وسط معارك ضارية تخوضها حركة «طالبان» ضد القوات الحكومية والأميركية في عدد من الولايات الأفغانية، نسبت وكالات أنباء إلى مسؤولين في الحركة أنها عينت الملا إبراهيم صدر قائداً عسكرياً جديداً لها، بعد ثلاثة أشهر تقريباً من اختيار الملا هبة الله أخوندزادة زعيماً وسراج الدين حقاني نائباً أول له وملا محمد يعقوب نجل الملا محمد عمر مؤسس الحركة نائباً ثانياً. ولم يورد الموقع الرسمي لـ»طالبان» « أي خبر عن تعيين الملا صدر مسؤولاً عسكرياً للحركة. وهو عمل كقائد عسكري ميداني في «طالبان» منذ بداياتها كما اكتسب شهرة واسعة بين المقاتلين في عدد من الولايات حيث كان من القيادات القليلة التي تنقلت عبر ولايات أفغانستان بعد الغزو الأميركي، كما أنه كان من أكثر المقربين من الملا محمد عمر مؤسس الحركة ومن الداعين إلى المواجهة العسكرية واستبعاد خيار الحل السياسي للصراع في أفغانستان. غير أن محللين رأوا أن تعيين صدر قد يكون رسالة إلى أن «طالبان» لن تلجأ للحوار إلا بعد تحقيق تقدم عسكري في عدد من الجبهات، كما أنها راغبة في تجنب أي عثرات جديدة في التواصل معها. وكان سراج الدين حقاني الذي انتخب نائباً أول لزعيم الحركة في نهاية أيار (مايو) الماضي تولى رئاسة اللجنة العسكرية للحركة، وهو أول شخص ليس من جنوب أفغانستان يتولى المنصب الأرفع بعد منصب زعيم الحركة. ويحظى رئيس اللجنة العسكرية في «طالبان» عادة بمكانة عالية تجعله الرجل الثاني في الحركة، بعد زعيمها. وكانت الولايات المتحدة أعلنت «شبكة حقاني» منظمة إرهابية كما أدرجت اسم سراج الدين حقاني على قائمة الأشخاص الإرهابيين مما يجعل من الصعب على واشنطن القبول بالحوار معه وهو في منصب رسمي في حركة طالبان. وتسعى الحركة حالياً للاحتفاظ بالعديد من المناطق الأفغانية حيث سيطرت على أكثر من مديرية في ولاية قندوز كما قطعت خطوط إمداد القوات الحكومية في شمال أفغانستان الواصلة من كابول، إضافة إلى سيطرتها على عدد من مديريات فارياب وبادغيس شمال غربي أفغانستان، مع استمرار قواتها في تمشيط ولاية هلمند الاستراتيجية جنوب أفغانستان ومحاصرتها مركز الولاية في لشكرجاه. وواصلت تقدمها في عدد من الولايات شمال أفغانستان حيث سيطرت على ثماني قرى في ولاية بادغيس شمال غربي أفغانستان، وأشار بيان للحركة إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف القوات الحكومية واستسلام عدد آخر منها.
مشاركة :