تصريحات سعودية إماراتية متفائلة تعيد لأسواق النفط توازنها

  • 8/31/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عادت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع في الأسواق الدولية بفعل تجدد الآمال مرة أخرى في نجاح اجتماع المنتجين في الجزائر الشهر المقبل، بعد وصول إنتاج كبار المنتجين إلى المستوىات القصوى وإحكام السيطرة على الحصص السوقية، كما عزز اتجاه ارتفاع الأسعار تراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوى له في أسبوعين إضافة إلى تعليق بعض الإنتاج الأمريكي بسبب العواصف. واعتبر المختصون النفطيون، أن مباحثات المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودى مع شركات طاقة صينية في بكين حول التعاون في مجال الطاقة النووية يؤكد جدية السعودية في خطة تنويع موارد الطاقة وتحقيق الإسراع في عملية التحول الاقتصادي، كما اعتبروا أن تصريحات الفالح السابقة بشأن عدم ضرورية التدخل في سوق النفط تعكس استمرار قناعة السعودية بترك السوق تحركه قوى العرض والطلب مع الثقة التامة في أن السوق يتحرك في الاتجاه الصحيح ويتوازن تلقائيا. وفسر المختصون تصريحات الفالح التي تزامنت مع تصريحات سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة الإماراتي التي أكد فيها الأخير أن الحصة الحالية لأوبك في سوق النفط "عند مستوى جيد" بأنها تعكس رضا كبار المنتجين عن ظروف السوق الحالية والتفاؤل بالفترة المقبلة، وهو ما يجعل اجتماع الجزائر ليس بالضرورة، أن يسفر عن إجراء جديد يتعلق بتجميد الإنتاج أو أى قرارات أخرى تؤثر على الإنتاج والمعروض النفطي العالمي. وفى هذا الإطار، أكد لـ"الاقتصادية" ماركوس كروج كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، أن اجتماع الجزائر فرصة جيدة لمواصلة التشاور والتقارب بين المنتجين في أوبك وخارجها وأيضا مع المستهلكين، وليس من الضروري اتخاذ قرار بشأن تجميد الإنتاج إذا لم يتحقق له الإجماع أو كانت مؤشرات السوق لا تتطلب هذا الأمر. وأشار إلى أن التصريحات السعودية والإماراتية الأخيرة تؤكد على الثقة بتعافى السوق تلقائيا، بفعل نمو الطلب وتراجع المعروض في بعض دول أوبك مثل ليبيا ونيجيريا ومن خارج أوبك النفط الامريكى الذي شهد هذا الأسبوع استقرار الحفارات النفطية بعد تراجع مستوى الأسعار. ونوه إلى أن احتمال رفع الفائدة الأمريكية بعد تحسن مؤشرات الاقتصاد وبيانات الوظائف، ما يجعل احتمال صعود الدولار كبيرا على حساب أسعار النفط التي ترتبط به بعلاقة عكسية، مشيرا إلى أن الفائض الواسع في المعروض العالمي والمخزونات يتجه إلى الانحسار تدريجيا بفعل تقلص الاستثمارات وارتفاع مستوى الطلب في الدول كثيفة الاستهلاك خاصة في وسط أسيا. من جانبها، قالت لـ"الاقتصادية" أنجيلا برالي المدير التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" العالمية للطاقة، إن العالم يعيش حاليا مرحلة الخيارات المتعددة والمتنوعة والوفيرة في مجالات الطاقة المتنوعة وهو ما يجعل فرص نمو الأسعار محدودة. وأشارت إلى أنه "بفضل التقدم في مجال تكنولوجيا الطاقة أصبحنا اليوم قادرين على الحصول بسهولة على الغاز الصخري والنفط ضيق من أمريكا الشمالية وعلى الغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط، وعلى النفط من حقول المياه العميقة قبالة الساحل الإفريقي، إلى جانب موارد الطاقة المتجددة التي أدت إلى ثراء وتنوع واسع في مزيج الطاقة". وأوضحت أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية تتسم بالقدرات الواعدة والمتنامية، كما أن عملية نقل الطاقة بين دول العالم -مهما بعدت المسافة - أصبحت أكثر سهولة، مضيفة أن هذا التحول الجوهرى في منظومة الطاقة العالمية جعل المستهلكين يتمتعون بخيارات واسعة في الموارد المتنوعة إلى جانب أن تحقيق أمن الطاقة بات مهمة ليست صعبة. وأضافت، أنه ستكون هناك حاجة إلى كل مصادر الطاقة في العالم لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الذي سيرتفع بأكثر من 25 في المائة حتى عام 2040، مشيرة إلى أنه سيكون هناك تحول ملحوظ نحو وقود أنظف خاصة الغاز الطبيعي وسيبقى النفط كأكبر مصدر للطاقة في العالم باعتباره العنصر الضروري والاهم لتلبية احتياجات وسائل النقل والمواد