجزء المبكر لسلسلة التجهيز؛ ما يشكل مشكلة رئيسية تُعزى إلى القيود المالية والهيكلية التي تعانيها أساليب الحصاد والخزن ومرافق البنى الأساسية للنقل، وعادة ما يندمج مع ذلك عوامل الظروف المناخية المواتية لتلف المواد الغذائية. وأشار وهبي إلى أنه من تاريخ 24-28 فبراير الحالي سيعقد اجتماع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسيكون مقره في روما لمناقشة استراتيجية وضعتها منظمة (الفاو) للحد من الهدر الغذائي على مستوى شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
مشاركة :