دعا جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أمس إلى مزيد من التعاون مع الهند حول قضايا الأمن والتجارة في إطار مساعي أكبر ديمقراطيتين في العالم لتعزيز العلاقات بينهما لأسباب عدة بينها مواجهة نفوذ الصين المتزايد. وبحسب "الفرنسية" أعرب كيري كذلك عن أمله في إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لتقديم المساعدة في مجال الطاقة النووية إلى الهند، وسط مساعي البلدين إلى تحقيق هدف زيادة حجم التبادل التجاري بينهما خمسة أضعاف ليصل إلى 500 مليار دولار. وقال كيري في نيودلهي: "إنني على ثقة كبيرة بأننا سنواصل تعزيز ما وصفه الرئيس باراك أوباما بالشراكة المميزة في القرن الحادي والعشرين" مضيفا أن أمام التعاون بشأن التجارة والأمن "مجال لمزيد من النمو". وتأتي تصريحاته قبل رئاسته "الحوار الاستراتيجي والتجاري" مع نظيرته سوشمة سواراج، والذي أطلقه زعماء الدولتين عام 2015. وسيلتقي كيري رئيس الوزراء نارندرا مودي الأربعاء خلال الزيارة الرسمية التي تستمر يومين. وقال كيري إنه يريد إحراز تقدم حول الاتفاق بشأن بناء مفاعلات نووية. وأضاف "نأمل أن نرى تعاوننا في مجال الطاقة النووية المدنية يتجسد على شكل مفاعلات جديدة توفر كهرباء مستمرة لعشرات الملايين من المنازل في الهند". وتعتبر الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم وترغب في الحصول على التكنولوجيا الأمريكية حتى تستطيع تطوير أسلحة أفضل، وهو ما دعا إليه مودي في حملته الانتخابية لتعزيز التصنيع الداخلي. وتعتمد الهند تاريخيا على روسيا كمصدر لشراء الأسلحة، إلا أنها تحولت الآن إلى الولايات المحتدة وسط عملية تحديث واسعة جدا لجيشها. وقالت سواراج "نريد أن نرتقي بمستوى التعاون الدفاعي بيننا إلى المرحلة التالية من الإنتاج والتطوير المشتركين". تأتي هذه المحادثات بعد يوم من توقيع الطرفين على اتفاق في واشنطن يتيح للبلدين الاستخدام المتبادل للقواعد العسكرية لأغراض الصيانة وإعادة التزود بالإمدادات. وقال كارتر: إن الاتفاق سيجعل العمليات المشتركة بين الجيشين أسهل لوجستيا وأكثر فاعلية. وقد تقاربت واشنطن ونيودلهي بشكل كبير اعتبارا من عام 2000، إثر إعادة تركيز السياسة الأمريكية باتجاه آسيا بهدف التصدي لنفوذ الصين. وتوسع الصين وجودها البحري في المنطقة وتزعم أحقيتها في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. واعتبرت بيني بريتزكر وزيرة التجارة الأمريكية التي ستشارك في المحادثات أن فكرة زيادة حجم التبادل التجاري من 100 مليار دولار إلى 500 مليار، واعدة. ووعد مودي، الذي يقيم علاقات وثيقة مع الرئيس أوباما، بإعادة هيكلة الاقتصاد الهندي بعد فوزه الساحق في الانتخابات في 2014، لاستقطاب الاستثمارات الخارجية وتعزيز النمو.
مشاركة :