السياسات العراقية تنزلق مرة أخرى إلى محور الاختلاف مع الدول العربية بعد مطالبة الميليشيات الإيرانية في العراق باستبدال السفير السعودي ثامر السبهان، وهو ما اعتبره عراقيون استجابة «لضغوط نظام الملالي وميليشياته المنفلتة». وقال تحالف القوى العراقية، الذي يمثل القوى العربية في مجلس النواب العراقي، الثلاثاء، في بيان، إنه تفاجأ بطلب الحكومة العراقية من المملكة استبدال سفيرها. ورأى أن السياسات العراقية تنزلق مرة أخرى الى محور الاختلاف مع الدول العربية بلا مبرر. وأشار التحالف إلى أن المملكة مدت يدها للشعب العراقي ووقفت معه ولا تزال تساند أمنيا وإنسانيا. وعد تحالف القوى العراقية، طلب تغيير السبهان، بالسابقة الخطيرة والاساءة الواضحة للدور السعودي الإقليمي، مشيرا الى أن القرار جاء استجابة لضغوط تمارسها الميليشيات التي لا يروق لها رؤية عراق وطني بعلاقات عربية معافاة. وتابع التحالف في بيانه بالقول: إن ازدواجية الدبلوماسية العراقية لم يعد ممكنا السكوت عنها، فالحكومة العراقية «من جهة تستقبل وفدا كالحوثيين وتغض النظر عن التدخل الاقليمي الفج في الشأن العراقي وتبرره، ومن جهة أخرى تسعى لتعكير علاقات العراق العربية وتأزيمها». في إشارة إلى امتداد النفوذ الإيراني إلى صناعة القرار في العراق. وأعرب التحالف عن رفضه لقرار الخارجية العراقية، مطالبا بالتراجع عنه؛ صونا للمصالح المشتركة. وكان السفير السبهان قد استشعر الخطر المحدق بالعراق، جراء هيمنة الميليشيات الموالية لإيران على القرارالحكومي في العراق، ورأى في تصريحات سابقة أن ذلك خطر يهدد جميع دول المنطقة؛ مشدداً على أن ما يحدث في العراق سيتعدى أيضاً إلى جميع الدول المحيطة و»استغلال العامل الطائفي في تزكية خلافاته لاشعال فتيل نزاعات وانقسامات، بمثابة تهديد للمنطقة وديمغرافيتها». ويظهر جليا أن النفوذ الإيراني استشرى في مؤسسات الدولة العراقية متوغلا بمفاصلها وأجهزتها الأمنية، والعسكرية، وليس بخفي أنها تمتلك القرار والكلمة في إدارة الحكومة. وفي السابق وخشية من تنفيذ السيناريو الذي يجري تطبيقه في العراق الآن؛ سبق أن حذر شيوخ عشائر عراقية، من تغييرات ديمغرافية تشهدها مناطقهم، وخاصة التي انسحب منها تنظيم داعش، وأصبحت تحت رحمة الميليشيات الإيرانية التي تنفذ برنامج تطهير عرقي باحتلال المناطق المحررة وهجرت سكانها. مراقبون ربطوا ما سبق، وما يلي من ازدواجية في قرارات حكومة العراق بسبب الغضب الذي اعترى طهران، من عودة الدبلوماسية السعودية إلى النشاط، وموقعها الطليعي والطبيعي في العراق، في وقت حرصت إيران على اللعب منفردة في الساحة العراقية تتولى تطبيق الخطط الإيرانية في التهجير والتغيير الديمغرافي.
مشاركة :