نفت تركيا أمس، قبولها أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد في سوريا، كما أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء، مؤكدة أنه لا يمكنها أن تقبل في أي ظرف بتسوية مع منظمة إرهابية، فيما أكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن أنقرة ستواصل عمليتها في شمال سوريا لحين زوال جميع التهديدات بما يكفل الأمن القومي للبلاد. وبينما أرسلت تركيا مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سوريا، هز انفجار عنيف الريف الغربي لمدينة جرابلس، سرعان ما تبين أنه ناجم عن تفجير مقاتل من داعش لنفسه بآلية مفخخة استهدفت مقاتلي الفصائل المدعومة بالدبابات والطائرات التركية. وأكد وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيليك لا نقبل في أي ظرف... تسوية أو وقفاً لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية خلافاً لما يقوله بعض المتحدثين باسم دول أجنبية في إشارة إلى ما أعلنته الولايات المتحدة الثلاثاء. وقال الوزير التركي: إن الجمهورية التركية دولة شرعية وذات سيادة، ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع منظمة إرهابية في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا. من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين للتلفزيون إن اتفاق هدنة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أمر غير وارد مطلقاً، وأن وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، ستظل هدفاً للقوات التركية ما دامت متمركزة في غرب الفرات. وأوضح كالين أن تركيا تسعى لتطهير شريط طوله 90 كيلومتراً في سوريا من مسلحي داعش. لكن فيما أعلنت أنقرة الأحد أنها قتلت 25 إرهابياً من وحدات حماية الشعب الكردي، لم تسجل أي ضربة تركية للمقاتلين الأكراد منذ بعد ظهر الاثنين. وكان الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار ينص على تهدئة اعتباراً من الساعة 21.00 بتوقيت غرينتش من الاثنين بحسب مقاتلين معارضين سوريين. وأكد المتحدث باسم وحدات الحماية الكردية ريدور خليل أن كلاً من تركيا ومجلس جرابلس العسكري ملتزمان بالهدنة في شمال سوريا وأن الوضع هادئ أمس الأربعاء. وجدد رئيس الوزراء بن علي يلديريم عزم أنقرة على مواصلة الهجوم حتى... انسحاب جميع الإرهابيين بشكل كلي وعبورهم الفرات باتجاه الشرق. وأضاف لقد قدمت الولايات المتحدة تعهدات بهذا المعنى لبلدنا أكثر من مرة. نحن لا نتوقع أي تغيير في هذه التعهدات. وميدانياً، ذكرت مصادر عسكرية أمس أن الجيش التركي أرسل مزيداً من الدبابات والعربات المدرعة إلى المناطق المحاذية للحدود مع سوريا، معززاً بذلك انتشاره في المنطقة في إطار عملية درع الفرات الرامية إلى تطهير حدود تركيا من التنظيمات الإرهابية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المصادر قولها إن دبابات وعربات مدرعة وأخرى حاملة للجنود وصلت أمس إلى الوحدات العسكرية التركية المتمركزة على الحدود السورية للرد على أي تهديد متوقع من المنظمات الإرهابية في مدينة جرابلس والمناطق المتاخمة لها. وقال المرصد السوري في بيان إن انفجاراً قوياً وقع في الريف الغربي لمدينة جرابلس تبين أنه ناجم عن تفجير مقاتل من تنظيم داعش من جنسية مغاربية لنفسه بآلية مفخخة استهدفت مقاتلي الفصائل المدعمة بالدبابات والطائرات التركية. وأشار إلى معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة جراء التفجير، كما وردت معلومات عن إعطاب عربتين مدرعتين خلال استهدافهما من قبل عناصر التنظيم في القرية ذاتها. (وكالات)
مشاركة :