كتب ـ عاطف الجبالي: وقّعت الخطوط الجوية القطرية والهيئة العامة للسياحة أمس اتفاقاً مع شركة "VFS Global"، وهي شركة رائدة في تقديم خدمات التأشيرات، وذلك بحضور وزارة الداخلية القطرية، ويمهّد هذا الاتفاق الطريق لتطبيق نظام جديد للتقديم على التأشيرات السياحية يتسم بالكفاءة والشفافية ويلبي احتياجات المسافرين الذين يتطلعون لزيارة قطر من جميع دول العالم. ومن خلال النظام الجديد يمكن التقدم لطلب التأشيرة إلكترونياً خلال دقائق قليلة وتسلّمها خلال 48 ساعة، ويستطيع مسافرو القطرية التسجيل في المكاتب الخاصة بالشركة في مختلف أنحاء العالم. ويأتي هذا الاتفاق فيما تُكثِّف دولة قطر جهودها الرامية لاجتذاب المزيد من الزوّار إليها، بما يتماشى مع الإستراتيجيّة الوطنيّة لقطاع السياحة 2030. وسوف يتيح الاتفاق لدولة قطر اختيار وتنفيذ حلول التأشيرات السياحية المثلى لزوّارها، مع الاستفادة من الخبرات التي توفرها "VFS Global" في تطوير خدمات متعددة لطلب التأشيرات، وكذلك من الحضور الدولي الواسع الذي تحظى به الخطوط الجوية القطرية. وقال السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية: "تنقل الناقلة الوطنية السياح إلى قطر منذ أكثر من عقدين، ويشكل الإعلان محطة بارزة أخرى في مسيرة التزامنا بجعل الدوحة وجهة سياحة عالمية. ويشهد قطاع السياحة في قطر نمواً هائلاً، وستساهم التعديلات التي وضعت على التأشيرة في دعم رؤية قطر لدعوة واستقبال الزوّار من جميع أنحاء العالم لتجربة ما تزخر به قطر من مقومات رائعة، ونتطلع إلى الترحيب بالمزيد من المسافرين في قطر بفضل المبادرة التي تمّ الإعلان عنها". وأضاف: "أتوجّه بالشكر إلى وزارة الداخلية، خصوصاً الإدارة العامة للجنسية والمنافذ وشؤون الوافدين، والهيئة العامة للسياحة على هذه الشراكة وإتمام هذا الإجراء. وتعدّ هذه المبادرة مثالاً واضحاً على ما يمكن أن ننجزه من خلال الشراكة والعمل معاً، كما أودّ الإشارة إلى المزيد من المبادرات التي نعمل عليها لتعزيز السياحة في قطر". وبموجب الاتفاق سوف تعمل كل من الخطوط الجوية القطرية والهيئة العامة للسياحة مع شركة "VFS Global" ووزارة الداخلية خلال الأشهر المقبلة على إنشاء النظام الجديد لإصدار التأشيرات السياحية، حيث يتم بعد ذلك الإعلان عن التفاصيل الكاملة للنظام الجديد. ومن المتوقع أن تعزز هذه الخطوات من ترتيب قطر في مؤشر الانفتاح المستند إلى مؤشر التنافسية في قطاع السياحة والسفر. تضافر الجهود ومن جانبه، قال السيد حسن الإبراهيم، رئيس قطاع تنمية السياحة لدى الهيئة العامة للسياحة:" إنه لمن دواعي فخرنا الكبير في الهيئة العامة للسياحة أن نعلن عن هذه الاتفاقية بعد مضي سنتين ونصف فقط على إطلاق الإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، التي تدعو إلى تضافر الجهود بين جميع قطاعات الدولة، لترسيخ مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية ذات جذور ثقافية عميقة". أضاف:" لقد أدركت قيادتنا الرشيدة مدى أهمية الدور الذي تؤديه السياحة في تعزيز المسيرة التنموية وتنويع الاقتصاد الوطني، معتبرة النهوض بها هو إحدى الأولويات الوطنية للدولة". وأشار الإبراهيم إلى أن صناعة السفر والسياحة باتت تقدم للحكومات حول العالم حلولاً حيوية لتحفيز النمو الاقتصادي، وقد أصبح تيسير الوصول إلى قطر عبر تسهيل إجراءات التقديم على تأشيرات الزيارة، أحد العناصر المهمة التي تمكننا من تحقيق هذا النمو، والتأثير إيجابياً على الاقتصاد الوطني، وإثراء المجتمع المحلي. وقال:" ومما لا شك فيه أن تسهيل هذه الإجراءات يمثل خطوة هامة على طريقنا لزيادة أعداد الزوار القادمين إلى قطر، ومن