لم تتجاوز العام الواحد في تقديم البرامج التلفزيونية! لكن المذيعة الواعدة علياء جوهر تملك الأدوات التي تجعل منها مذيعة ناجحة في المستقبل! «الراي» تحاورت مع جوهر التي احترفت الإعلام آتيةً من عالم الترجمة، وتملك معرفة وثقافة تقول إنها استقتهما من والدها الذي تعتبره «بحراً ثقافياً»، مشيرةً إلى أنها دخلت هذا المجال في رمضان الفائت عبر برنامج «غبقة رمضانية»، تلاه برنامج «أيام الطيبين» الذي يُعرض على الفضائية الكويتية. جوهر خصّت «الراي» بأول حوار لها مع الصحافة، فحكت بصراحة وعفوية عن معاييرها لاختيار البرامج التي تشارك فيها، وكيف نصحها مديرها السابق قيس الأسطى بالتوجه إلى الإعلام، ليتحقق اكتشافها أثناء دورة للمذيعين الجدد، وأقرت جوهر بأن الشكل مهم بالنسبة إليها، لكنها عادت لتعطي المعرفة والثقافة حقهما في دفع المذيع إلى النجاح، موضحةً أن الجمال بلا محتوى يجعل المذيعة تثرثر بلا هدف! وفي حين أثنت جوهر على الكوادر الوطنية العاملة في الإعلام، تطرقت إلى أنها شديدة الإعجاب بالمذيعين كوثر البشراوي وباسم يوسف عربياً، أما عالمياً فقدوتها أوبرا وينفري... وعرَّجت على زوايا كثيرة شخصية وإعلامية، تأتي تفاصيلها في هذه السطور: • في البداية، بماذا تُعرِّفين شخصيتك؟ - اسمي علياء جوهر، من مواليد 9 سبتمبر، كويتية طموحة، خريجة جامعة الكويت، كلية التربية تخصص «لغة إنكليزية»، معلمة لغة إنكليزية سابقاً، وحالياً مترجمة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ومذيعة في تلفزيون الكويت، ووظيفتي الأهم والأحب إلى قلبي هي الأمومة. برجي العذراء، ومن هواياتي القراءة والسفر وممارسة رياضة التنس. • وكيف كانت بداية دخولك المجال الإعلامي؟ - الرغبة كانت موجودة وبتشجيع من مديري السابق قيس الأسطى الذي أُوجه إليه تحية محملة بالود والامتنان، فقد كان له دور كبير في توجهي لهذا المجال. • هل للأسرة دور في تشجيعك ودعمك؟ - بالطبع الوالد موجه لغة عربية سابق، ويُعتبر بحراً من المعرفة والثقافة، له دور كبير في إلمامي باللغة والثقافة، فهو قدوتي في الحياة، وكذلك الأهل والأصدقاء وجدتُ منهم تشجيعاً كبيراً. • من اكتشفك إعلاميا؟ - قيس الأسطى هو من قادني إلى هذا المجال، واكتشافي إعلاميا أتى بعد تسجيلي في دورة المذيعين الجدد التي أقيمت برعاية وزير الإعلام والبابطين، فتم ترشيحي في برنامج «غبقة رمضانية» الذي أشرف عليه مدير الإنتاج في تلفزيون الكويت محمد المسري. • وبمَ أفادتكِ دورة المذيعين؟ - استفدتُ الجانب الفني، وكذلك فنون الإلقاء، والتقيتُ العديد من الأساتذة والإعلاميين الكبار في هذا المجال، ولم يبخلوا علينا بخبرتهم ومعرفتهم. • حدثينا عن برنامجك «أيام الطيبين»؟ - الفكرة تتلخص في الإتيان بمسلسل يحاكي الجيل القديم وأيام الطيبين البسطاء وطرح القصة، ونطرح أحداثاً وقصصاً حصلت أثناء العمل ونورد أسراراً من خلف الكواليس، ونعرضها بشكل مشوق يأخذ المشاهد برحلة إلى الزمن الجميل. • مشروع برنامج تطمحين إلى تقديمه؟ - أطمح إلى تقديم برنامج حواري ممتع ومفيد، وفي الوقت نفسه يحمل فكرة جديدة ومضموناً عميقاً، كبرامج «النايت شو الأجنبية»، وفي الوقت نفسه أطمح إلى برنامج ترفيهي غير تقليدي يكتسح ويجذب المشاهد لمتابعته بقالب خفيف ومرح، وهدفي الأهم هو أن يكون ذا قيمة وهدف. • بعض المذيعات يحرصن على الشكل الخارجي أكثر من مضمون البرنامج، أين تقفين أنتِ؟ - الشكل مهم بالنسبة إلي ويلعب دوراً كبيراً في جذب المشاهد، فالله جميلٌ يحب الجمال، ولكن في المقابل لو أن الشكل لا يحمل محتوى أو مضموناً، فسيكون صاحبه مع الأسف مجرد شخص يثرثر بلا هدف... فالمشاهد الآن ذكي جداً، ولا يأبه بالشكل فقط، بل المهم توصيل الرسالة بشكل سليم إلى المتلقي. • لكن ألا ترين الجمال ركيزة أساسية في نجاح المذيعة؟ - أنا أرى أن الجاذبية والكاريزما المدعومتين بالثقافة الواسعة أهم، لأن الجمال نسبي. • هل لديك معايير ثابتة للبرامج التي تشاركين فيها؟ - بالتأكيد، فأنا ذات طبيعة دقيقة جداً، وأهتم بالتفاصيل، ومن أهم معاييري المصداقية والاحترام، وإذا لم أجدهما في الطاقم أو الفكرة لا أشارك بتاتاً. • ما العقبات التي تواجه الكوادر الوطنية؟ - الكوادر الوطنية لديهم طاقات جيدة وجميلة، ولو تم تشجيعهم أكثر بتوفير الحوافز، وزيادة الإمكانيات المناسبة لهم فهم بالتأكيد «راح يبيضونها عدل». • ما أهم أولوياتك؟ - ابني هو أول أولوياتي... يأتي دائماً في المرتبة الأولى قبل كل الأشياء، ثم بعده يأتي العمل. • وهل لديكِ نصائح لزميلاتك اللاتي يردن دخول المجال؟ - أن يكنَّ ملمات بالمقومات المطلوبة، إلى جانب الحرص على تثقيف أنفسهن بالمعرفة والأخلاق السامية. • هل تنصحين بعمليات التجميل؟ - نعم، إذا تطلب الأمر، ولكن ضد التصنع والمبالغة وفقدان الملامح والعبث بها. • وهل أجريتِ عملية تجميل؟ - لم أُجر عملية تجميل إلا لأنفي، وكانت مجرد رتوش عادية تعملها أي فتاة في وقتنا الحالي، والشكل يعود للجينات. • أين تجدين نفسك أكثر، في البرامج المسجلة أو البث المباشر؟ - الاثنان لكل منهما نكهته الخاصة، ولكنني أميل إلى المباشر، فأنا أحب العفوية بطبعي. • في تقديركِ، ما صفات المذيع الناجح؟ - الثقافة العامة والكاريزما والقبول والتواضع. • من الذي يعجبك من المذيعين، ولماذا؟ - كوثر البشراوي أعشقها لرزانتها وثقافتها، ووفاء الكيلاني كمحاورة يعجبني استفزازها الذكي للضيف، كذلك جورج قرداحي رزين وملم بما يقول، فيمتلك المصداقية والحضور، هذا على الصعيد العربي... أما عالمياً فهنالك الكثير، أحب كثيرا كريستيان أمانبور، أوبرا وينفري، الين ديجانيرس وجون ستيوارت النسخة الأميركية من الناجح باسم يوسف الذي يعجبني كثيراً، وكذلك ستيفن كولبرت... وجميع من ذكرت توجد فيهم الصفات والمقومات التي تجتذب المشاهد بتفرد كل منهم بمقومات خاصة مميزة. • من قدوتكِ في عالم الإعلام؟ - عربياً كوثر البشراوي مناصفة مع باسم يوسف، أما عالميا فملكة البرامج الحوارية أوبرا وينفري. • لمَن مِن المذيعين الشباب ترين مستقبلاً في الإعلام؟ - هناك العديد من الطاقات والوجوه الشابة التي لديها موهبة وحضور إعلامي كفيل بأن يصنع منهم نجوماً إعلاميين في المستقبل، وهم نجوم بالفعل مثل المذيع الرائع سعود بوشهري الذي صنع نجومية وجماهيرية جيدين، وكذلك المبدع عبدالله الطليحي، وهما زميلان وتربطني بهما صداقة جيدة، وأيضا محمد الوسمي الراقي، وغيرهم هناك الكثير من الزملاء الشباب الذين أرى فيهم مقومات نجومية بالفعل.
مشاركة :