الكيميائية. من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية" ايلدر ساتر؛ العضو المنتدب لشركة شتات أويل الدولية للطاقة، أن الفترة الراهنة لصناعة النفط تتسم بالتحديات الكثيرة وعدم استقرار السوق ومن هذا المنطلق يجب على الاستثمارات أن تركز على التعاون بين الشركات في تطوير عمليات زيادة التعاون في مجالات الاستكشاف والإنتاج، مبينا أنه في هذا الإطار جاءت اتفاقية التعاون الجديدة بين "شتات أويل" و"بتروبراس" البرازيلية العملاقة لتقوية برامج الشراكة الاستراتجية بين الشركتين. وقال إن التعاون بين الاستثمارات في مجال الطاقة يجب أن يركز على تبادل الخبرات بالأخص في تحقيق أعلى عائد في تطبيق التكنولوجيا وتبسيط الأنشطة التشغيلية، بما يطور منظومة الإنتاج في كل الشركات ويحقق مستوىات عالية في استخراج النفط من خلال رفع كفاءة الحقول المنتجة إلى أعلى مستوى. من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في العقود الآجلة أمس بدعم من تعليق بعض الإنتاج في الخليج الأمريكي بسبب عاصفة استوائية متوقعة وتكهنات بأن يعمل المنتجون خلال اجتماعهم بالجزائر الشهر المقبل على تعزيز الأسعار. وجرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة بسعر 49.73 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:24 بتوقيت جرينتش بزيادة 47 سنتا عن الإغلاق السابق، فيما وزاد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 45 سنتا إلى 47.43 دولار للبرميل. وأوقفت شركات عاملة في قطاع النفط والغاز بخليج المكسيك إنتاجا يساوي 168 ألفا و334 برميلا من النفط يوميا و190 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميا، كإجراء احترازي من عاصفة استوائية حسبما ذكر المكتب الأمريكي للسلامة وحماية البيئة يوم الإثنين. كما تلقت أسعار النفط دعما من التكهنات بأن اجتماع كبار المنتجين الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الشهر المقبل في الجزائر، قد يسفر عن اتفاق بشأن مستوىات الإنتاج لدعم الأسعار. وارتفعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس، استنادا إلى توقعات بنجاح محادثات تجرى الشهر المقبل في الجزائر بين المنتجين داخل وخارج أوبك في الاتفاق على تجميد الإنتاج العالمي ودعم الأسعار، وتعاذ تلك التوقعات إلى ضخ معظم المنتجين حاليا عند المستوىات القصوى للإنتاج والسيطرة الفعلية على الحصص السوقية. وبحلول الساعة 08:56 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 47.35 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 46.95 دولار، وسجل أعلى مستوى 47.38 دولار وأدنى مستوى 46.93 دولار. وصعد خام برنت إلى مستوى 49.60 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 49.24 دولار، وسجل أعلى مستوى 49.64 دولار وأدنى مستوى 49.22 دولار. وأنهي النفط الخام الأمريكي "تسليم أكتوبر" تعاملات الإثنين الماضي منخفضا بنسبة 0.7 في المائة في ثاني خسارة يومية على التوالي، وفقدت عقود برنت "عقود أكتوبر" نسبة 0.8 في المائة، وذلك بعد تصريحات إيرانية حول عدم المشاركة في تجميد الإنتاج قبل استعادة كامل حصتها السوقية. وحققت أسعار النفط منذ 11 آب (أغسطس) الحالي ارتفاعا بنحو 14 في المائة، بعد تجدد آمال تجميد الإنتاج العالمي، خاصة بعد تصريحات بعض منتجي النفط داخل وخارج أوبك حول إجراء محادثات غير رسمية في الجزائر الشهر المقبل لتحقيق الاستقرار بالسوق ودعم الأسعار. ورغم تصريحات إيران الأخيرة الرافضة للمشاركة في قرار تجميد الإنتاج، غير أن التوقعات لا تزال تشير إلى نجاح المحادثات في الاتفاق بصورة نهائية على تجميد الإنتاج العالمي عند مستوىات محددة، وتعاذ تلك التوقعات إلى ضخ معظم المنتجين مستوىات قصوى للإنتاج وسيطرت بالفعل على حصصها السوقية في ضوء مستوىات الإنفاق الرأسمالي المتاح حاليا في قطاع الطاقة. من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 45.44 دولار للبرميل يوم الإثنين الماضي، مقابل 45.75 دولار للبرميل في التعامل السابق. وقال التقرير اليومى لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول انخفاض له عقب عدة ارتفاعات سابقة، وأن السلة خسرت أقل من دولار مقارنة بالسعر الذي سجلته في اليوم نفسه من الأسبوع السابق الذي بلغ 46.04 دولار للبرميل.

مشاركة :