ثم زيادة الإنفاق السياحي الداخلي، وهو ما أوضحته الدراسة التي أجرتها الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة". تسهيل الإجراءات وأوضح الإبراهيم أن تسهيل الإجراءات من شأنه أن يعزّز تجربة زوارنا منذ اللحظة التي يبدأون فيها التخطيط لرحلتهم، ويمنحهم مذاقاً للضيافة القطرية الأصيلة حتى قبل صعودهم على متن الطائرة، منوهاً إلى أن هذه الاتفاقية هي أيضاً شهادة على نجاح الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير قطاع السياحة، وإحداث تأثيرات إيجابية في شتى جوانب القطاع السياحي والاقتصاد الوطني على نطاق أوسع. وأشار إلى أنه لا يمكن ترسيخ مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية دون دعم شركاء عالميين المستوى، وأعرب عن ثقته بجعل هذه الاتفاقية الخطوة الأولى في مسيرة حافلة بالنمو تمتد عبر الأشهر والسنوات القادمة وذلك عبر التعاون مع الخطوط الجوية القطرية ووزارة الداخلية، وشركة VFS Global. وقال الإبراهيم: "لا يخفى عليكم أن السياحة العالمية اليوم تواجه ضغوطاً وتحدياتٍ سواء من الجانب الاقتصادي أو الأمني وهو الأمر الذي انعكس سلباً على أعداد الزائرين وكذلك على أداء قطاع الضيافة في دول عدة. ولكن إستراتيجيتنا لتطوير القطاع السياحي في قطر هي إستراتيجية طويلة المدى، ونحن عازمون على الاستمرار في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم نمو القطاع". أضاف:" نحن نكثف الجهود مع شركائنا في القطاعين العام والخاص في سبيل تطوير منتجات سياحية جديدة ومتنوعة، كما نقوم بتوسيع رزنامة المهرجانات والفعاليات السياحية في قطر وتعزيز مستوى الخبرة والجودة بين العاملين في القطاع السياحي". وتابع:" إننا وفي جميع خططنا التنموية نحرص حرصاً كبيراً على أن تكون للمشاريع السياحية جذور ممتدة في ثقافتنا الوطنية وتراثنا القطري، لأننا نؤمن بضرورة وأهمية أن يكون القطاع السياحي انعكاساً حقيقياً لهذا البلد وشعبه". نقلة نوعية وقال العميد عبد الله سالم العلي، المدير العام للإدارة العامة للجنسية والمنافذ وشؤون الوافدين: "إن وزارة الداخلية القطرية تسعى دائماً إلى جعل الحصول على الخدمات الحكومية عملية سلسة ومنظمة قدر الإمكان، ولكن دون أن ينطوي ذلك على أي تهاون في الجوانب الأمنية. ويسرنا أن نقوم بهذه النقلة النوعية في خدمات التأشيرات السياحية من خلال العمل مع الخطوط الجوية القطرية والهيئة العامة للسياحة. ونحن نؤمن بأن هذا الاتفاق سوف يعزّز من قدرتنا على الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة والإمكانيات الأمنية، ويحدث في الوقت نفسه تأثيراً إيجابياً على سمعة قطر واقتصادها". وتقدّم "VFS Global" خدمات التأشيرات على نحو سلس وفعال يتيح للمسافرين حول العالم الوصول إليها عبر الإنترنت، وتهدف هذه الشراكة إلى دعم المسافرين في رحلتهم وكذلك تذليل العقبات أمام صناعة السياحة المزدهرة في قطر من خلال تبسيط إجراءات إصدار التأشيرات السياحية. وقال السيد زوبين كاراكاريا، الرئيس التنفيذي لشركة "VFS Global" ومجموعة كيوني: "سعداء بالشراكة مع الخطوط الجوية القطرية والهيئة العامة للسياحة وذلك لإتاحة خدمات التأشيرات القطرية للمسافرين في شتى أنحاء العالم، وذلك من خلال منصتي الإنترنت والهاتف المحمول. هذه القنوات الجديدة، والتي لا شك أنها سوف توفر الراحة والفائدة للزوّار ما يعني أن هناك نقلة نوعية في مستوى المرونة والأمن في نظام إصدار التأشيرات. وهذه الخدمة سوف تعتمد على ما نمتلكه من خبرات وما نحظى به من مصداقية في تقديم خدمات تأشيرات سلسة، وسوف تصبح أداة مهمة في تعزيز القطاع السياحي وجعل قطر وجهة سياحية مفضلة".